مبررات وأسباب التدخل…تدخل الإمارات في السودان… الخفايا والابعاد

- قراءة متعمقة لحديث الدكتورة ابتسام الكتبي عن تدخل أبوظبي في الشأن السودان
- تعزيز المصالح الاستراتيجية الاقتصادية والاستثمارية للامارات
- منافسة القوى الإقليمية ذات الوجود التاريخي في السودان
تقرير- د. إبراهيم حسن ذوالنون:
أثار الحديث الذي تداولت مقاطعه منصات التواصل الاجتماعي في السودان مؤخرا والذي أدلت به الدكتورة ابتسام الكتبي مدير مركز الإمارات للسياسات وهو ضمن المراكز البحثية والاستراتيجية التابعة للمخابرات الاماراتية ويقدم خدماته الراتبة لصناع القرار في دولة الامارات العربية المتحدة حتى يتخذوا القرارات المناسبة في التوقيات المناسبة.
ملخص الحديث:
الكثير من التساؤلات عن فحواه ومناسبته ومن هي الدكتورة ابتسام الكتبي وقد تم تفسيره انه مقدمات للرد والتبرير على الشكوى التي تقدم بها السودان في مواجهة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى محكمة العدل الدولية مؤخرا والتي اتهم فيها الامارات بدعمها لقوات الدعم السريع التي تمردت على الشرعية في السودان.
فحوى الحديث:
جاء حديث الدكتورة ابتسام الكتبي في المقطع(صورة وصوت) :(اعتمدنا على امريكا ولكن خلاص كبرنا صرنا نموذج تنموي صار العالم كله يحج إلينا فليش أعادي أنا الذي انت تعاديه ), ثم اضافت حينما سئلت عن التدخل في السودان وموالاة الدعم السريع (من اشتكانا ليس السودان والسودانيين, من اشتكانا النظام والنظام متحالف مع الاخوان ومشتكين علينا لأننا ندعم الدعم السريع ونحن نريد حماية مصالحنا الاقتصادية في السودان, عندنا مصالح لازم نحميها, كيف نترك استثماراتنا في السودان بالمليارات من الدولارات, يمهنا استقرار السودان لأن لدينا مصالح فيه.
من هي دكتورة ابتسام؟:
الدكتورة إبتسام الكتبي أكاديمية إماراتية رئيس مركز الإمارات للسياسات وأستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة الإمارات, وتحمل درجة الدكتوراة في الفلسفة في العلوم السياسية, مؤسس وعضو لجنة حقوق الإنسان بالإمارات وباحثة في النظم السياسية والمجتمع المدني والتحول الديمقراطي وعضو الجمعية العربية للعلوم السياسية, وعضو اللجنة التنفيذية لمركز التنمية الخليجي وعضو مجلس أمناء المنظمة العربية للشفافية ومكافحة الفساد وعضو مجلس إدارة الرابطة العربية الديمقراطية وعضو مركز دراسات الوحدة العربية, واللافت في سيرتها الذاتية إنها مقربة جدا من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة, وقد ظهرت نجوميتها في الحياة العامة بشكل أبرز في العام 2004م حينما تمت دعوتها لحضور المؤتمر الاول لحلف (الناتو) لإعلان مبادرة استنبول.
ماذا تريد الإمارات من السودان؟:
دخلت الإمارات في حرب السودان لأسباب متعددة، منها:
-الاستراتيجية الجيوسياسية: موقع السودان الجغرافي الاستراتيجي، والموارد الطبيعية المتمثلة في المياه والأراضي الزراعية والثروة الحيوانية والمعادن.
-المنافسة على الموارد: السودان يملك موارد طبيعية هائلة، بما في ذلك الذهب والنفط والغاز الطبيعي والمنتجات الزراعية والحيوانية، مما يجعل منافسة الدول الأخرى على هذه الموارد أمراً ضرورياً
-التأثير على القوى السياسية: الإمارات تسعى لتعزيز نفوذها في السودان من خلال دعم القوى السياسية الموالية لها، مثل قوات الدعم السريع
-القضاء على الإسلام السياسي: الإمارات تعتبر الإسلام السياسي تهديداً لأمنها القومي ومصالحها، ولذلك تسعى للقضاء على هذه الحركات في السودان.
أما المبررات التي قد تساق ضد التدخل الإماراتي في حرب السودان، فهي:
-التدخل في الشؤون الداخلية: التدخل الإماراتي في حرب السودان يُعتبر تدخلاً في الشؤون الداخلية للسودان، مما يتعارض مع مبدأ السيادة الوطنية.
-دعم الميليشيات: دعم الإمارات للميليشيات في السودان، مثل قوات الدعم السريع، يُعتبر دعماً للعنف والفوضى في البلاد.
-الاستغلال الاقتصادي: الاستغلال الاقتصادي للسودان من قبل الإمارات، من خلال السيطرة على الموارد الطبيعية والأسواق، يُعتبر استغلالاً للبلاد واهانة لسيادتها .
حواضن داعمة للامارات:
وفقا لدراسة الدكتور محمد تورشين والذي جاء مثلا لحديث الدكتورة إبتسام الكعبي بشكل أوضح فإن دولة الإمارات العربية المتحدة ترمي من خلال إدخلها في السودان لتحقيق عدد من الهداف تتمثل الاتي:
-خلق حواضن سياسية جديدة مؤيدة للامارات وحارسة لمصلحها في السودان وذلك بعد ان نجحت منذ وقت بعيد في تأسيس حواضن اقتصادية ترعى استثماراتها وهذة واضحة للعيان ولاتحتاج لعناء اجتهاد.
-تعزيز المصالح الاستراتيجية الاقتصادية الاستثمارية في السودان وهذا يلحظه المراقب بوضوح منذ سنوات حكم الإنقاذ وبصورة أكبر خلال الفترة الانتقالية الأولى والثانية ما بعد تغيير 11/ابريل2019م (حكومة حمدوك الأولى وحكومة حمدوك الثانية) وبرغم عدم حصولنا على حجم تلك الاستثمارات التي تمت إلا أنها واضحة مشروعات الموانئ على البحر الأحمر وأخرها ميناء أبو عمامة.
-القضاء علي مهددات الأمن القومي الإماراتي والذي يمثل الإسلام السياسي أكبرها ومعلوم موقف دولة الإمارات من كل نماذج الإسلام السياسي (حركة الأخوان المسلمين) بكل مسمياتها.
-منافسة الوجود التاريخي للقوى الإقليمية في السودان وهذه كثيرا ما يغض الباحثون الطرف عنها ولكن واضح إن الإمارات تحاول بشكل مستمر إبعاد الأدوار المصرية والقطرية في السودان والتي تتسم بالايجابية والقائمة على المصالح المشتركة وفي ذلك شواهد كثيرة حيث أصابتها الغيرة السياسية من تحركات قطر في ملف سلام دارفور والذي تمخض عنه اتفاقية الدوحة للسلام وكذلك لما تطابقت رؤى مصر والسودان حول الجوانب الفنية والقانونية لسد النهضة وقفت الإمارات بشكل واضح مع أثيوبيا لتعارض مصالحها مع مصر والسودان.