مبادرة (راجعين) … تسهيل عودة السودانيين

تقرير- محمد حسن خليفة:
بحثًا عن الأمان، وجد العديد من السودانيين في مصر ملاذًا مؤقتًا بعيدًا عن ساحات الحرب في مختلف المدن السودانية. ومع تقدم الجيش السوداني ونجاحه في دحر مليشيات الدعم السريع، بدأ الوضع الأمني في التحسن بشكل ملحوظ، مما عزز الاستقرار في العديد من المناطق. ومع تحسن الأوضاع، ظهرت مبادرات للمساعدة في عودة المواطنين إلى وطنهم، بتوفير وسائل نقل مباشرة وتخفيف التكاليف، وتقديم الدعم اللازم للعودة بأمان وسهولة، والمساهمة في إعادة بناء السودان
من العجمي إلى السودان:
تعد مبادرة (راجعين) إحدى هذه المبادرات في الإسكندرية، بدأت منذ أكثر من شهر. وانطلقت المبادرة في منطقة النخيل العجمي، الإسكندرية البلد، والمندرة، بهدف تسهيل عودة المواطنين السودانيين من المنطقة إلى السودان, وكشف أ. صبري محمد أحمد، مؤسس المبادرة، في حديثه لـ(أصداء سودانية) أن فكرة المبادرة نشأت بعد ملاحظة موجات الرجوع الكبيرة للسودان مع تقدم الجيش السوداني ميدانيًا، وظهور معاناة المواطنين في الإسكندرية بسبب الحاجة إلى السفر إلى القاهرة أولًا، وما يترتب على ذلك من تكاليف إضافية مالية وغيرها, وبالتشاور بين أفراد الجالية السودانية في الإسكندرية، تم إطلاق المبادرة لمساعدة المواطنين السودانيين وتقليل المتاعب، حيث تم التنسيق مع الجهات المعنية والتوصل إلى اتفاق مع شركات النقل لتوفير حافلات تنقل المواطنين مباشرة إلى الحدود السودانية (أبو سمبل)، مما وفر عليهم الكثير من التكاليف والمشاكل اللوجستية.
تأثير المبادرة على المواطنين:
أكد أ. صبري أثناء استكمال الإجراءات النهائية لمغادرة باصين أن المبادرة ساعدت عددًا كبيرًا من المواطنين في العودة إلى وطنهم، حيث تمكنوا من السفر بأقل التكاليف وبشكل أسهل. وأضاف أنه أصبح خلال الأسبوع الواحد تغادر ما لا يقل عن 5 باصات مليئة بالسودانيين الراجعين. وقال إنهم أعربوا عن شكرهم الكبير للمبادرة بسبب توفيرها الوقت والمال عليهم، حيث تمكنوا من العودة إلى البلاد دون تعقيدات
التعاون المصري:
وشدد أ. صبري على الدعم المصري الكبير والتعاون الفعال مع المبادرة، حيث لاقت المبادرة دعمًا كبيرًا من الجهات المصرية المسؤولة التي ساعدت في تسهيل إجراءات السفر. وأوضح أنه لم تضع السلطات المصرية أي اشتراطات على حركة الباصات، مما جعل العملية تسير بسلاسة. وأشار إلى أن المبادرة حاليًا تُجري مشاورات مع جهات سودانية لتوسيع نطاق المساعدة للمواطنين العائدين.
تشجيع العودة:
وباستنطاق (أصداء سودانية) لعدد من المواطنين العائدين داخل الباصات، أكدوا أن الأوضاع في السودان بدأت تتحسن تدريجيًا بفضل ما حققته القوات المسلحة السودانية من تقدم في دحر المليشيا والمتمردين. وأجمعوا على أن الأوضاع الأمنية في البلاد قد استقرت بشكل كبير، مما شجعهم على العودة والمساهمة في إعادة إعمار البلاد. وأكدوا أن رسالتهم من العودة هي أن أمل الجميع هو إعادة بناء الوطن، وأن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال العودة والمساهمة في التعمير. ويتطلعون إلى مستقبل أفضل لوطنهم في ظل استقرار أمني مستمر.