بعبع خلف الكواليس ( يرى ) تركة وبينة

أربع قصص قصيرة جداً :
محمد علي مدخلي / السعودية ، جازان
( ١ )
تَرِكَة
” حينَما كنتَ صغيراً، كُنتُ أُوليكَ اهتماماً خاصاً، ترافقني كروحي.
أحملكَ في سلة الغسيل، إذا ما أردتُ تجفيفَ الملابس.
وأخبئكَ في جيب صدري الكبير أثناء طهي الطعام.
لازلتُ أذكر أول يوم دراسي .
عندما سُئلتَ عن ولي أمرك؟
اضطررتُ أن أرافقك للمدرسة…”
قصاصة مدكوكة، استلمها مع أغراض أمه الشخصية من دار المسنين..!
( ٢ )
” خلف الكواليس ”
أُقْفِلت الستارة على استهجان الجمهور . وبّخني المخرج بأني لستُ كوميديا كعادتي…!
خرجتُ من الباب الخلفي ممتلئا بالجروح.
أقفلتُ هاتفي أملاً في خنق الضجيج.. أجرة البيت، حساب البقّال، تكاليف فرح ابني البِكْر…!
راودتني فكرة زيارة أمي،
قفزت إلى الطرف الثاني من الشارع.
ارتميتُ في حجرها.. هي تمسد شعري وأنا أفضفض لها…!
( ٣ )
” بُعبُع ”
زارني في منامي شخصٌ أهابه. كان يرتدي جلباباً أسودَ.
جرّني ناحية الجنوب موسعاً خطاه.
في آخر الشارع سلكنا زقاقاً ترابياً مغطى بأوراق ميتة.
توقفنا أمام مقبرة..
جمُدَتُ للحظة مبتلعاًريقي،
بينما ظلّ هو يتلفت يمنة ويسرة ثم دفع بابها الحديدي.
كنتُ أحاكيه في تخطي القبور، حتى وصلنا قبراً مفتوحاً!.
تفرّسني بعينيه اللامعتين قائلاً:
” إنّ ساعتك قد أزفت”
ثم أخرج يده من تحت سترته، فرأيت مخالباً بأشكال هندسية! .
استيقظت صارخاً في العتمة.
أشعلتُ المصباح، ورحتُ أكمل واجب الرياضيات…!
( ٤ )
بيّنة
دفن أبي أخي حياً؛ بتهمة سرقة مصروف البيت، متجاهلا صراخه وإنكاره.
مع مرور الأيام.. نبتت فوق قبره شجرة أوراقها نقدية…!