مقتطفات من مؤلفات الكاتب الأمريكي ويليام فوكنر

ترجمات
________________________
ترجمة /فائزة إدريس
______________________
دخيل في الغبار
_________________
في تلك الظهيرة من شهر يوليو عام 1863 وكانت المدافع موضوعة وجاهزة في الغابة والأعلام الملفوفة قد تم فكها بالفعل للانطلاق وبيكيت نفسه مع تجعيداته الطويلة المدهونة بالزيت وقبعته في إحدى يديه على الأرجح وسيفه في الأخرى ينظر إلى أعلى التل في انتظار لونجستريت لإعطاء الكلمة وكل شيء في الميزان، لم يحدث بعد، بل لا يزال هناك وقت لعدم البدء في مواجهة ذلك الموقف وتلك الظروف التي جعلت رجالاً أكثر من جارنيت وكيمبر وأرميستيد وويلكوكس يبدون جادين ومع ذلك سيبدأ، ونحن جميعاً نعلم ذلك، لقد وصلنا بعيداً جداً مع الكثير على المحك وتلك اللحظة لا تحتاج حتى إلى صبي يبلغ من العمر أربعة عشر عاماً ليفكر هذه المرة. ربما هذه المرة، ومع كل ما قد يخسره المرء أكثر مما قد يكسبه، بنسلفانيا، ماريلاند، العالم، وقبة واشنطن الذهبية نفسها التي تُتوّج بنصرٍ يائسٍ لا يُصدّق، تلك المقامرة اليائسة التي رُسمت قبل عامين؛ أو لأي شخصٍ أبحر بزورق صغير تحت شراع مُبطّن، تلك اللحظة عام ١٤٩٢ التي فكّر فيها أحدهم: “هذا هو: حافة اللاعودة المُطلقة، أن يعود المرء الآن ويعود إلى دياره، أو أن يُبحر بلا رجعة، إما ليجد أرضًا أو يغوص في قاع العالم الهادر”.
الصخب والعنف
_________________
كنتُ سأضيع الكثير من الوقت والجهد قبل أن أتعلم أن أفضل طريقة لمعاملة جميع الناس، سواءً كانوا بيضاً أو سوداً، هي أن نعاملهم كما يعتقدون، ثم نتركهم وشأنهم.
الضوء في أغسطس
____________________
فكّر بهدوء: “هذا هو الحب. أرى أنني كنت مخطئًا أيضًا”، مُفكّراً كما فكّر سابقاً وسيُفكّر مُجددًا وكما فكّر كلّ إنسان، كم يتبيّن زيف أعمق الكتب عند تطبيقها على الحياة. “لعلّهم كانوا مُحقّين في وضع الحبّ في الكتب”، فكّر بهدوء. “لعلّه لا يُمكن أن يعيش في أيّ مكان آخر.”
خرافة
____________
الحربُ حادثةٌ، أزمةٌ، حمى، غايتها تخليصُ الجسمِ من الحمى. لذا، فإنَّ غايتها هي إنهاءُ الحرب.