مشاكل المطلقات في الغربة (تحقيق صحفي)
![](https://asdaasudania.com/wp-content/uploads/2024/09/IMG_٢٠٢٤٠٩٠٧_١٦٤٥٢٩-720x430.jpg)
صدى الغربة_ هويدا عوض الله _أمريكا
أصبح الطلاق شائعا في أمريكا وسط الجاليات المهاجرة ومن بينها السودانيين حيث ارتفعت النسب الى ارقام مخيفة مما اثار الكثير من التساؤلات، هل المطلقة السودانية امرأة قاسية أم هي ضحية مغلوبة علي أمرها وما هى مشاكل المطلقات فى الغربة؟ وكيف استطعن مواجهة الحياة بمفردهن؟ وماذا تعلمن من تجربة الطلاق؟…( تحدثت )الى عدد من المطلقات السودانيات اللائى تجاوزن مشكلة الطلاق بشخصياتهن القويه وتمكن من بناء حياة جديدة في عالم المال والأعمال فأصبحن سيدات أعمال يشار لهن بالبنان … رفضن الافصاح عن اسمائهن كاملة وفضلن ذكر الحروف الأولى فقط… فكان هذا الحوار القصير:-
(ك – م): (الطلاق ليس مسؤلية المرأة دائما، كثير من النساء يتحملن اعباء الحياة اليومية والمشاكل الأسرية وعدم أحترام الزوج لهن حتي لايحملن لقب “مطلقة” لاعتقادهن انهن لن يتزوجن مرة ثانية،او لحماية اطفالهن من المستقبل المجهول وهذا خطأ).وتضيف (ك م): ( أن الحكم على المطلقة بدون أدلة مرفوض لأنها قد تكون مجرد شائعات مغرضة من بعض الأشخاص، والمرأة ليست دائماً السبب الرئيسي في حدوث الطلاق، ففى كثير من الحالات يكون الزوج هو السبب كما حدث معي، فطلاقي حدث لأنني تزوجت بإنسان غير مبال، يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات ويصادق النساء).
وتواصل الحديث (س م): (الحياة بعد الطلاق صعبة لكنها ممكنة)
قائلة: (بدأت في ترتيب وتنظيم حياتي الجديدة بعد طلاقي قبل ثلاثة أعوام، لم يكن الأمر سهلا في بدأية الأمر، لكن الفضل يرجع الى أخي الذي يقيم بولاية فرجينيا الذي وقف الى جانبي، والآن تجاوزت المحنة ونسيت الأمر تماما ولا أرغب فى الزواج مرة أخرى).عادت (س) بذاكرتها الى الوراء وهي تحكي لي قصتها: (زوجني خالي الذي كنت أعيش معه بعد أن توفي والديّ لهما الرحمة، زوجني من رجل كبير السن لم انسجم معه مطلقاً، وانجبت منه ثلاث بنات ثم طلبت منه الطلاق ولم أكن اتجاوز الـ (٢٠) عاماً من عمري ولم يكن الأمر سهلا على اهلي حيث قررت السفر الى عمتي في أمريكا ومعي اطفالي، وعملت في احد المصانع الأمريكيه، وكان الأمر أشبه بمغامرة خضتها بمفردي، وتضيف: (الطلاق في مجتمعاتنا مرفوض لأن عاداتنا وتقاليدنا لاترحم المرأة المطلقه، لكنني ومن خلال تجربتي في أمريكا اردت أن أوضح للناس أن المرأة المطلقة قادرة على اجتياز الصعاب مهما كانت، فالحياه بعد الطلاق صعبة لكنها ممكنة).
(ك ت): طلقني من أجل صديقتي،
جاءت الى نيويورك لتبدأ حياة جديدة، ساعدها أولادها الذين يعملون الى جانب دراستهم وهي بدورها بدأت تؤسس لعملها الخاص في التجارة)، تروي (ك ت) عن قصتها مع الطلاق وتتحفظ عن ذكر التفاصيل، تقول:( لا أحب أن أعيد ما مر عليّ من ذكريات مؤلمة وحزينة، طلقني زوجي بعد أن بنى علاقة مع صديقتي وحياتي معه كانت كلها مشاكل لكنني تحملت من اجل أولادي وظننت أنه ربما يتغير مع الأيام، لكن ظني كان خاطئا وهذا حكم الزمن وحكمته علي، ولكن مايحز في نفسي هو أنه قطع علاقته بأولاده بعد ان طلقني)، تتابع (ك ت): (تنكر من واجباته تجاه أولاده، فهم لا يحصلون علي أي نوع من الدعم المادي ولاحتة العاطفي).
(ا ع) معه علي الحلوة والمرة
مطلقة حديثا, وأم لولد عمره 15 عاما, وهي تعيش في ولاية نيوهمشري. تقول كانت فكرة المجئ الي امريكا حلم يراودني لأتخلص من الأوضاع المعيشية الصعبة في السودان، حصل الطلاق قبل أسبوعين، وبدأت العمل في أحد مصانع الشيكولاتة و عليّ الآن أن أتحمل أعباء الحياة الجديدة.
*جلسة دردشة مع مطلقات*
في أحد بيوت ولاية إيوا الأمريكية الصدفة جمعتني بثلاث مطلقات تحدثن عن همومهن دون التطرق الى أسباب وقوع الطلاق، (م) (ن) (أ) نساء مطلقات من ولاية ايوا، قوة الشخصية لديهن جعلتهن يواجهن ظروف الحياة دون خوف أو تردد أو استسلام، ردت (م): أنا أم لطفلين، الوحدة صعبة..وتوجهت إليّ بالسؤال: هل هناك من يتزوجني خاصة انني امراة مطلقة؟.
اما (أ) ظلت صامتة ولم تفصح عن قصتها.
(ن) و (أ)_لاترفضان فكرة الزواج, لكن اتفقا مع (م) من اين سيأتي الرجل الذي يقبل أن يتزوج مطلقة مع أولاد أو بدون أولاد، (ن) أصبحت امرأة أعمال ناجحة بعد الطلاق
قالت (ن) : انا مطلقة منذ خمس سنوات ولأننى أمتلك صنعة في يدي (هواية) الخياطة أستطعت مواصلة حياتى هنا حيث بدأت بمشغل صغير في دكان أحد العرب بولاية تكساس، فبدأ الزبائن بالتعرف على خياطتى ثم دخلت السوق من خلال معارض كانت تقيمها الجاليات المسلمة في أمريكا وتعرفت اكثر من خلالها على اصحاب ( البوتيكات) وبعدها أشتهرت وحققت هذا النجاح الكبير بانشاء مشغل كبير صرت اعتمد عليه في حياتي،وتضيف – بنبرة حزينة – (لكن مايحز في نفسي هي كلمة (مطلقة) التي يتهامس بها البعض من خلفي)..
اغلب الزيجات التي هاجرت الى الولايات المتحدة قامت على أسس سلبية مما أدى هذا التفاقم داخل السودان الى الانفجار خارج السودان.
وفي رأي يصعب الحل بعد الانفجار وهذا وضع طبيعي للمشاكل التي كانت تعاني منها المرأة داخل السودان.