الخبير القانوني والسياسي الضليع نبيل أديب في إفادات صريحة لـ(أصداء سودانية)

 

  • لهذا السبب لم نصل بعد ثورة ٢٠١٩ لمرحلة الانتخابات

  • الحرية والتغيير هي التي تتحمل مسؤولية فشل الفترة الانتقالية

  • تركت الحزب الشيوعي بعد انقسامه في ١٩٧١ واحتفظت بعلاقات جميلة مع الطرفين

  • الانتخابات بعد انتفاضة ٨٥ وثورة أكتوبر ٦٤ قامت على أسس طائفية

  • كل الانتخابات في عهد حكومة الإنقاذ كانت (وهمية ساكت)

 

حوار – مصعب محمود :

*الخبير القانوني الدكتور نبيل أديب مرحب بيك ؟

-اهلا ومرحب بيكم

*أين كان ميلادك

-اتولدت في جوبا

*هل تتذكر بعض أيام الطفولة في جوبا ؟

-لا والله .. ما بتذكر .. لاننا طلعنا منها أطفال ، وشفتها تاني وأنا كبير

*تنقلت كتير في السودان ؟

-نعم .. كان الوالد بتنقل كتير، وانا طفل صغير 7 سنوات مشيت بورتسودان والنهود وسنجة و استقرينا في الخرطوم.

*هل تذكر بعض الذكريات في هذه المناطق ؟

انا بتذكر النهود كانت مدينة جميلة (قعدنا) فيها فترة ودخلت فيها المدرسة واكثر بلد بتذكرها

*هل زرت النهود مجددا ؟

-لا لم أزرها .. ولكن زرت الأبيض

*أين درست الجامعة القاهرة الفرع ؟

-درست في جامعة القاهرة – الفرع- .. ثم انتقلت وكملت دراستي في القاهرة

*ليه اخترت القانون ؟

-أنا ميولي كانت أدبي، وكان ابوي عايزني ابقي طبيب، وكان عندي مزاج اقرأ قانون، لأني ما بحب العلوم.

*ومشيت بريطانيا بعد الدراسة ؟

-في الأول جيت مصر عملت دبلوم عالي، وبعدها مشيت بريطانيا عملت ماجستير ولم اكمل الدكتوراة ، ورجعت تاني.

*رجعت (براك) ولا الحزب الشيوعي طلب رجوعك؟

-لا رجعت (براي) وسلمت نفسي للحزب الشيوعي.

*جندوك متين للحزب الشيوعي ؟

-ما جندوني، من الثانوي أنا كان عندي ميول اشتراكي.

*كان ساهل انضمامك للحزب الشيوعي ولا تعبو فيك ؟

-ضحك .. لا ساهل جدا ، انا اصلا كانت عندي ميول والانضمام كان لقناعتي والشيوعية شباب العالم كما كنا نقول في الوقت داك

*الجذبك شنو للشيوعيين ؟

-أنا قريت بعض الكتابات ل (كارل ماركس) وبعض الكتاب، وشعرت (انو دا الخط الصحيح).

*الوقت داك كان في خلاف بين اليسار واليمين .. منو من الأسماء و النشاط السياسيين في الجامعة ؟

-معتصم عبد الله مالك، وحسن مالك، وطه إبراهيم، وعبدالرحمن علي طه، وعدد من الأسماء من رابطة الطلاب الشيوعيين، ومن البعثيين بدر الدين مدثر ومحمد الخليفة، وبعض الناس من الأحزاب الأخرى.

*دخلت السجن كم مرة ؟

-ما دخلت حراسة، ولم يتم اعتقالي، كم مرة حققوا (معاي وفكوني)

*إذن لم تكن مؤثر في ذلك الزمان ؟

-ضحك .. ثم قال احتمال

*هل تبوأت مناصب قيادية في الحزب الشيوعي ؟

-كنت في سكرتارية الطلاب الشيوعيين ، وعضو المكتب الثقافي للحزب الشيوعي وقتها كنت في الجامعة

*خليت الحزب الشيوعي متين ؟

-سنة 71 بعد انقسام الحزب خليتو، وكنت محتفظ بعلاقة جميلة مع الطرفين، في الأول كنت واقف مع ناس معاوية، وبعد انقلاب هاشم العطا تغيرت المواقف.

*ولكن كنت جزء من الجبهة الديمقراطية ؟

-نعم

*ماهو الفرق بين الجبهة الديمقراطية والحزب الشيوعي ؟

-الجبهة ما كان منضبطة، ما كان في اجتماعات دورية وانا كنت بحب الكتابة

*ثورة 85 كنت حضور ؟

*نعم كانت ثورة ناجحة

لماذا لم تنجح ثورة 2019 ؟

-نجحت 2019، كل الانتفاضات الثلاثة نجحت في تغيير النظام، 85 كانت الفترة الانتقالية بسيطة، سنة واحدة و كان الجيش وضعه أقوى من المدنيين لأنه ماسك السلطة التشريعية و السيادة، والمدنيين مجلس الوزراء فقط، حتى قامت الانتخابات، ولم يتغير نظام الحكم ولم تفلح الفترة الانتقالية في تحقيق نظام ديمقراطي حقيقي في السودان ، الديمقراطية هي في النهاية النظام الذي يمنحك حق تغيير الحكام دون اللجوء إلى العنف ، حتى تكون ديمقراطية ، ما حدث في 85 تمت انتخابات صورية على أسس طائفية، وايضا كان نفس الشئ في انتخابات ٦٥ وهذا سبب ردة ثانية وبعد سنة جأت الجمعية التأسيسية اصدرت قرار بتعديل الدستور وتعليق نشاط الحزب الشوعي وطرد أعضاء من البرلمان، و دا كان عمل دكتاتوري استبدادي، وقام أعضاء الحزب الشيوعي المطرودين من البرلمان بتقديم طعن دستوري ، وطالبوا بتعديل الدستور نفسه، والقضاء السوداني يجب ان يتباهى ويفاخر، لأنه أول جهاز قضائي يتعرض لدستورية تعديل الدستور، لأن الاعتقاد في الفقه الدستوري أن الدستور هو قمة القانون، وهو المانح لكل السلطات، وبالتالي لا يجوز الطعن في دستورية تعديل الدستور، و صلاح حسن رحمه الله القاضي السوداني، اصدر قراره التاريخي بأنه حل الحزب الشيوعي وحصل في عدد من الدول نفس القرار، والنمسا حددت المسالة دي في مواد في الدستور لا تعدل إلا بالاطاحة بالدستور كله

*في 65 وفي 85 وصلنا لمرحلة الانتخابات ؟

-نعم .. ولم تكن السلطة السياسية مطروحة في الانتخابات، لانو الانتخابات بتحتاج لصوت وعي و معرفة، وإذا كان الناخب مكبل بأفكار ما ديمقراطية ، لأن الانتخابات هي عملية حكم سياسي لنظام معين لابد فيها ان يكون الناخب مدرك بمن يحكم.

*رايك شنو في الانتخابات التي كانت في عهد الانقاذ ؟

-كانت (وهمية ساكت كلها)، وكانت نتيجتها معروفة، وانا كاتب مقال في الموضوع دا كان في انتخابات عام ٢٠١٦ كانت المعارضة رافضة لقيام الانتخابات، وقلت السودان هو البلد الوحيد الحكومة فيه تدعو لانتخابات وتعارضها المعارضة، لكن ليه، لانو في أي مكان في العالم بتلقي نفسها ممكن تتحول من معارضة لحكومة، والحكومة تخشى الانتخابات لخروجها من الحكومة إلى خانة المعارضة إلا السودان لأن النتيجة معروفة.

*لماذا لم نصل في ٢٠١٩ لصندوق الانتخابات ؟

-بسبب فشل السلطة الانتقالية والتقيد بالأحكام الدستورية ، لأن الوثيقة الدستورية تقول انه تجري انتخابات المجلس التشريعي بعد 90 يوم من تعيين رئيس الوزراء.

*من الذي يتحمل المسؤولية ؟

-الحرية والتغيير هي من تتحمل المسؤولية، لأن نصيب 70% من الأعضاء كان يجب أن تعينه هي و30% بالتشاور مع المجلس العسكري.

*لماذا لم يعينوا؟
-لعدم رغبة في وجود رقابة على السلطة التنفيذية، والاستبداد هو أن تكون لديك سلطة مطلقة ، لمنع الاستبداد ، الوثيقة الدستورية حددت 3 سلطات تراقب بعضها البعض وحددت وجود المفوضيات و المحكمة الدستورية، ولم يتم كل ذلك الا تكوين مفوضية السلام وسمحت للمحكمة الدستورية.

*هل الوثيقة الدستورية الموقعة في 17 أغسطس كانت مناسبة للمرحلة بصفتك خبير قانوني ؟

-مافي عمل بشري مثالي، مافي حاجة مافيها أخطاء ، وكان يجب أن تختار السلطات المختلفة وطريقة توليهم السلطة ، وهي كانت كافية لإدارة الفترة الانتقالية ، والفترة الانتقالية لم تفشل بسبب احاكم الوثيقة، بل بسبب عدم تنفيذ أحكام الوثيقة ، والوثيقة كانت كافية لإدارة الفترة الانتقالية.