الشاعرة والكاتبة السورية فيروز مخول في ضيافة أصداء سودانية (٣-٣)

في دائرة الضوء 

______________

________________________

 الحياة الثقافية في الوطن العربي تشبه نهرًا مختلط الماء بالطمي 

_________________________

أحب الرسم على حواف الوقت، والسفر في خرائط الكتب 

_________________________

تمنيت أن أكون رسّامةً، ترسم بالماء والنور وجوه الأحبة الذين خطفهم الغياب 

_________________________

حوار / فائزة إدريس

__________________

في عالم مليء بالألوان والكلمات، يقف الشاعر/الشاعرة كمرآة تعكس مشاعر الإنسان وتجارب الحياة. ويسعدنا أن نلتقي بشاعرة تتمتع بقدرة فريدة على تحويل الأحاسيس إلى أبيات شعرية تنبض بالحياة، سنستكشف معها إلهامها وعالمها الشعري، وكيف تتشكل أفكارها بين سطور القصائد.تلكم هي الشاعرة الكاتبة السورية المقيمة بالسويد فيروز فضل الله مخول من مواليد دمشق، تحمل شهادة جامعية من جامعة دمشق /كلية العلوم /قسم الرياضيات والفيزياء. بدأت بالكتابة في سن مبكرة خلال دراستها الثانوية، و الجامعية، بدأت النشر عبر المنصات و الصحف و المواقع الألكترونية، و عبر صفحتها الخاصة.

ترأست إدارة العديد من الجمعيات و المنتديات الأدبية، كمنتدى همسات القمر، و حديث الياسمين، كما عملت في مجلات متنوعة كمجلة الفنون، و الثقافة العراقية، أسست مجلات إلكترونية،وساهمت في تنشيط الحراك الأدبي الشعري، نشرت نصوص لها في الكثير من المطبوعات الأدبية في الوطن و الخارج، أقامت العديد من الندوات واللقاءات الثقافية و الأمسيات الشعرية خلال عملها كمسؤولة ثقافية في جمعية المرأة السورية في ستوكهولم،المسؤولة الثقافية في مبادرة الجيل القادم الدولية فرع السويد، المسؤولة الثقافية في نادي الجزيرة الاجتماعي في ستوكهولم، المسؤولة الثقافية في تجمع بيت الياسمين في السويد، عضوة في الجمعية السويدية المعنفات في السويد، حاليا تدير منتدى آفاق الفكر والثقافة و تقيم بشكل دوري ورشات لفن كتابة القصة و ورشات كتابة شعرية إبداعية، عضوة في اتحاد الكتاب والصحفيين في باريس / تكتب في مجلة كل العرب التي تصدر في باريس ، عضوة في اتحاد الأدباء العرب في امريكا، شاركت في العديد من المهرجانات الثقافية العربية في تونس والجزائر ومصر والأردن والإمارات، ألمانيا، هولندا باريس. صدر لها الكتب الشعرية :

“خربشات روح “، راقص الريح، عشق ثلاثي الابعاد، لاتخبروا الغياب عني /شعر، نحن الرماد /شعر، كتاب الهايكو، -المرأة التي أسكنها، تلك النوارس أخبرتني.

لها قيد التحضير للطباعة كتاب نصوص نثرية بعنوان\ لا تلمس الضوء فقط غني \ وديوانين شعر عمودي \ديوانين شعر تفعيلة.

إلتقتها أصداء سودانية عبر هذا الحوار فإلى مضابطه.

** ماهي نظرتك للحياة الثقافية على مدار الوطن العربي؟

_________________________

*الحياة الثقافية في الوطن العربي تشبه نهرًا مختلط الماء بالطمي… بين ظمأ وجريان، بين قيد وحرية. هناك محاولات مضيئة، وهناك جراح بحاجة إلى ضمادات من وعي وجرأة وحب.

** بيت شعر لغيرك يأسرك وتختزنه ذاكرتك؟

_________________________

*أُردد دائمًا:

“وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا”

كأنما هذا البيت يهمس لي كلما كلّت روحي عن المسير.

** قصيدة نظمتيها ويتملكك الزهو بها؟

_________________________

*قصيدة “حين يبكي الغيم فوق مدينتي”… كتبتها ذات مساء في الغربة، فكانت دمعة ووطنًا في آنٍ معًا. شعرت فيها أنني نسجت شيئًا من روحي النقية على نول اللغة.

على شرفةِ الانتظارِ

أخيّطُ الحزنَ

ثوبَ بنفسجٍ

أطرِّزُه بندى الدمعِ المسفوحِ

كدمِ غزالةٍ

في عراءِ اللهِ

أنسجُ الغيابَ

من بياضِ ياسمينةٍ

تغفو على كتفِ جدارٍ دمشقيٍّ

أرسمُ فيضانَ الشوقِ

و دروباً مرصوفةً

بالحجارةِ

أبلّلُ سوادَها بدمعِ الوجعِ

ألملمُ صوتَ

الخطواتِ

بينَ جدرانِ الرحيلِ

أرمّمُ اهتراءَ ذاكرةٍ

تساقطَ منها خيوطُ ليلِ

دمشقَ

تغزلُها نساءُ رشيقاتٌ

كالغيمِ

أثواباً من البروكارِ

أسماءٌ كثيرةٌ تتزاحمُ

في حنجرتِي..

و الغيمُ يعلنُ انهمارَه

تبدأ الريحُ عزفَ سيمفونيّةَ

الوجعِ..

و الخيبةِ

ترنّ نواقيسُ الكنيسةِ

و تحلّقُ قبيلةٌ من حمامِ

يعلنُ الأمويّ تكبيرةَ الصلاةِ

تحلّقُ في أفضيةِ الشامِ ألفُ ياسمينةٍ

تصابُ وحدتِي

بصداعِ الازدحامِ

تتعثّرُ بِي الذكرياتُ

امرأةٌ مركونةٌ

بشرٌ يمرّونَ

بهدوءِ القديسينَ و القديساتِ

في وطنِي..

لا زالَت تتعثّرُ على الطريقِ

مفرداتُ الحقدِ

لا زالَت الكلماتُ

تفضّ بكارة

النقاء..

هناكَ في حاراتِ الشامِ

وحيدة

أثرثرُ..

أتساقط

مثلَ أقمارٍ

من ياسمين

ذاهلةً

في شرفاتِ الانتظارِ..

_____________________

*شرفـات الانتظار :نص من سلسلة قصائد صوفية في عشـق دمشـق ..

من كتاب :”عشـق ثلاثـي الأبعـاد”

** هوايات محببة لديك؟

_________________________

*أحب الرسم على حواف الوقت، والسفر في خرائط الكتب، وأجد سعادتي في عزف غير متقن على أوتار الحنين.

**هل حققتِ حلمك في عالم الشعر؟

_________________________

*بعض الأحلام كزهور برية… يكفي أن تلامسها الريح حتى تبدأ رحلتها. أنا على الطريق، أنثر بذوري، وأبتسم لكل زهرةٍ تنبت.

** لو لم تكوني شاعرة لتمنيتي أن تكوني……؟

_________________________

*تمنيت أن أكون رسّامةً، ترسم بالماء والنور وجوه الأحبة الذين خطفهم الغياب.