بسبب الحرب..ثروتنا الحيوانية مهددة بالفناء

  • الفاو تكشف معلومات خطيرة حول ثروتنا الحيوانية
  • فقدان سلالات نادرة من الخيول والإبل والطيور وإنهيار كامل لقطاع الدواجن
  • البنك الدولي:الحرب تسببت في إنهيار قطاع الثروة الحيوانية
  • وزارة الثروة الحيوانية:إنهيار قطاع اللحوم بنسبة 95%.. والشلل يصيب قطاعي الألبان والدواجن

تحقيق ــ التاج عثمان:
تقرير للبنك الدولي كشف ان الصراع المسلح في السودان تسبب في إنهيار قطاع الثروة الحيوانية بالكامل لكن التقرير الدولي أغفل تسمية طرف الصراع المتسبب في إنهيار الثروة الحيوانية السودانية.. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: من المتسبب في الكارثة التي لحقت بثروتنا القومية من الثروة الحيوانية؟.. وما هي ملامح وتفاصيل هذه الكارثة الاقتصادية التي حلت بالسودان؟.. التحقيق التالي يسلط الضوء على هذه القضية المسكوت عنها ويكشف معلومات خطيرة وصادمة عن قطاع اللحوم والدواجن والالبان والمسالخ
سلب ونهب:
معلوم ان الثروة الحيوانية المتنوعة تعد أحد مصادر النقد الأجنبي للسودان من عائدات صادرات المواشي إلى الخارج، فحديث الأرقام يشير، ان المتوسط السنوي لعائدات تصدير المواشي للخارج يبلغ حوالى مليار دولار قبل الحرب، إلا ان تحقيق صحفي نشرته إندبندت عربية بقلم الصحفي السوداني، عثمان الأسباط، أشار إلى أن الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع المتمردة تسببت في توقف حركة البيع والصادر، بجانب عمليات السلب والنهب التي تعرضت لها ثروتنا الحيوانية، ما الحق خسائر فادحة برعاة الماشية في السودان بولايات البلاد المختلفة، ونهب ملايين الابقار والخراف والماعز، ومصرع مئات الرعاة بسبب مقاومتهم للصوص الدعم السريع خلال رحلة تجوالهم وتنقلهم بين المراعي طلبا للكلاء لحيواناتهم
وبحسب بيانات حديثة للبنك الدولي فإن نحو 26 مليون سوداني يستفيدون من قطاع الثروة الحيوانية بصورة مباشرة، خاصة ان السودان يعد من اكبر المصدرين للماشية بافريقيا، بينما تشكل المهن المرتبطة بقطاع الثروة الحيوانية، وعلى راسها التربية والرعي، تشكل حرفا أساسية لملايين المواطنين، بيد أن الصراع المسلح وتداعياته أديا إلى إنهيار القطاع بالكامل.
تقارير صحفية ومحلية أشارت ان الحرب الحقت اضرارا بالغة برعاة الماشية بولايات كردفان الثلاث التي تحولت لمسارع عمليات حربية، حيث ان قوات الدعم السريع نهبت بمنطقة ام روابة في بداية الحرب مئات الإبل، وتعرض عشرات الرعاة للتصفية الجسدية أثناء دفاعهم عن حيواناتهم.. وشهدت منطقة ود عشانا بولاية شمال كردفان، إرتكاب المليشيا المتمردة جرائم بشعة في حق الرعاة تمثلت في القتل والإختطاف ونهب الممتلكات والمواشي، حيث نهب الدعم السريع 180 من الضأن، و 90 رأس من الابقار المنتجة للالبان، ومقتل عدد كبير من الرعاة وأصحاب الماشية.. بجانب الدمار الذي لحق بالمراعي ومصادر سقيا الحيوانات لإنعدام الامن وصعوبة التنقل للرعاة بحثا عن الكلاء والماء
رهيد البردي:
منطقة رهيد البردي بولاية جنوب دارفور تضم اكبر سوق كان قبل الحرب يغذي العاصمة الخرطوم بالحيوانات المختلفة، إلا ان الحرب تسببت في خسائر فادحة لسكان المنطقة الذين يعتمدون على تربية وتجارة الماشية، تعرضوا لعمليات لخسائر فادحة خاصة الضأن نتيجة عمليات النهب والسلب التي تعرضوا لها من قوات الدعم السريع المتمردة.. كما ان القصف المدفعي العشوائي من جانب المليشيا المتمردة تسبب في نفوق مئات الغبل والابقار والماعز بولايات دارفور الخمس، بجانب الدمار الذي لحق بالمراعي الطبيعية، وتوقف حركة الحيوانات في رحلتها للبحث عن المراعي والسقيا بسبب الحرب، بجانب إنتشار أمراض الحيوان لتوقف عمليات التطعيم.
إستنادا لمعلومة صادرة من وزارة الثروة الحيوانية، فإن الرعاة بولايات: كردفان، ودارفور، والجزيرة، والنيل الأزرق، والبطانة، يدعمون الإقتصاد الوطني بنحو مليار دولار سنويا من عائدات صادر المواشي.. معلوم ان سكان الولايات الغربية يعتمدون في معيشتهم على الثروة الحيوانية خاصة الصادر.. لكن الحرب عصفت بتجارتهم لإغلاقها أسواق الصادر والأسواق الداخلية، وهناك آلاف الرعاة وجدوا انفسهم بلا عمل ومصدر رزق بعد ان نهبت المليشيا قطعانهم، وحتى من سلمت حيواناته من نهب الجنجويد وجدوا أسواق البيع مغلقة امامهم بسبب الخلل الأمني الناتج من الصراع المسلح فتركوا مهنتهم واصبحوا يبحثون عن مهن أخرى يسترزقون منها.
معلومة خطيرة:
معلومة مزعجة بل خطيرة فجرتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، (الفاو)، المعلومة تقول:”توقف عملية تطعيم الحيوانات بسبب الحرب اصبح يهدد ثروتنا القومية الحيوانية بالفناء, ناشطون سودانيون مهتمون بالثروة الحيوانية في السودان أشاروا إلى أنه
منذ بداية الحرب عام 2023 لاحظنا وجود فجوة كبيرة في اللقاحات، حيث كانت الفاو تنظم حملات تطعيم الماشية بولايات دارفور خاصة الجزء الجنوبي لكنها للأسف توقفت الأن بسبب الحرب وإنعدام الامن.. بجانب توقف الخدمات البيطرية، وتدمير المعامل البيطرية التي كانت تنتج الأمصال خاصة المعمل المركزي بسوبا بولاية الخرطوم، وإتلاف اللقاحات بواسطة مليشيا الدعم السريع، وهجرة الكوادر الفنية البيطرية للخارج او للولايات الآمنة، وفقدان سلالات نادرة نتيجة نفوق الماشية، والخسائر الفادحة التي عصفت بقطاع الدواجن خاصة بولايتي الخرطوم والجزيرة، ما يهدد ثروتنا الحيوانية بالفناء.
معلومات أخرى خطيرة ومؤسفة بل (كارثية) تحصلت عليها من طبيب بيطري حائز على درجة الدكتوراة، عمل لفترة في السودان ولبعض المضايقات التي تعرض لها في عمله هاجر لإحدى الدول العربية والتي إحترمت علمه الغزير وتخصصه النادر في مجال تطوير وتنمية الثروة الحيوانية فإستوعبته بمرتب ومخصصات مغرية، فجر في وجهي معلومات جد خطيره بقوله:
قطاع اللحوم في السودان إنهار بنسبة 95%، وفقد قطاع الثروة الحيوانية خلال عام واحد فقط منذ بداية الحرب حوالى 50%، وعند حلول العام الثاني من الحرب شارف على الفناء الكامل، خاصة ان إغلاق المحاجر البيطرية ببعض الولايات غير الآمنة فاقم من أعباء المحاجر البيطرية بالولايات الآمنة.
في تصريح (صادم) لوكيل سابق بوزارة الثروة الحيوانية للإندبندت، أكد ان قطاع اللحوم في السودان إنهار بنسبة 95%، وان معظم مسالخ الصادر توقفت عن العمل وحاليا لا يعمل منها سوى مسلخ سواكن.. كما ان قطاع الالبان والذي يتركز بولاية الخرطوم توقف تماما عن العمل بسبب الحرب.. والأخطر أن الحرب تسببت في فقدان سلالات نادرة من الحيوانات خاصة الخيول والجمال وبعض أنواع الطيور النادرة.. كما إنهار قطاع الدواجن تماما والذي يتركز أصلا بولايتي الخرطوم والجزيرة.