اسأل العنبة

واحة المنصة

يكتبها اليوم :

عصام جعفر

*في السبعينيات من القرن الماضي راجت أغنية مرحة خفيفة وظريفة أبدعها حبيبنا المرهف اسحق الحلنقي عندما كان القلب اخضر وتغنى بها البلبل التاج مكي الذي شكل ثنائية مع اسحق لونت ليالي كسلا الوريفة الشاربة من الطيبة ديمة

لو (مكضبنا) وما مصدقنا

أسأل العنبة الرامية فوق بيتنا

*هذا هو مصطلح الأغنية التي سارت في الناس كسريان النار في الهشيم

وتضمنت الأغنية مقاطع لطيفة في المعنى مثل

قلنا نتصبر

لا لا ما بنقدر

الصبر قاسي والمحبة قدر.

 *كان ذلك الزمان على عهد ثورة مايو التي تمر ذكراها هذه الأيام وكان أحد وزرائها وقادتها زين العابدين محمد احمد عبد القادر ( زينكو ) الساخر المرح وقيل أن مسألة كانت تناقش في مجلس الشعب فقال زين العابدين: لو سألتو من البداية من كان طرحتو هذا الموضوع للنقاش

فقيل له : نسأل منو ؟

فقال :أسألوا العنبة.

 *العنب من فواكه الجنة وقد ورد ذكره في القرأن مقترناً مع ذكر النخيل في حالات كثيرة.

*العنب يقال له الكرم والعنبة الشتلة يقال لها كرمة … وغنى ثنائي العاصمة من كلمات علي شبيكة

أزرعني كرمة على رباك

واعصرني في دنك شراب

والحق معاي نور القمر من قبل ما نلقاه غاب.

 *ولعل شبيكة أخذ المعنى من العبقري التجاني يوسف بشير في قصيدته الفلسفية

قم يا طرير الشباب

غني لنا غني

واعصر لي الأعناب

وأملأ بها  دني

من عبقري الرباب أو حرم الفن

*الشاعر الفذ أبو نواس قام بثورة على نمط الشعر الجاهلي القديم والوقوف على الاطلال فقال:

صفة الطلول بلاغة الفدم

فأجعل حديثك لابنة الكرم

*فكان موضوعات الشعر بعده للخمر بدلاً عن قفا نبكي .. حتى كتب الشاعر السوداني:

هاتِ كأسِ هاتِ خمرِ

*في حلة الفكي هاشم هناك محطة بص اسمها (العنبة) كانت في الأصل عُشرة  لكن رهافة حس الناس حولتها إلى عنبة … فماذا يمنع الدكتور حسن قسم الله والشيخ الشايب وأولاد الحسن أن يزرعوا في مكانها عنبة لتكون اسم على مسمى.

*ولا ننسى في الختام فيروز جارة القمر التي صدحت برائعة جبران خليل جبران:

هل جلست العصر مثلي بين جفنات العنب

والعناقيد تدلت كثريات الذهب

*الفنانان كمال ترباس والقلع عبد الحفيظ بينهما سجال اجتماعي وفني .. لبس ترباس عمامة كبيرة وكذلك فعل القلع, وركب ترباس عربة مرسيدس بلون بيجي ففعل القلع ذلك حتى اللون (البيجي) يتنافسا على رئاسة اتحاد الفنانين الشعبي .. وعندما غنى ترباس:

يا جنى العنبة يا عسل يا زلال

رد عليه القلع ..

قول لعناقيد العنب ليه الدلال من غير سبب ياخي المساكين ليها رب.

*مناسبة هذه الرمية الطويلة كما يقول دكتور البوني هي أن جارتنا أم ياسر التي لم تجد أرضاً تزرع عليها فزرعت (كرمة) فوق الدور الرابع من بيتها ونحن نملك ملايين الأفدنة البور البلقع ونستورد العنب من الخارج.