
تقويم المسار وحلم المستقبل
رهاب … رهاب
د . محمد خير حسن محمد خير
سلم يراعك الأخ الفاضل د. محمد خير حسن، على ما خطه تحت عنوان (خذها بحقها او إذهب مع الذاهبين) والتي قلما ما نصح بها آخرين لسعادة رئيس مجلس الوزراء الجديد.
*إضافة لحثيات قلمك، إجمالاً نقول للسيد د. كامل ادريس الطيب، و هو رجل وطني غيور كما نعرفه ويعرفه غيرنا ، فقد سطر هذا الرجل سفراً قيماً قبل سنوات خلت، كتاباً باذخاً موضوعياً حول و تحت عنوان : تقويم المسار، حلم المستقبل لسودان 2025 ، وهو جد سفراً حفي بالمطالعة ،قد اطلعت عليه بتؤدة مرات عديدة، و شاهدت واستمعت لحلقات نقاش و مفاكرة حوله بالعاصمة البريطانية لندن جرت قبل سنوات قريبة، تناول فيه موضوعات عده عن الهوية و الديمقراطية و تقلبات الحكم و السياسة فى السودان و قضايا الاقتصاد ،و مشروع الدولة الوطنية، الداعمة لمشروع التنمية (الدولة التنموية) ،و أبواب اخري كثيره، لا استحضرها.
*ولكن إجمالاً نستطيع القول ان امام الرجل مسؤوليات جسام و تحديات كثيرة ،و قضايا شائكة و معقدة و متداخلة ،ومتشعبه مرحّله من الماضي, فى مقدمتها امام مندضته قضايا معاش الناس اليومية ،،و في التقدير يعتبر هذا الملف من أهم الملفات الساخنة أمامه ، فاهل السودان يموتون يومياً و كل ساعة بالآلاف، لعدم توفر جرعات دواء، يموتون لعدم صلاحية الغذاء، أطفالهم بلا مدارس ،جامعاتهم مغلقة ، قطاعاتهم الإنتاجية معطلة ،هم بلا امل، بلا سعادة، فى إحباط شديد من الواقع المأزوم، الشديد الوطأة و الاجمرار ،لا وجيع، لا حكومة و لا مجتمع مدني مسؤول يخفف من هذا الألم، الا ما ندر و رحم ربي.
*نؤكد على أن تكوين حكومته ، ينبغي أن يكون تكويناً بقدر الحاجة لمؤسسات مهمة عاجلة ، تعين على حلحلة قضايا الراهن معيشياً ابتداءً ،و من ثم ينبغي عليه ان يؤسس لرؤية قومية وطنية لمشروع وطني للفترة الانتقالية ،يعمل من خلاله على صياغة استراتجية عاجلة و سريعة لإعادة الأعمار العاجلة ، كذلك يجب عدم الخوض فى القضايا المختلف حولها ،من قضايا الدستور و كيفية الحكم و غيرها من القضايا التي محلها الحكومة المتخبة ،كما نرجو أن يأخذ العبر و الدروس من فترات الحكم السابقة التي اوردت السودان المهالك.
*كما ينبغي أن يكون تكوين حكومته من كفاءات وطنية ،لا محاصصة او املاءات من اي طرف من الأطراف لا لشئ إلا لشئ فى نفس يعقوب، كما يجب عليه خوض غمار الناس تأسسه و موأساه ،فالفقد عظيم و المصاب جلل لأهل السودان.
*نسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يحفظ السودان وأهله وأن يرزقهم الصبر والسلوان و ان يعين رئيس مجلس الوزراء الجديد على إدارة فترة انتقالية ناجحة وأن تؤسس فترته لسودان جديد ،بافكاره و رؤيته فقد شهدناه رجلاً غيوراً وطنياً يحمل أفكاراً نيرة.
*ختما : واقع السودان المجتمعي معقد جداً ، يحتاج لمشرط و جراح ماهر
دمتم بخير و عافية
د. على الله عبدالرازق على الله