
والآن يسألون عن مدى كفاءتك.. هل أنت(كاريزما)؟!
*مشاهد سودانية بحتة
*د.عبدالسلام محمد خير
فاجأنا المذيع بسؤال غريب يبدو أنه داهمه!..لقد أفلح في أن يبقينا مكاننا والليل يمضي ..الضيف يعتدل في جلسته فيزيدنا تشويقا لموضوع يشغل الكل منذ أن طرح رئيس الوزراء الجديد رؤاه .. بل ظل متداولاً بلا نتيجة فاصلة عبر أزمنة واعدة أفلتت مع تعاقب الحكومات، ليبقى البحث عن (كفاءات) لها (بريق) هاجساً قومياً.. فأي أمل كامن في (حكومة كفاءات) ينقصها (البريق ؟!. لقد بدأنا نسمع عن كفاءات من شأنها أن تاتي (بفعل حَسن) يسعف حال حكومة مفتونة بما هو عالمي، عملي، غير عادي.
في السؤال جُرأة تلافاها المذيع حالا بأن قدم لضيفه ما يشبه الإعتذار، فالحديث معه يأخذ طابع (تنافس أجيال)..محوره (الكفاءة) – زمان والآن.. عاد المذيع مستدركا فقال (البعض يسأل)!..تمهل ثم أضاف مترددا (هل يتمتع هذا المرشح بكاريزما)؟!. ضيف القناة خبير في شؤون الإدارة، لكن يبدو انه فوجئ مثلنا بالسؤال!.. تبسم وقال (القائد الكاريزما ليس أسطورة)!..وذكر أسماء لشخصيات عالمية عرفت بكفاح وطني توج بانتصار شعبي..كأنه أراد ربط (الكاريزما) بالإنتصارات المحيطة بالأجواء ليقرب المعنى.. فما حفلت به الأخبار يعطي أبلغ مثال لوجود هذه النماذج من الكفاءات المنتظرة لإستكمال مشهد الدولة المنتصرة.. ليست هناك حاجة إلى (أساطير)!..لقد بدأ الأمر(عمليا) بوضع رئيس وزراء(كاريزما) على رأس حكومة منتظر لها التمتع بشخصيات تكون (فعلا) قد ضربت المثل في التفاني والتضحية.. مشهود لها أنها أنجزت وخلفت بصمة..الأمر يبدو متاحا في أجواء الإنتصارات التي تحققت عن شجاعة وإقدام وتضحية، بل إقبالا على ما هو أسمى – الإستشهاد إخلاصا، تقبل الله.
هنالك دعوة إنطلقت (فعلا) لحصر الكفاءات، فتمنى البعض لو تصدرها رصد لرموز يتسني الإقتداء بهم (عمليا) لتعزيز(الأمل) الذى أصبح شعارا..الآن الحديث عن (درجة )الكفاءات، و(مدى) تأثيرها (عمليا) على الأداء العام وهيبة الدولة ومصالح الناس؟.. كفاءات تضرب المثل بهيبتها وقربها من الناس وبأدائها..هذا هو المقصودة بانموذج (كاريزما) هذا المثير للجدل- ماذا يكون؟!.
هو مصطلح متداول في علوم الإدارة الحديثة مرتبطا بثلاثية (الجودة والقيادة والتغيير).. ضد العمل العادي والشخصية الباهتة..الإدارة الآن هي(القيادة).. هذا عصر(القائد الملهم) ..تتبارى بحوث الإدارة في رصد خصائصه..أبرزها المبادرة، الاقدام، تحمل المسؤولية، الأمانة، التجرد، المعلومات، القرار، تجنب الغضب، مشارك، طموح بلا طمع، الثقة، التحفيز..هناك من يضيف (أن يتمتع بشي من الدهاء عند اللزوم).
(النت) يضيف (التفاعل مع الآخرين، الحضور الطاغي)..الذكاء الإصطناعي يفيض.. يعرف مفردة (Charisma)على أنها (جاذبية فيك تجعلك ملهماً للآخرين)..للمواصفات بقية.. (كاريزما) في كلمتين (مهاب) و(محبوب)..وقيل إنها (إلهام).. دعاء مظلوم (اللهم وفقه) ..إن إلهام الخالق جل وعلا يهيئ الأفعال للتوفيق.. بعون الله وتوفيقه تنهض البلاد بكفاءات (عملية).
هناك ما يبشّر بواقع أفضل تحفز له أمثلة معاشة لشخصيات (تتجلى عمليا) في محيطها- الحامية، الأسرة، المدرسة، الجامعة، الحقل، القرية، المؤسسة، قل كامل البلد.. لقد فتح الباب لرصد الكفاءات في بلد موعود بحكومة شعارها (الأمل)..مبروك.. ليت الحصر يبدأ بمن ضربوا المثل (عمليا)..ومن تحلوا بخصائص (الكاريزما)- حمدا لله.
*0.. عن(بيئة العمل) يسألون :*
في المجالس والوسائط السؤال يعاود .. هذا أو ذاك من القادمين لقيادة البلد هل يتمتعون بخصائص القائد الكاريزما؟!..العبرة بالنتائج.. تتجلى الإجابة يقينا بعد مرور الشهر الأول ..المسؤول (الكاريزما) دليله العمل الملموس.. رئيس الوزراء جاء من (بيئة عمل) مهيأة بمقاييس عالمية…فهل يوفر (بيئة عمل) هنا- لنفسه ولغيره من المرشحين لقيادة البلاد معه؟.
بهرني ما سمعته فى مناسبة خاصة ( دكتور كامل مؤهل لحل مشاكل البلاد، فقط لو أنها تحمل له إلى جنيف)!..ربما قصد القول إن(بيئة العمل) هي (الحل).. مواطن غيور يقول بذلك مذكرا بالهمم، الإمكانات، التراضي..هل يبدأ به ا(وسيط الخرطوم)؟!.
*0.. (في بيتنا كاريزما)!:*
أفلحت (الزرقاء) في طرح (سؤال المرحلة) فشغلت الناس بما يهمهم (كفاءات كاريزما، مؤثرة، مهابة ومحبوبة، وكافية لتلبية هواجس الحكومة الجديدة).. ضيف الحلقة دكتورعادل إبراهيم حمد، مختص ملم بأطوار الحكم في البلاد،عميق الطرح..أتي بإسم شهير عنوانا لكاريزما زمن المواجهة والنصر(نيلسون ماندلا).. إستعنت بالذكاء الإصطناعي فعاجلني بقائمة يتصدرها ذات الإسم(ماندلا)!.. شخصيات (كاريزما) من بلدان مختلفة يجمعها تمتعها بخاصية (الكفاح) قرينة (الإنتصار)- ذات الأجواء.. يبدو ذلك حتى على من إشتهر درامياً (عمر الشريف)!..سريعا ماتذكرناه في دور (الشاب الوطني المكافح) المطارد من جانب المستعمر من بيت إلى بيت وهو صائم!.. دراما وطنية شهيرة لأحسان عبدالقدوس (في بيتنا رجل)!..كأنه يقصد (في بيتنا كاريزما)!.. فلتكن دعوة لإشاعة ثقافة (الشخصية المهابة المحبوبة) في كل بيت..القناعة السائدة عالميا الآن (البيت منبع كفاءات الدولة)..
سيرة نور الشريف ككاريزما، هي ماكشف به للمذيع الطيب عبد الماجد يوما : ( أتمنى لدى موتي أن أموت موتتي في مسلسل الخليفة الخامس ، عمر بن عبد العزيز ، وأنا أردد على لسانه متمنيا أن يكون ممن بشرهم رب المغفرة بقوله تعالى (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) القصص 83 سبحان الله .. لسان حال في هذا المقام
*0.. مدن( كاريزما)..مهابة ومحبوبة:*
هذا السياق يستدعي التامل في تجربة من ظلوا بين الناس يعملون (أيام المواجهة والنصر).. من ظلوا عماد مواجهة شعباً وجيشاً ومساندون.. قادة (كاريزما) قرين أمكنة (كاريزما) مهابة لدى الشدائد محبوبة لدى أهلها.. هناك مدن وأماكن تجلت خلال الحرب.. شهرتها الآن أنها قدمت شهداء، دفعت بمستنفرين فرسان، فتحت بيوتا، أشعلت (تكايا)، وتأهبت لإعادة العمران.. ومدن قدمت نفسها بديلا لغيرها.. المناقل عاصمة للجزيرة، بورتسودان عاصمة قومية.. لأعوام ثلاث الكاميرا تحكي.. ملاحم من بعد ملاحم ..الإعلام يختزن الآن سيرة شعب وجيش ومدائن.. للذكرى والتاريخ، والفخر، حمدا لله.
*0..إعلام الولايات.. نظرة:*
المراسلون الحربيون (جنود) مجهولون..موثقون جهودهم جديرة بالتوثيق.. إقترحت مشرعا لفيلم وثائقي يستوعب تجربة المناقل عاصمة للجزيرة كما صورها مراسل، ظل يرافق الوالي بالكاميرا منذ إنتقاله في أقسى الظروف لهذه العاصمة البديلة البارة- يوسف عوض الجيد، مذيع منتج، بار بأهله وبالمناقل، له التحية ولأبناء التلفزيون البررة ولجنود إعلام الولايات.. إن للوقفة مع الولايات واعلامها مقام يتسع، فالنصر غلاب، يتمدد ليسود كاملا، بإذن الله ..ويدخل التاريخ بالإعلام.