أثر الحرب على اللون لدى الفنانين التشكيليين

حنان الطيب /أصداء سودانية

تعد الحروب من أبرز العوامل التي تؤثر على الإبداع الفني، حيث تلقي بظلالها على الأساليب والموضوعات التي يستلهم منها الفنانون أعمالهم. ومن بين العناصر الفنية التي تتأثر بشكل كبير بالحرب، يأتي اللون كأحد العناصر الأساسية التي تعكس المشاعر وتجارب الحياة. في هذا التقرير نستعرض كيف أثرت الحروب على استخدام الألوان لدى مجموعة من الفنانين التشكيليين العالميين والمحليين
فن عالمي
الألوان هي وسيلة تعبير قوية، حيث يمكن أن تعكس مشاعر الغضب، الحزن، والأمل. وخلال الحروب، يتغير استخدام الألوان بشكل ملحوظ
وقد استخدم العديد من الفنانين الألوان الداكنة مثل الأسود والرمادي للتعبير عن الألم والفقدان. على سبيل المثال، استخدم الفنان الإسباني بابلو بيكاسو اللون الأسود في لوحته الشهيرة “غورنيكا” للتعبير عن فظائع الحرب الأهلية الإسبانية.
و في المقابل، لجأ فنانون آخرون إلى الألوان الزاهية كوسيلة للتحدي أو كنوع من الأمل. مثلا الفنان أميديو موديلياني استخدم ألوانًا نابضة بالحياة في أعماله كنوع من الهروب من واقع الحرب.
كما اعتمد بعض الفنانين على الألوان كرموز للمعاني السياسية والاجتماعية. مثلاً، استخدم الفنان الأمريكي جاكسون بولوك الألوان بطريقة تعكس الفوضى وعدم الاستقرار الذي رافق الحرب العالمية الثانية.
وهناك الفنان فنسنت فان جوخ الذي لم يعاصر الحروب الكبرى، إلا أن تجاربه الشخصية مع الألم والعزلة تجلت في استخدامه للألوان القوية، مما يبرز تأثير الحرب النفسية على الفنانين.
وفي ذات الوقت نجد الفنان مارك روثكو استخدم الألوان الكثيفة والمشاعر العميقة في أعماله في فترة ما بعد الحرب، مما يعكس تجربة الجيل الذي عاش تحت وطأة آثار الحرب.
فن سوداني
اما الفنانيين السودانيين فقد تحدثنا مع اثنين منهم داخل معارضهم التي اقاموها هنا في القاهرة
تحدث لنا الفنان المعروف محمد العتيبي فقال : بكل تأكيد الحرب تؤثر على اللون فالفنان جزء من المجتمع ولاينفصل عنه وبالتالي الحرب تؤثر على كل تفاصيل حياته وقد يختلف شكل التعبير من فنان لاخر ولكن الشي المشترك الوحيد بيننا هو اللون و في بداية الحرب تحولت الألوان عندي الي الأسود والرمادي بشكل تلقائي ولكن لابد من عدم الاستسلام فكان هذا المعرض بالوان مختلفة فالحياة لاتتوقف ولابد من الاستمرار والدعوة للسلام عبر الفن وإعطاء الأمل للاخرين فالفن رسالة وتصل إلى الجمهور اسرع من اي رسالة أخرى وبشكل مباشر
كما تحدث الفنان عبد المنعم عبدون حمزه والذي حمل اسم معرضه الاخير عنوان (أسود اللون) تحدث عن أثر الحرب على الوانه وانها بعد أن كانت الوانا فاتحة تضج بها اللوحات تحولت إلى الوان رمادية وسوداء فكان معرض أسود اللون الذي جاءت معظم لوحاته باللونين الأسود الرمادي وعبرت اللوحات عن حالة الحرب و النزوح والدمار الذي لحق بكل شي في السودان
ولكن كما قال عبد المنعم حمزه بجانب ذلك كله نحن لا نستسلم كفنانيين ابدا لذلك رسمت لوحات بالوان المهرجان والفرح وهي دعوة للأمل والسلم في السودان ولعودة الحياة لطبيعتها هناك فالفن هو الأمل وهو الحياة والفنان يتنفس فنا ومن هنا ادعو للسلام.
ويظل تأثير الحرب على اللون واضحا لدى الجميع . ومن هنا ندرك إن الألوان ليست مجرد أدوات جمالية، بل هي تعبير عن تجارب إنسانية عميقة ومعقدة. من خلال فهم هذه التأثيرات، يمكننا أن نقدر بشكل أفضل كيف تعكس الفنون التحديات والصراعات التي يواجهها المجتمع.
وندعو الفنانين والمهتمين بالفن إلى التفكير في كيفية تأثير الأحداث العالمية على إبداعاتهم، واستكشاف الأبعاد العاطفية التي يمكن أن تضيفها الألوان في أعمالهم.