(أصداء سودانية) في قلب الكارثة..عاصفة هوجاء تدمر قرية السديرات

السدرات ــ محمد العاقب:

مساء الجمعة، وبينما كنا نعيش رتابة الأيام، جاءت قرية السدرات التابعة لمحلية أبوحجار بولاية سنار لتُكسر هذا الرتابة، لا بخبر سار، بل بصرخة إستغاثة مدوية.. ربع ساعة فقط، نعم ربع ساعة من الأعاصير العنيفة المتزامنة مع أمطار خفيفة، كانت كفيلة بتحويل حياة العشرات إلى دمار وخراب.. الصور الواردة من هناك تدمي القلب، فقد تهدمت حوالي 32 منزلاً بشكل كلي وجزئي هذا بجانب عدد (٣) فصول بمدرسة القرية الأساسية حسب تقرير لجنة الحصر برئاسة، قاسم عطا المنان هاشم، رئيس لجنة الكرامة بالمنطقة.. المشهد بالقرية الهادئة مأساوي، الأسقف الزنكية تطايرت بعيداً، الجدران إنهارت، والرواكيب تهاوت في سويعات.. مشهدٌ تكرر وكأنه شريط يعيد نفسه، فذات المنطقة وذات الإتجاه الغربي من شريط المنازل، شهدت كارثة مشابهة قبل أربع سنوات وذلك يعزى لوقوع القرية في منطقة مكشوفة من الناحية الغربية تفتقر للحماية الطبيعية كالأشجار.. الغريب أن بعض المنازل التي تضررت عام 2020 عادت لتتضرر مجددًا، حتى تلك التي أعيد بناؤها وتعميرها، والأغرب من ذلك أن المواطنين في وسط المنطقة لم يشعرون بشدة وعنف الإعصار.

الحمد لله على سلامة الأرواح، فلم يصب أي مواطن بأذى مباشر جراء هذه الأعاصير، وهذا بحد ذاته معجزة في ظل حجم الدمار الهائل الذي لحق بالقرية.. لكن الأضرار لم تقتصر على المنازل، فقد الحقت الأعاصير الهوجاء بالمواشي والأنعام الأخرى أذى كبير، حيث نفق بعضها و(بُطنت) خمس بسبب تساقط الطوب عليها.

كثيرون أصبحوا بلا مأوى بعد عواصف الجمعة، وهم في أمس الحاجة للمساعدات الإنسانية ونعرف ظروفهم جيدًا، وما يزيد الطين بلة الغياب التام لحكومة محلية أبوحجار ولا حتى الوحدة الإدارية، التي لم تعر الحدث أدنى اهتمام، فبالرغم من إبلاغها بالكارثة، لم تكلف نفسها عناء الحضور للوقوف على حجم الدمار ومعاناة الأهالي حتى ظهر أمس الإثنين، أي بعد أربعة أيام من وقوع الحدث.. هذا التقاعس يثير تساؤلات حول دور لجان الطوارئ واستجابتها الفورية.

(حضرة المسؤول) تطلق نداء إستغاثة عاجل لكل من يمتلك ذرة إنسانية لمساعدة أهل السدرات، فهل من معين في سبيل هذا العمل الإنساني النبيل؟.. هل من أيادٍ بيضاء تمتد لترفع عن كاهل هؤلاء المتضررين بعضاً من معاناتهم؟.. إننا نتوقع إسهامات سريعة، خيرية وحكومية، لدعم المتضررين والمتأثرين بعواصف السدرات، فالتراخي في مثل هذه المواقف ليس خياراً، والتفاعل هو ما نحتاجه الآن لنعيد الأمل إلى قلوب من فقدوا كل شيء.