(أصداء سودانية) في حوار غير مألوف ومثير للجدل مع شيخ الأمين.. (1)

- نعم أنا شيخ ورجل أعمال أهتدي في ذلك بسيد البشرية
- الصوفي يجب أن يهتم بمظهره وجوهره والرسول كانت لديه مرآة ومشط ومكحل
- إقامتي لحفلات أعياد الميلاد ليست بدعة ولا خروج عن المألوف
- الثقافة الصوفية ك (القهوة) توضع في مواعين مختلفة لكنها تظل قهوة
- كثيرون لا يفرقون بين (الزهد) و(العدم) ولو كان الفقر رجلا لقتلته
حاورته ــ داليا إلياس:
نلتقيكم اليوم من منصة (أصداء سودانية) في حوار خاص واستثنائي.. ضيفنا العزيز صاحب كاريزما وحضور, له تأثير, فاعل خير, نجم مجتمع, مريدين ومحبين هنا وهناك وكارهين أيضاً.. نحسب أنه في كثير من الأحيان مستهدف, مثير للجدل, لفت الانتباه بخروجه الدائم عن المألوف.. نجلس إليه اليوم لنفتح كثيراً من المغاليق الأبواب, نطرق عليها ونحمل تساؤلات المجتمع.. هذا الرجل عظيم التأثير لا يمكن بأي حال من الأحوال سواء اتفقت معه أو اختلفت أن تتجاوز تأثيره الاجتماعي والإنساني والوطني.. سعيدة جداً ويضاف إلى سجلي الإعلامي المتواضع هذا الحوار مع شيخنا الجليل الشيخ الأمين.
ــ أولاً نرحب بكل الترحيب بمنصة أصداء سودانية ثم نرحب بالقامة الإنسانة الشاعرة الصحفية المذيعة داليا الياس جزاك الله كل خير وإن شاء الله نغوص مع بعض في كواليس ودهاليز الحاصل في البلد,
إن شاء الله طبعاً الكلام الجميل. *الشكر الدائم يجعلني أعفيك الليلة إحنا جايين يعني زي ما بيقولوا شاهرين كل السيوف اللي عندنا وجايين بأسئلة يعني طرحت هنا وهناك وأكيد معتمدين تماماً على حرصك الدائم على الوضوح والشفافية.. وقبل ما نغوص في الحوار يستحسن لنا ولمشاهدي (اصداء سودانية) ولعامة أهل السودان أن تبدأ لنا هذا الحوار بواحد من الأدعية المأثورة المعتادة والراتبة إن شاء الله .
ــ في البدء نقول اللهم صلي صلاة كاملة وسلم سلاماً تاماً على سيدنا محمد الذي تنحل به العقد وتنفرج به الكرب وتوضع به الحوائج وتنال به الرغائب وحسن الخواتم ويستزل أمام وجهه الكريم وعلى آله وصحبه في كل لحظة ونفس بعد كل معلومة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
*مباشرة أول سؤال بيفرض نفسه، الشيخ الأمين، أنت شيخ ولا رجل أعمال؟
ــ والله ممكن تخلطين الإثنين مع بعض, شيخ ورجل أعمال ليه، لأن سيد البشرية نبي ورجل أعمال، فنحن نسيرعلى نهج الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي لم يجلس عاطلا اشتغل من هو صغير في الرعي لمساعدة أهله ولما كبر اشتغل في التجارة بلغة العصر، فكان (ص) رجل أعمال من أنجح رجال الأعمال، السبب الذي جعل السيدة خديجة تمشي خلفه وتبعث وترسل له ليعملا مع بعض، يتاجر ويبيع ويشتري ويقاضي ويختلف، فنحن نتبع نهجه (ص) إن شاء الله ربنا يتقبل.
شيخ الأمين ظهر في السودان في التسعينات تحديداً أو بداية التسعينات نعم وتأثيره الكبير على الناس، لاحظت أنه مستهدف شريحة معينة يقال أنه كما ذكر الأستاذ، الجليل صلاح عمر الشيخ يوم ما: (دراويشك خمسة نجوم.. حيرانك جكسي ومحايتك بيبسي).. فهل أنت فعلاً جاي برسالة وبأجندة مستهدفة هذه الشريحة البرجوازية ودخلوا فيها مؤخراً المهاجرين والمغتربين من أوروبا والخليج يعني في سمات معينة، فلماذا حيران شيخ الأمين بهذا التفضيل؟
ــ لما درسنا السيرة النبوية نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم عرض الإسلام لجهابذة العرب فرفضوه، وفي فترة الحج عرض الإسلام على 26 قبيلة جميعهم رفضوا الإسلام، وهو راجع، وكان الحج انتهى، لقى شباب أكبرهم كان اسمه أسعد بن زرارة، وكان أكبر واحد فيهم عمره 21 سنة يعني كانوا شبابا، فعرض عليهم الإسلام فاسلموا وحتى أنه استشارهم، سبحان الله، فقال لهم خلاص أنتم امشوا، أنتم من وين؟ فقالوا: من يثرب، امشوا وانشروا الإسلام وأنا سأتي اليكم.. فأسعد بن زرارة قال له: (يثرب فيها الأوس والخزرج وكانت هناك حرب بينهم طاحنة ونحن من الخزرج لو مشينا هيقولوا ده نبي الخزرج وبالتالي الأوس لن يدخلوا الإسلام فدعنا نمشي ونجيب ناس السنة الجاية من الأوس حتى تكون نبي الاوس والخزرج).. وفعلًا الشرارة بدأت بالشباب لذا أنا ركزت في الشباب لأنهم عماد المستقبل، ولأن الشباب هم حماة المستقبل.
الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (نصرني الشباب فيما خذلني فيه شيخ)؟
ــ نعم وربنا في القرآن قال فتيان آمنوا بربهم وزدناهم هدى.
*من الأشياء التي تأثرت بها أن لديك فلسفة معينة، فيوما ما شبهت الثقافة الصوفية التي تأثرت بها إن لديك فلسفة مثلا يوم ما شبهت شكل الدعوة أو الثقافة الصوفية وكانها قهوة، يعني توضع في مواعين مختلفة ولكنها تظل قهوة؟
ــ فعلاً في ناس كثيرة جداً بيقولوا لي: يعني أنت عايز تغير أو جاي بطريقة صوفية جديدة؟.. بقول لهم: يعني القهوة لو وضعتوها في سيرموز جميل جداً، ولو ختيتها في شرقرق، ولو ختيتها في جبنة، في النهاية دي كلها مناظر خارجية لكن في النهاية القهوة هي القهوة.. المنظر ده بيجذبك لأنه يعني كان جبتيها في شرقرق قديم ممكن الواحد شوية يكش منها لكن لو جبتيها في دلة كده منظر جميل مذهبة وختيتها لي يعني بمنظر برّاق، فقلت له الدين نحن لن نغير فيه شيء لكن أنا عايز الصوفي يكون رجل أعمال أو طبيب أو مهندس في العبادات، فالقهوة لما أتذوقها بعرف طعمها، فقلت لهم: نحن لن نغير في الدين، ولا دايرين نغير في العبادات، ولا دايرين نغير في القرآن، ولا دايرين نغير في الأحاديث، لكن دايرين الصوفي يكون رجل أعمال، الصوفي يكون طبيب الصوفي يكون مهندس الصوفي يهتم بمظهره وبجوهره لازم يهتم بالمظهر والجوهر لأنه سيد البشرية كان مهتم بالمظهر والجوهر، سيد البشرية كان عنده مرايا وعنده مشط وعنده مكحله، وكان حسب الحديث الشريف ينظر في المرايا ويقول: اللهم كما حسنت خلقي حسّن خُلقي ــ بضم الخاء ــ فإنسان عنده مرايا ما ممكن يكون مبشّتن فكان (ص) راقي جداً في شكله وفي نطقه لذلك قلنا لهم نحن في زمن الميديا، ودرّس الناس بره الحاصل شنو والتكنولوجيا فيها شنو والحضارة فيها شنو لذلك اصبحنا مواكبين في أن الصوفي لازم يكون مواكب ولا يغير في العبادات والعادات، الصوفي يكون مظهره جميل ،الصوفي يكون رائحته جميلة، الصوفي يكون شغله جميل، الصوفي يكون عايش عيشة جميلة ما يطلق الدنيا، وهناك ناس كثيرة جداً بيقولو: لك يا أخي المفروض الشيخ يطلق الدنيا.. طيب الزول لو ما بيتزوج تطلق شنو فالعزابي اللي بيطلق ده أول حاجة يتزوج وبعدين يطلق، أول حاجة يمتلك وبعدين يزهّد فيها، لكن هناك فرق الناس ما قادرة تفرّق بين (الزهد) و(العدم)، فالعدم ما عنده خلاص، سيدنا علي قال: (لو كان الفقر رجلا لقتلته).. لكن سيدنا عثمان كان شيخ الزاهدين وكان أغنى أغنياء مكة والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (اشترى عثمان من الله الجنة مرتين، لما جهز الجيش ولما اشترى البئر).. فالزهد إنك تملك شيء وتقدر تصرفه صح يزهّد من قلبك، لكن العدم ما عندك، قُلْ عدمان مَا عِنْدِك فإحنا ماشين بأنه يعني كل من حرم زينة الله الذي أخرج لعباده والطيبات من الرزق.. الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (خذوا زينتكم عند كل مسجد).. فالجيها مهمة,والله الجيها مطلوبة وتعطي عنوان للشخصية.
*هل يمكن القول تقول أن فلسفتك هذه هي السبب في إنك زي ما قال الناس أو بعض الذين يثيرون الاتهامات المغلوطة بحسب وجهة نظرهم، إنك تتبع كثيرمن التفاصيل المثيرة للجدل أو البدع ووظفتها لصالح دعوتك، كإقامة حفلات أعياد الميلاد.. وهذا خروج عن المألوف وفيه كثير من التفاصيل الجاذبة للشباب ولكن في نظر نسبة مقدرة من المجتمع هي بدعة في النهاية.. ما تعليقك على ذلك؟
ــ البدعة تتعلق بالعبادات لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لما جاء وجد كثير من العادات فلم بمنع أي عادة، بل وجد عادات هو نفسه اتبعها، مثلا وجدهم يتسابقون فدخل معهم في السباق وكان عنده ناقة اسمها القصواء دائماً كانت تفوز في السباقات.. كما وجدهم يتصارعون فدخل معهم في الصراع.. ولما جاء ووجدهم يدفنون البنات منع ذلك.. ولما جاء ووجدهم يطوفون عراة منعهم من ذلك.. وعند دخوله المدينة وجدهم صائمين ومحتفلين، فسالهم عن سبب إحتفالهم ذاك، قالوا له ده اليوم اللي نجا الله فيه سيدنا موسى.. فقال لهم: (أنا أولى بموسى منكم).. واحتفاله (ص) كان دائماً بالصوم لأنه لما سألوه: لماذا تصوم يوم الإثنين؟ قال: هذا يوم ولدت فيه, فإحتفاله كان للتقرب من المولى عز وجل.