عود لينا ياليل الفرح
صمت الكلام – فائزة إدريس
__________
_______________
مازالت الحرب وآثارها تغرس أنيابها بضراوة وتنهش في دواخل الكثير من الأفراد من الجنسين، فيسري كالسم الزعاف في نفوسهم، لذا فإن البعض من الناس في هذه الفترة أمسكت بتلابيبه الهواجس والظنون وامتزجت أحاسيس اليأس والإحباط و فقدان الأمل والخوف من الغد وماسيؤول إليه المصير والإرتعاد من الحاضر وتلك المعاناة التي يعاني منها ثلة من الناس أيما معاناة.
فالمصير مجهول أو بالأحرى فترة النزوح تلك ضبابية
الفترة الزمنية وان عرفت الأمكنة ، لذا فإن الجميع تقتله الحيرة! وتتضارب في رأسه الأفكار مابين السلب والإيجاب للحياة التي يعيشها في تلك الفترة الراهنة من النزوح، فهنالك من هو مقتنع بذلك إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، بينما آخرون مجردون من القناعة يعيشون على مضض، وينظرون بسواد كالح إلى مناحي حياتهم تلك والتي إنقلبت رأسا على عقب فأمست بين ليلة وضحاها في حالة تغيير جذري من جوانب متعددة لاتحصي ولاتعد.
وليس فيما يتعلق بالأشياء والممتلكات و الأمكنة فقط، وإنما سرى ذلك التغيير في النفوس البشرية أيضا ولم تسلم منه، وقد يعزي البعض ذلك لما ألم بها من ويلات ومصائب ويختلف وقع تحمل تلك الصدمات من شخص لآخر فليس الجميع سواء بالتأكيد، فوجد التغيير ضالته المنشود في ذوي الإرادة الضعيفة فظلوا أسرى له ولسان حالهم يردد ماقاله فاروق جويدة:
تساقط زهر روضتنا،، تهادي سحر ماضينا
زمان كان يسعدنا،، تراه الآن يشقينا
تغير كل مافينا تغيرنا
وفي خضم ذلك التوتر والقلق والتغيير يترقب الكل العودة إلى دياره ووطنه الكبير حتى يظلل الفرح حياتهم
وترجع هويتهم المفقودة ويذبل ذلك التغيير الطارئ وتعود البسمة لشفاههم من جديد، ولكن أيضا يتملكهم القلق وتدور في أذهانهم حفنة من الأسئلة، في مقدمتها متى يكون ذلك الرجوع؟ ويليه وبأي حال من الأحوال؟.. و…… و……. وتتقافز الأسئلة في الأذهان فهي مخبأة في دفتر يوميات كل شخص في عقله ولايجد لها إجابات جذرية.
نهاية المداد
قالوا هجرت فقلت إنا واحد
وكفى وصالا ذلك الهجران
هي موطني ولها فؤادي موطن
أتفر من أوطانها الأوطان؟
(أحمد مطر)