آخر الأخبار

معتصم الجعيلي لـ(أصداء سودانية):رفضت أكثر من مليون دولار لبيع قناة (هارموني) لـ(آل دقلو)

  • ما يحدث للأطفال جريمة ونعيش بداية الدمار الثقافي الشامل

كشف الخبير الإعلامي وأحد الفاعلين في الثقافة السودانية، وصاحب أول تجربة لقناة فضائية في السودان، معتصم الجعيلي، عن تلقيه قبل الحرب لعرض مغر من المليشيا المتمردة لشراء قناته الفضائية (هارموني)، وقد وصل العرض لمبلغ مليون ونصف دولار، لكنه رفض العرض كما رفض قبله الكثير من العروض، وقال الجعيلي ل(أصداء سودانية) أن المنافسة غير الشريفة وخط (هارموني) وأفكارها وجرأتها وتخطيها للحواجز التقليدية وسيطرتها على سوق الإعلان، هو ما أوغر الصدور وأخافها، وأدى إلي ايقاف القناة.
وأضاف: أن رسالته الوطنية تجاه الحفاظ على الموروثات الثقافية والهوية السودانية مستمرة، ولن تتوقف، حيث أنشأ قناة (سنابل) الخاصة بالأطفال على اليوتيوب، وصفحات خاصة على مواقع التواصل الإجتماعي، يقدم عبرها محتوى تعليميا هادفا يدعم الحفاظ على الهوية، بالإضافة إلي مشاركاته في الفعاليات الثقافية.
وأبدى الجعيلي مخاوفه على مستقبل أطفال السودان بسبب ما يتعرضون له من مؤثرات ثقافات خارجية نتيجة اللجوء إلي دول لها ثقافاتها وعاداتها المختلفة، وقال أن ما يحدث للأطفال بعد الحرب هو جريمة مكتملة الأركان، تهدد مستقبلهم الذي يمثل مستقبل البلاد، فهم سيعودون للوطن غرباء فكر ولسان، يجهلون كل شيء عن وطنهم.
لافتا إلى انه على الجميع العمل لإيقاف الخطر القادم قبل وقوع الفأس في الرأس.
وعن محاولات بعض المطربين والمطربات السودانيين إستحداث نمط موسيقي غربي على الأغنيات؟
قال الجعيلي أن هذه التجارب تمثل بداية الدمار الثقافي الشامل، وليس نقلة عصرية كما يتوهم اصحاب تلك التجارب. وانه يجد نفسه مرعوبا لبداية إنتاج هذا النوع من الأعمال، وتغليفها باسم التطور مما يثير المخاوف والقلق على انتشارها على حساب الموسيقى السودانية.
وحول رؤيته للقنوات الفضائية السودانية في زمن الحرب، وهل كان لها حضور؟
أكد معتصم الجعيلي أن معظم الفضائيات متشابهة، في البرامج والخلفيات والموسيقى والجلسات والمواضيع، مع اختلاف الشخصيات، وانه تمنى أن تواكب تلك الفضائيات المرحلة المفصلية من تاريخ السودان، وتقدم افكارا إبداعية مؤثرة بمعالجات بصرية وفكرية تركز على دعم الجيش في معركة الكرامة، وتشحذ همم الناس، وتجعل حتى المعارضين والخونة يعيدون النظر ليكتشفوا أن بلادهم عظيمة وجيشهم أعظم، فضلا عن ضرورة إنشاء قناة ناطقة بالإنجليزية والفرنسية لتحدث الشعوب وليس الحكام، ولكن كل ذلك لم يحدث.
وفي ختام حديثه لم يخف الجعيلي تفاؤله بعودة الحياة الطبيعية للعاصمة الخرطوم قريبا، وأن تكون الحرب قد اعادت تشكيل نظرة المواطن نحو الوطن، مؤكدا أن الشعب السوداني قادر على تجاوز الإبتلاء، وقادر على إعادة تعمير ما دمرته الحرب وبأفضل مما كان.