آخر الأخبار

مدير إدارة التخطيط بوزارة الصحة ولاية الجزيرة..780مليار جنيه تكلفة إعادة تشغيل مستشفى مدني

  • كل المؤسسات الصحية بالجزيرة تعرضت لتدمير ممنهج من المليشيا
  • معظم الكوادر الطبية هاجرت لخارج السودان بسبب الحرب
  • عودة العمل بمستشفى الكلى (مدني) بطاقة إستيعابية 900 مريض
  • دمار شامل لمركز الكلى برفاعة ومركز (ابوقوته)في إنتظار المطلوبات الفنية

حوارــ شمس الدين بخيت:
بعد الدمار الممنھج من قبل المليشيا المتمردة للنظام الصحي بالجزيرة عمدت وزارة الصحة ولاية بالجزيرة عبر إدارة التخطيط والتنمية على وضع استراتيجية وخطة عمل من أجل اعادة النظام الصحي الي طبيعته وفق خطة زمنية استغرقت 100 يوم انقضت الان.. الا ان الخطة لم تكتمل بصورة كاملة وبلغت في مجملھا 80% مع استمرارية العمل في عدد من المستشفيات والمراكز الصحية سيما في المحليات والوحدات الإدارية.. وحتى نضع القارئ في الصورة استنطقنا الدكتور (عمر يوسف التاي) مدير إدارة التخطيط والتنمية بوزارة الصحة ولاية الجزيرة عبر الحوار التالي
*في البدء نريد الوقوف على الواقع الراهن للمؤسسات الصحية بعاصمة الجزيرة مدني عقب تحريرها من دنس المليشيا المتمردة؟
ــ المؤسسات الصحية بكل ولاية الجزيرة خاصة مدني شھدت تدميرا ممنھجا من قبل المليشيا المتمردة أدى ذلك لخروج كل المؤسسات من الخدمة، لكن بحمد الله بعد تحرير الولاية من قبل القوات المسلحة والقوات المساندة لھا، عملنا على وضع خارطة متكاملة من أجل اعادة ھذه المؤسسات إلى الخدمة، وكانت الخطة الأولى وسقفھا الزمني (100) يوم الھدف منھا استعادة الخدمات الصحية لعدد (30) مستشفى و (120) مركزا صحيا بالولاية.. وبعد مرور الزمن الموضوع نفذنا أكثر من 80% من الخطة الأولى، والآن نعمل وفق الخطة الثانية.. ونؤكد ان أغلب المؤسسات الصحية بالولاية قد عادت إلى الخدمة مجددا والان نحن نعمل على تجويد الخدمة وليس تقديم الخدمة.
*حسب إجابتك السابقة يمكن القول إنه ليست هناك أي تحديات تواجهكم في العمل الصحي الآن؟
ــ التحديات كثيرة لكن بالعزيمة والإخلاص نستطيع تجاوزھا، والتحدي الأكبر الذي يواجهنا حاليا ھو كيفية إستعادة العمل داخل المستشفيات بحاضرة الولاية وتجويد الخدمة بھا.. ومن التحديات ايضا تشغيل العناية المكثفة وھي من الأشياء التي حرصنا على تنفيذھا لأھميتھا لكونها تحتاج إلى أجھزة وكوادر طبية.. وھنالك تحدي آخر يتمثل في بنك الدم بعد الدمار الذي أصابه من قبل التمرد، والان تم توفير جھاز البلازما كما تم تركيب الطاقة الشمسية لتشغيل بنك الدم، وھذا الجھد من حكومة الولاية عبر وزارة المالية.. وأؤكد لكم، نحن نعمل وفق الخطط المدروسة بعناية مع كافة الجھات ذات الصلة حتى يعود للنظام الصحي عافيته ونقدم الخدمة المطلوبة للمواطنين.
*كيف يبدو الوضع الآن داخل مستشفى مدني؟ــ مستشفى مدني التعليمي عادت له الحياة من جديد خاصة مركز الطوارئ والحوادث، وقد تم تدشين العمل بالمستشفى قبل ايام بكلفة 780 مليار جنيه بدعم من الحكومة ، وتم توقيع العقد للعمل بمستشفى الطواري مع شركة تيكا لتنفيذ العمل خلال فترة 3 أشھر وھذا كفيل بفك الاختناق عن المستشفيات بمدني.
*هل باشر مستشفى الكلى بمدني عمله؟


ــ الحمد لله مستشفى الكلى عاد للعمل بصورة طبيعية والآن يستوعب أكثر من 900 مريض من داخل الولاية وخارجھا، والحمد لله كل المعينات تم توفيرھا للمستشفى.. ولدينا عدد 19 مركز غسيل كلى بالمحليات تمت إستعادة الخدمة في 12 مركزا، ولدينا إشكالية في 7 مراكز ستعالج قريبا بعد ان وضعنا لھا الدراسات المطلوبة.. والآن لدينا خطة مع حكومة الولاية لتوفير الطاقة والشمسية لكل مراكز غسيل الكلى بالمحليات، وفي المرحلة الاولى سيتم توفيرھا لـ(12) مركز.

*حسب علمنا فان مركز الكلى بمدينة رفاعه تعرض لتدمير كامل ممنهج من جانب المليشيا المتمردة.. فهل وضعتم خطة إسعافية عاجلة لإعادة تشغيله لكونه يخدم مرضى الكلى بمناطق شرق الجزيرة؟
ــ برفقتي وزير الصحة بالولاية قمنا بزيارة إلى مركز الكلى برفاعة بعد تمديره من قبل المليشيا المتمردة، وأؤكد وأطمئن كل مرضى الكلى بشرق الجزيرة أنه خلال إسبوعين سيعود إلى الخدمة، بإذن الله تعالى وبفضل الجهود الكبيرة المبذولة لتحقيق هذه الغاية.

*وماذا بشأن مركز أبو قوته لغسيل الكلى تحت الإنشاء؟
ــ وصلتنا طلبات لإنشاء مركز غسيل الكلى بابو قوتة عبر نفر كريم من قيادات المنطقة، فطلبنا منھم بعض المطلوبات الفنية من الدراسة السكانية وعدد المستھدفين من المرضى، ونحن الآن في انتظار المطلوبات من المدير الطبي لمستشفى ابوقوتة.
*لنأتي للأجهزة التشخيصية.. فهل هي مكتملة أم ان هناك نقصا فيها مقارنة بالتردد الكبير على مستشفى مدني التعليمي والمستشفيات الأخرى؟
ــ حاليا نعمل في نظام الأجھزة المقطعية الخارجية والفحوصات المتقدمة، وكان لدينا عدد 3 أجھزة فقط في الولاية تتواجد في الطوارئ والذرة والإصابات.
*وكيف يبدو الوضع حاليا بمستشفى الإصابات؟
ــ تعاقدنا مع عدد من الشركات لإعادة تأھيل مستشفى الإصابات، والآن الأجھزة الطبية كلھا تعمل بصورة طيبة الحمد والشكر لله.. وبعد ان كنا نحول المرضى الى القضارف خلال الفترة السابقة الان تقدم الخدمة عبر الاصابات ويتبقى لنا فقط مھمة تشغيل الرنين المغنطيسي وتكلفته بلغت أكثر من 2.500 مليون دولار، وھو يحتاج الى مواصفات محددة ونحن ساعين مع وزارة الصحة الاتحادية من اجل توفير جھاز الرنين المغنطيسي، و مستبشرين خيرا ان يحدث ذلك في مقبل الأيام.
*إلى أين وصل العمل بمستشفى النساء والتوليد بمدني ومحطة الأوكسجين؟
ــ العمل بمستشفى النساء والتوليد يجري بصورة ممتازة، حيث تم تركيب الطاقة الشمسية لحوادث المستشفى ومجمع العمليات، والتحدي الذي أمامنا الأن ھو إستعادة الكھرباء وصيانة كافة المولدات.. وفيما يلي محطة الاوكسجين فهي الان تعمل بصورة طيبة تغطي العناية المكثفة والمستشفيات الرئيسية وتمت صيانة المولد الحمد لله
*عند دخول المليشيا مدينة مدني غادرها المئات من الكوادر الطبية ومنهم إختصاصيين في تخصصات طبية مختلفة.. فهل لا يزال غيابهم يشكل فجوة بمستشفيات الولاية؟
ــ أشكرك على هذا السؤال الهام، فالنقص في الكوادر الطبية بعد تحرير مدني كان من أكبر التحديات التي تجابه الوزارة، لكن الآن عدد من الكوادر موجودين خاصة إختصاصيي الباطنية، والجراحة، والنساء والتوليد.. والبعض منهم عاد بعد العودة التطوعية للمواطنين
*هل أعداد الكوادر الطبية الموجودة الآن بوزارة الصحة ولاية الجزيرة خاصة أطباء الإمتياز قادرون على سد العجز في مستشفيات الولاية خاصة مع التردد الكبير من المرضى على المستشفيات بعد عودتهم للولاية؟
ــ عبر لجنة التدريب الاتحادية تم توزيع أطباء الامتياز وھم جزء أساسي من عملية إستعادة النظام الصحي بالولاية ونعول عليھم كثيرا.. وبالتاكيد العدد ليس ھو المطلوب ونحن ساعين لإستيعاب المزيد من الكوادر، وكما ھو معلوم فإن اغلب الكوادر ھاجرت ووفقت أوضاعھا بالخارج كمرد طبيعي بعد الحرب.
*معلوم ان المليشيا نهبت كل الأدوية الموجودة بالمستشفيات والصيدليات الخاصة والعامة وفي مقدمتها المخزون الإستراتيجي للأدوية.. فهل نجحتم في سد النقص بالأدوية؟


ــ فيما يلي المخزون الإستراتيجي للدواء أطمئن كل سكان الجزيرة بمدنها وقراها ان الوضع الدوائي الان مطمئن جدا، وقد وزعنا أكثر من 600 طن من الدواء بمستشفيات مدني، وبعد عودة النظام الصحي وعودة الشؤون الصحية ستستلم المراكز الصحية حصتھا.. وأشير إلى أن الكميات المطلوبة من الأدوية كبيرة جدا والامدادات الطبية تحاول تغطية كل المطلوب.. وعبر صحيفتكم (أصداء سودانية) أتقدم بشكري وتقديري لكل المنظمات العاملة في ھذا المجال الصحي خاصة اليونسيف الشريك الأساسي لنا.
*المستشفيات الريفية تعد الساعد الأيمن للمستشفيات التعليمية وتمتص كثيرا من المرضى وتلعب دورا كبيرا في تقليل الإزدحام على المستشفيات الكبرى بمدن الولاية المختلفة.. فهل وجدت من وزارة الصحة الاهتمام اللازم بعد تحرير مدني خاصة أننا نعلم أن الخراب والدمار طالها أيضا بواسطة المليشيا المتمردة؟
ــ بعد فترة العيد الماضي قمت وبرفقة وزير الصحة دكتورأسامة، بزيارة عدد 85 مرفق صحي بعدد من المحليات والوحدات الادارية للوقوف ميدانيا على أوضاع ھذه المستشفيات الريفية والمراكز الصحية ومدى حوجتھا، لكونها تعد خط التماس الأول لخدمة المواطن، فالمستشفيات الريفية بنص القانون تابعة للحكم المحلي، والان ھنالك إستقرار بھا.. وبالنسبة للكوادر والأجهزة أعترف ان هنالك نواقص ورفعنا حوجتنا الى وزارة الصحة الاتحادية وحكومة ولاية الجزيرة.