مزقوا المصاحف وإستخدموها لإشعال نار الطبخ

- (المهاويش) يستبيحون مساجد وخلاوي وكنائس السودان
- المليشيا هددت مطران كنيسة جورج بالمسالمة بالقتل إذا لم يعتنق الإسلام
- مئات المساجد والخلاوي بولاية الخرطوم تعرضت للعدوان والسرقة بواسطة الجنجويد
- مجلس الكنائس السوداني: المليشيا دمرت 153 كنيسة وإعتدت على 3 آلاف شخص أثناء ممارسة العبادة
- مؤذن بمسجد بالفاشر: منعوني من رفع الآذان وقالوا لي:(لا تؤذن.. نحن لا نريد آذان)
تحقيق ــ التاج عثمان:
ما فعله (المهاويش) بالمساجد والخلاوي والكنائس بالخرطوم وغيرها من المدن التي إحتلتها لحين أمر لا يصدقه العقل.. مليشيا الدعم السريع المتمردة عاثت خرابا وفسادا وتدميرا لبيوت الله لدرجة صدمت كل من شاهد ما فعلوه بها.. حتى المصاحف قاموا بتمزيقها وحرقها وإستخدامها لإشعال نيران الطبخ.. (أصداء سودانية) توثق عبر هذا التحقيق الجرائم النكراء التي إرتكبها (المهاويش) البرابرة بالمساجد والخلاوي والكنائس
تدنيس مسجد سنجه:
(المهاويش) كلمة فصيحة في اللغة العربية تعني المتشردين او المجرمين المستأجرين من البعض كمرتزقة للفتك بالمواطنين ونهب ممتلكاتهم وإغتصاب حرائرهم، وكل الصفات السابقة تنطبق تماما على مليشيا الدعم السريع المتمردة.. مساجد وخلاوي بمدن عديدة تعرضت لإنتهاكات جسيمة من المليشيا المتمردة بسبب القصف المدفعي (المقصود)، بعضها تدمر كليا والبعض الآخر جزئيا، والقصف طال حتى المآذن التي تصدح خمس مرات يوميا بالآذان (الله أكبر.. الله أكبر.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح).. المليشيا دنست بيوت الله بإحالتها إلى مواقع وإرتكازات ومخازن لأسلحتهم ومواقف لسياراتهم القتالية، بل ومكانا لنومهم.. يدخلونها بأحذيتهم ونجاستهم ويقضون فيها حاجتهم، بل ويغتصبون داخلها النساء والفتيات المخطوفات تحت تهديد السلاح، كما حدث بمصلى النساء بجامعة الخرطوم، ويعاقرون الخمر داخلها.. المليشيا مارست كل المنكرات والرذائل داخل بيوت الله
كنت شاهد عيان على ما فعلوه بمسجد سنجة الكبير والذي يعد تُحفة معمارية إسلامية أبهرت كل من شاهده واقام الصلاة داخله.. شاهدتهم أول دخولهم مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار، وكنت أقيم بأحد المنازل جنوب المسجد مباشرة لا يفصلني منه سوى 3 أمتار.. إقتحموا أولا مصلى النساء الملحق بمسجد سنجه الكبير من الناحية الجنوبية، سألوني: “أهذا بنك؟”، قلت لهم: لا، هذا بيت من بيوت الله خاص بالنساء.. فاقتحموه وحطموا زجاج بابه ونوافذه، وبعثروا المصاحف على الأرض ثم خرجوا سريعا لما لم يجدوا شيئا (يشفشفوه).. بعدها إقتحموا المسجد الرئيسي من بوابتيه الشرقية والغربية فلم يجدوا داخله شيئا ينهبونه فقاموا بتمزيق المصاحف وإستخدامها في إشعال النار لطهو طعامهم.. ثم عادوا مساء للمسجد وقضوا الليل داخله بأحذيتهم، ليس للصلاة والعبادة، بل لمعاقرة الخمر وتعاطي البنقو وممارسة الفاحشة مع النسوة المتعاونات معهم.
نهب مسجد النور:
مسجد النور بضاحية كافوري بالخرطوم بحري، يعد من أجمل وأكبر المساجد بالبلاد، إستباحه (المهاويش) وقاموا بحرق المصاحف وتمزيقها، ونهبوا وأتلفوا سجاده الفخم، وحولوا ساحاته إلى ورشة لإصلاح سياراتهم، وداخل المسجد كدسوا أسلحتهم وإتخذوه مكانا للنوم ليلا
حرق مسجد بحري:
مسجد بحري الكبير الواقع بقلب سوق الخرطوم بحري يعد أحد المعالم الإسلامية العريقة بالعاصمة الخرطوم، وهو الآخر لم يسلم من بطش (المهاويش) وحقدهم.. المسجد للأسف تدمر دمارا كاملا.. المليشيا قامت بحرق كل سجاد المسجد، وإتلاف عدد كبير من المصاحف.. كما كانوا يدخلون سياراتهم القتالية لباحاته ليلا.. شهود عيان أكدوا لي أن أفراد المليشيا (المتوحشة) التي لا دين لها، كانوا يعاقرون الخمر ويرتكبون الفاحشة مع بعض النسوة المتعاونات معهم داخل المسجد ليلا, والفاجعة الكبرى أنهم تغوطوا في المصاحف وكانوا يقومن بإشعال نيران الطبخ من صفحات المصاحف, ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم من جرائمهم النكراء.. والحمدلله تم مؤخرا الفراغ من إعادة تأهيل المسجد، حث أقيمت فيه الجمعة الماضية الثامن من أغسطس أول صلاة جمعة منذ سنتين.
قصف مسجد الرضوان:
كما تعرض مسجد (الرضوان) بحي الدوحة بحلة كوكو محلية شرق النيل، للإستهداف المقصود من مسيرة أطلقها (المهاويش) في رمضان الماضي وكان المسجد وقتها يكتظ بالمصلين الذين كانوا يؤدون صلاة التراويح، ما أسفر عن مصرع 5 مصلين وإصابة العشرات إصابات متفاوتة، رغم ان المنطقة خالية تماما من أي وجود عسكري ما يدل على تعمد المليشيا المتمردة تدمير بيوت الله.. كما قامت المليشيا بإحراق عدد من المساجد بمنطقة شمبات ببحري.. وفي منطقة السامراب شمال بحري قتلت المليشيا 20 شخصا وإصابة العشرات نتيجة للقصف الذي إستهدف أحد المساجد بالسامراب.. وتؤكد متابعات الصحيفة أن عدد المساجد والخلاوي التي تم تدميرها وتدنيسها بولاية الخرطوم بواسطة المليشيا تقدر بالمئات.
مساجد الفاشر:
مدينة الفاشر تذخر بالعديد من المساجد بعضها يعود لحقب تاريخية قديمة تعرض معظمها للقصف والدمار بواسطة مليشيا الدعم السريع المتمردة، ما تسبب في مصرع عدد من المصلين وأئمة المساجد وعدد من المؤذنين.. مدير هيئة الأوقاف الإسلامية بولاية شمال دارفور قال في تصريحات صحفية حول هذا الخصوص: المساجد أماكن للسلام والتضامن المجتمعي، لكنها أصبحت الان ساحات حرب.. فهناك 124 مسجد تقام فيها صلاة الجمعة بمدينة الفاشر، بجانب 95 خلوة لتعليم القرآن الكريم وعلومه، تم تدمير عدد كبير منها بشكل كامل، وخرج عدد منها من الخدمة.
شهود عيان نزحوا من مدينة الفاشر أوضحوا للصحيفة ان المليشيا قصفت متعمدة مسجدا بحي التيجانية شرقي الفاشر مما أدى لإستشهاد 8 أشخاص من عائلة واحدة معظمهم من الأطفال وإصابة 12 آخرين كانوا يؤدون الصلاة أثناء القصف.. كما إستشهد 7 آخرين أثناء أدائهم لصلاة الفجر بمسجد النور السلفي ــ جامع الشيخ عبدا لله موسى ــ الواقع بحي السلام وسط الفاشر، والذي يعتبر منارة تعليمية دينية.. مؤذن بأحد مساجد الفاشر أوضح ان المليشيا إقتحمت المسجد وكان وقتها يقوم برفع الآذان لصلاة الظهر، ومنعته تحت تهديد السلاح مواصلة الآذان، وقالوا له بالحرف الواحد(لا تؤذن.. نحن لا نريد آذان).
وحسب إفادات الشهود للصحيفة، تم قصف 3 خلاوي بمدينة الفاشر كان يقصدها الأطفال والشباب لحفظ القرآن ودراسة علومه.. الشيخ، آدم داؤود، مدير مركز لتعليم القرآن الكريم بمدينة الفاشر كشف بعض الجرائم التي ارتكبتها المليشيا في حق بيوت الله بقوله:
أؤكد ان قصف مساجد وخلاوي الفاشر بواسطة مليشيا الدعم السريع المتمردة متعمد ومقصود يهدف لإفراغ المساجد من المصلين ومنعهم من الصلاة فيها، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وتدنيس الشعائر الإسلامية، وإختطاف الآئمة، وإستغلال منارات المساجد لوضع قناصتهم، ونهبوا كل مكيفات ومراوح المساجد والسجاد.. بل انهم قصفوا مئذنة لأحد مساجد الفاشر بينما كان المؤذن يقوم برفع الآذان وذلك لإسكات صوت الحق وطمس الهوية الإسلامية.. فالإنتهاكات والإعتداءات على المساجد تمثل ثقافة قتالية لمليشيا الدعم السريع.
إستباحة الكنائس:
الكنائس بالخرطوم أيضا تعرضت لإعتداءات جسيمة من المليشيا المتمردة، ففي 17 ابريل 2023 داهمت قوة من الدعم السريع، (الكنيسة الأسقفية السودانية)، بشارع واحد بحي العمارات بالخرطوم، ودمرت مكاتب وقاعات الإجتماعات الملحقة بالكنيسة، وسرقوا بعض السيارات، وحولوا الكنيسة لثكنة عسكرية.. كما قام عدد من أفراد المليشيا في مايو 2023 بإقتحام (الكنيسة القبطية)، بالخرطوم بحري ونهبها.. وفي 13 مايو 2023 داهم ستة دعامة (كنيسة جورج) بحي المسالمة بامدرمان ووقتها كان داخلها أكثر من 40 شخصا يؤدون الصلاة، وطلب منهم أفراد المليشيا تسليمهم الذهب والأموال التي بحوزتهم.. وأصيب في الإقتحام 5 أشخاص من المصلين منهم الأسقف وإبنه بجروح حيث أطلقوا عليهم الرصاص على أرجلهم.. كما هددوا المطران وأجبروه على تسليمهم مبالغ نقدية كبيرة وسيارته، كما هددوه بالقتل إذا لم يعتنق الإسلام، وأمروا تحت تهديد السلاح المصلين الذين كانوا وقت الهجوم داخل الكنيسة وعددهم أكثر من 100 إعتناق الإسلام وإلا تصفيتهم.. وفي 14 مايو 2023 داهمت مجموعة من المسلحين الملثمين كنيسة (سيدة النيل) وسط العاصمة الخرطوم، وهددوا رئيس الأساقفة، وطردوا المصلين من الكنيسة وحولوها لقاعدة عسكرية لهم.
وحسب مجلس الكنائس السوداني، فإن الدعم السريع تعدى على 153 كنيسة، منها 17 كنيسة تدمرت تدميرا كاملا.. بجانب الإعتداء على 3 الآف شخص أثناء ممارستهم العبادة.. وتبلغ تكلفة إعمار الكنائس التي دمرتها المليشيا تدميرا كليا بأكثر من 9 مليون دولار، و100 ألف دولار للكنائس التي تدمرت جزئيا.