آخر الأخبار

هشاشة تحالف (تأسيس) … مربط (فرس) فشل الحكومة الموازية

  • صدق الدكتور الوليد مأدبو حين قال: الدعم السريع سيفشل لأن الإدارة علم وفن خبرة وهذه الثلاثية مفقودة
  • مليشيا التمرد فشلت في إدارة التنوع بين حلفائها فكيف ستنجح في إدارة خدمات هي التي تسببت في تحريرها بشكل ممنهج
  • الحكومة الموازية فشلت إدارتها المدنية في غرب كردفان وغرب دارفور وجنوب دارفور

تقرير- دكتور إبراهيم حسن ذو النون:
مثلما اعترف الدكتور الوليد مادبو مع بدايات الحرب الماثلة بأن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف ب(حميدتي) في حديثه في منبر (سودان ديمقراطي)16يوليو2023م في ندوة أدارها الدكتور الباقر العفيف(لم ينتبه الناشطون من أبناء الحزام العربي والمتحمسون للقائد إلى أنه بتصرفاته الخرقاءهذه يكون حميدتي قد أدخل الكيان العربي في أزمة وجودية) هاهو مجددا يعترف في حوار له مع الإعلامي سعد الكابلي بأن قوات الدعم السريع ستفشل في إدارة مناطق سيطرتها باقليم دارفور وكردفان حيث قال بالحرف الواحد (الدعم السريع يحوز جهات كبيرة من دارفور و كردفان سيفشل في إدارة الدولة لأن إدارة الدولة تحتاج لعلم ودراية وخبرة).
سؤال لايحتاج لإجابة:
بهذه العبارة انفة الذكر يكون الدكتور الوليد مادبو قد أجاب على السؤال الملح الذي تم طرحه عقب إعلان تحالف (تأسيس) حكومته الموازية بمدينة نيالا الشهر الماضي برئاسة محمد حمدان دقلو (حميدتي) لمجلسها التأسيسي وعبد العزيز آدم الحلو نائبا له ومحمد حسن التعايشي رئيسا للوزراء وعضوية آخرين.
واضح من حديث الدكتور الوليد مادبو (خبير الحكومة والتنمية العالمية) أوالذي استخدم التأكيد (سيفشل الدعم السريع) ينطلق من محددات علمية ومعرفة لأن الإدارة تعني في مفهومها الراجح (عملية تحقيق الأهداف المرسومة بالاستخدام الأمثل للموارد المتاحة وفق منهج محدد وضمن بيئة معينة), أما مفهوم إدارة الدولة فيعني (ًهوعملية تطبيق السياسات العامة للدولة والمؤسسات الحكومية و وهذه تشمل مجموعة واسعة من الأنشطة التي تهدف إلى تحقيق أهداف الدولة وتقديم الخدمات للمواطنين).
سؤال يحتاج لإجابة:
ولكي يتم سبر غور إجابة الدكتور الوليد مادبو بشكل اوضح لابد من طرح سؤال تشكل الإجابة عليه إطارا مهما لفشل أو نجاح الحكومة الموازية وهو إلى أي مدى نجحت الإدارات المدنية التي شكلتها قيادة الدعم السريع في مناطق سيطرتها؟ وساجيب على هذا السؤال من خلال استعراض الإدارات المدنية المشكلة في ولايات غرب كردفان وغرب دارفور وجنوب دارفور وذلك باعتبارانها الأكثر نشاطا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي دون غيرها التي تم تشكيلها في ولايتي وسط دارفور وشرق دارفور حيث أن المعلومات الواردة من حاضرة الولاتين (زالنجي والضعين) علاوة على ان الثقل السكاني بولاية وسط دارفور لقبيلة الفور والتي لها بشكل عام موقف مبدئي من الدعم السريع من حيث تكوينه وتجاوزاته القانونية حتى أيام كان جزءً من القوات النظامية للدولة بالإضافة لخروقاته في الحرب الماثلة الآن أما ولاية شرق دارفور فإن الثقل السكاني فهو لقبيلة الرزيقات (البقارة) وبرغم تماهي معظم خشوم بيوت وافخاذ القبيلة الرئيسة إلا أن هناك النزاع الخفي بين الرزيقات الأبالة(معظم قيادات الدعم السريع ) منها خاصة الماهيرية والذين قبلهم الأكبر بولاية شمال دارفور وبين الرزيقات البقارة الذين يتمركزون في محليات ابو جابرة بحر العرب والفردوس والضعين وعسلاية وهم بقارة يرعون الإبل.
الإدارة المدنية غرب دارفور:


تسلم الإدارة المدنية بولاية غرب دارفور المتمرد التجاني الطاهر كرشوم وهو أحد المتهمين الرئيسيين في قضية مقتل الوالي خميس ابكر والذي تم اغتياله بدم بارد أثناء استباحة مدينة الجنينة وقد استعان كرشوم في الإدارة المدنية بمجموعة موظفي الخدمة المدنية المنتمين للقبائل العربية بالولاية والذين أعلن أكثر من سبعين بالمائة منهم انضمامهم للدعم السريع, كما استعان بمدير عام المالية الأسبق محمد عبد الله ابو عريف والذي إقالته لجنة إزالة التمكين وهو اصلا من عرب جنوب كردفان (محلية ابوجبيهة ) كما استعان برئيس النيابة العامة الأسبق بالولاية موسى (اصلا من ضواحي مدينة المجلد بولاية غرب كردفان) ويدعي رئيس الإدارة المدنية التجاني الطاهر كرشوم أنه حصل على إجماع كل شعب الولاية ولكن الحقيقة الماثلة أنه لايحظى بأي مقبولية إلا من خشم بيت قبيلته العربية (أولاد زيد).
وقد راج أنه ينقسم إيرادات الولاية من أسواق الماشية والمحاصيل مع مديرعام المالية ابوعريف خاصة من أسواق فوربرنقا وتندلتي وكلبي وصليعة (جبل مون) بنسبة سبعين في المائة له والباقي للمدير وتسيير الإدارة المدنية.
الإدارة المدنية بغرب كردفان:


تم تعيين يوسف عليان رئيسا للإدارة المدنية بولاية غرب كردفان وكل ما فعله تعيين مدراء عامين لوزارات المالية والقوي العاملة والصحة والبنى التحتية والتنمية العمرانية والتنمية الاجتماعية والتربية والتوجيه والمدراء التنفيذية بمحليات الولاية المختلفة, ويذكر أنه خلال الأسابيع الماضية زار مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور وأعلن من هناك أنه سيحرر ولاية جنوب كردفان مما أثار عليه ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي حيث سخروا منه ومنهم من قال(من من سيحرر رئيس الإدارة المدنية بولاية غرب كردفان جنوب كردفان) هل نسي أن عبد العزيز آدم الحلو نائبا لرئيس المجلس التاسيسي؟.
الإدارة المدنية بجنوب دارفور:


تسلم الإدارة المدنية بولاية جنوب دارفور محمد أحمد حسن وسط اعتراضات من مناصري ثورة ديسمبر باعتبار أنه غير مؤهل, ومن المفارقات التي واجهته أنه أثناء زيارة له لسوق موقف الجنينة أن استوقفه صاحب دراقة بالسوق وقال له (انت الوالي الجديد) قال له نعم فقال له لازم تعملوا حاجة للباعوص والذباب بالسوق فقال له (انت كوز مندس ولا شنو انت فلول, يا بوليس اقبضوا وجيبو لي المكتب), وبعد القبض عليه أصدر قرار من مكتب رئيس الإدارة المدنية بمصادرة الدرداقة, وقد ضحت لهذه الحادثة وسائل التواصل الاجتماعي, كما أيضا الأسبوع الماضي حينما قيل إنه هلك بعد الضربات الموجعة التي وجهها الطيران الحربي لاوكارالمليشيا بمدينة نيالا .
فشل تأسيس (تأسيس):
يبدو أن الدكتور مادبو من خلال لقاء سعد الكابلي قد أشار إلى الفشل الذي سيلازم الحكومة الموازية وعلاوة على ما ذكر فإن جملة أسباب ستجعل الفشل ملازمها وهي:
– مليشيا الدعم السريع تحتاج إلى مشروعية قانونية لحكوماتها التي أعلنتها وليس لها وجود على الارض بل حتى تجربة الإدارات قد أثبتت هشاشتها والتي جاءت من هشاشة علاقة قوات الدعم السريع مع المتماهين معها من أحزاب ومجموعات قبيلة أهلية وبعض الذين انتهت علاقة المنفعة التي ربطتهم بالانقاذ والتي بمجرد زوالها بحثوا عن البديل الذي يجلب المنفعة فكان الدعم السريع(نموذج حسبو محمد عبد الرحمن).
-القدرة على إدارة الدولة تحتاج بمشروعية الحاكم (تأسيس) بلا أساس قانوني(تحالف مليشيا متمردة مع باحثين عن سلطة خارج صندوق الانتخابات) وتحتاج لمقبولية محكومين وهنا مجرد سؤال هل بإمكان أي إدارة مدنية مؤيدين لتأسيس الحكومة الموازية بدارفور مظاهرة تأييد لها بعدد فقط عشرة ألاف مؤيد حتى في مناطق حواضن الدعم السريع نفسها ؟ مجرد سؤال.
والسؤال الأخير والمهم جدا هو.. مليشيا التمرد فشلت في إدارة التنوع بين حلفائها فكيف ستنجح في إدارة خدمات هي التي تسببت في تحريرها بشكل ممنهج.