آخر الأخبار

معركة الفاشر.. الجيش يفشل المخطط ويفجر خلافات المليشيا

تقرير- الطيب عباس:
أفشل الجيش السوداني، بمساندة القوة المشتركة والمقاومة الشعبية، الاثنين، أكبر هجوم من نوعه على مدينة الفاشر من ثلاثة محاور وباشتراك قوات تحالف تأسيس وقوات من آل دقلو وجماعة الطاهر حجر والهادي إدريس وبعض قوات حركة الحلو ومجموعات قادمة من الكفرة الليبية بجانب مرتزقة كولمبيين وتشاديين.
وقالت القوة المشتركة في بيان، إن المليشيا هاجمت الفاشر بحوالي 543 سيارة مسلحة بأكثر من خمسة موجات، تكسرت جميعها في دفاعات الفاشر، مشيرة إلى أن مقتل أكثر من 254 متمرد وحرق 16 عربة واستلام 34 أخرى، من بينهم مصفحات واثتين صرصر.
ورطة حجر والهادي إدريس:
وفق معلومات تحصلت عليها (أصداء سودانية) وأكدها بيان القوة المشتركة، فإن مليشيا الدعم السريع تعمدت الزج بقوات الطاهر حجر والهادي إدريس في مقدمة القوات المهاجمة للفاشر من المحاور الثلاثة، وأوضحت القوة المشتركة في بيانها، أن هذه القوات تعرضت لمجزرة وكانت وقودا لمسيرات الجيش التي حصدتهم وفر من نجا منهم نحو منطقة كورما ومنها إلى تشاد، على الأرجح.
يتوقع ناشطون بالفاشر، أن تلجأ مليشيا الدعم السريع إلى تحميل قوات الطاهر حجر والهادي إدريس، مسؤولية الهزيمة، ومن شأن ذلك أن يجدد العمليات الانتقامية التي كانت تقوم بها عناصر المليشيا مؤخرا بحق قوات حجر وإدريس، مما يؤدي إلى ارتكاب عمليات قتل جديدة أسوة بما حدث خلال هجوم الفاشر السابق في الثالث من أغسطس الجاري، والذي تم تحميل وزره لقوات الطاهر حجر وجرى ما يشبه عملية الانتقام، حيث سقط أكثر 7 قتلى بنيران المليشيا.
هجوم متنوع:
اتفقت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش والقوة المشتركة، على أن هجوم أمس الاثنين على الفاشر، هو الأشرس منذ أكثر من عام منذ بدء الهجوم على المدينة، وحسب متابعات الصحيفة، فإن نحو أربعة آلاف من متمرد لمرتزق شاركوا في الهجوم الذي حمل الرقم 227
وأوضحت القوة المشتركة، إن المليشيات كانت تجهز لهذا الهجوم منذ أسابيع، حيث تم تجهيز 543 سيارة قتالية وتجميعها منذ ثلاثة أسابيع في معسكر زمزم للنازحين الذي استولت عليها المليشيا وحولته إلى معسكر عسكري وبعضهم في مناطق جنوب الفاشر وشمالها، ثم حشدت مرتزقة كولمبيين وقوة مدربة كانت في الكفرة الليبية، واستجلبت مرتزقة من تشاد.
وقامت أولا بقصف مدفعي عنيف طال أجزاء متفرقة من الفاشر، بما في ذلك قيادة الفرقة السادسة مشاة، ومخيّم أبو شوك للنازحين، والمطار، علاوة على ارتكازات الجيش والقوة المشتركة في محيط السوق الكبير وسوق المواشي.
وقالت مصادر إنه بعد وقت وجيز من توقف القصف المدفعي والهجمات الجوية، شنت المليشيا هجومها، شمل ثلاثة محاور: الأول في الجانب الشرقي، حيث دارت معارك عنيفة ضد الجيش في محيط سوق المدينة الكبير وحجر قدو، كما هاجمت القوات مواقع متقدمة للجيش في الجزء الجنوبي الشرقي، علاوة على معسكر أبو شوك في المحور الشمالي، ولم يتوقف الهجوم إلا عند انكساره بشكل كامل.
مناوي يرد:
في أول تصريح له، قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إن محاولة دخول مليشيا الدعم السريع، إلى مدينة الفاشر حاضرة إقليم دارفور، ليست سوى تذكرة ذهاب بلا عودة.
وكشف مناوي في منشور على(فيسبوك)، عن انتصار الجيش والقوة المشتركة المساندة له على مليشيات الدعم السريع في المعركة رقم 227، مشيراً إلى أن الدعم السريع استخدمت سياسة التجويع للأطفال والنساء وكبار السن بحصارها المفروض على المدينة.
خطوة جديدة:
جاءت تصريحات مناوي، بعد يوم واحد من قرار أصدره نائبه في حكومة الإقليم، مصطفى تمبور، بشأن الفاشر، وأعلن تمبور عقب اجتماعه مع ولاة دارفور، تجهيز وإعداد متحرك قتالي للمشاركة الفعلية في الزحف نحو دارفور.
واعتبر مراقبون، قرار حكومة الإقليم، سيكون له تأثير معنوي كبير على تماسك القوات على الأرض، كما أنه سيهئ الفاشر لتتحول من مدينة تدافع عن وجودها لمدينة ستكون نقطة انطلاق لتحرير متبقي دارفور.
أما على أرض المعركة، فإن المليشيا ليست لديها بحسب مراقبين ما تدفع به لمهاجمة المدينة أكثر مما فعلت أمس الاثنين، حيث كانت تعول بشكل أساسي على معركة الاثنين لتكون عبور نحو احتلال الإقليم واعلان حكومتها الورقية، لكن الجيش قال كلمته ووقع على دفتر عزاء المليشيا بقلم ترك بصمته في مدينة أبت إلا أن تقاتل المليشيا والجوع والمرض بوتيرة واحدة وقناعة لا تقبل التراجع.