ثروات السودان .. ممنوع الهدر والتهريب والفساد
تقرير – ناهد اوشي:
يعتبر السودان من أغنى دول العالم بالموارد الطبيعية والزراعية والمعدنية، بيد أن هذه الثروات لم تُستثمر بالقدر الكافي لتحقيق نهضة اقتصادية مستدامة، وظل معظمها عرضة للهدر والتهريب والفساد وسوء الإدارة.
خبير التخطيط الاستراتيجي د. نادر آدم قرشي قدم مقترحا لانشاء صندوق سيادي لحماية وتعظيم الثروات السودانية
واعتماده كآلية استراتيجية وطنية تعمل وفق أسس الحوكمة الرشيدة، لضمان استدامة الموارد وتعظيم عوائدها للأجيال الحالية والقادمة.
حماية الثروات:
وابان أهداف الصندوق والتي تتمثل في حماية الثروات السودانية من الاستنزاف والتهريب عبر أنظمة رقابية وتقنية متقدمة.
بجانب تعظيم العوائد الاقتصادية من الموارد الاستراتيجية (الذهب، النفط، الصمغ العربي، الثروة الحيوانية، الزراعة، المعادن النادرة)
وتحقيق التنمية المستدامة من خلال توجيه العوائد نحو مشاريع البنية التحتية، التعليم، الصحة، والابتكار مع تنويع مصادر الدخل القومي وتقليل الاعتماد على سلعة أو قطاع واحد. بجانب تعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة الموارد عبر آليات قانونية ومحاسبية صارمة.
تتبع مركزي:
واشار قرشي إلى ان آليات العمل تعتمد على نظام رقابة وتتبع مركزي باستخدام تقنيات( Blockchain وGIS)
لمراقبة الإنتاج والتصدير في القطاعات الحيوية والتعاقد مع شركات دولية ذات سمعة مرموقة في التعدين والزراعة والطاقة لتطبيق أفضل الممارسات العالمية
مع استثمار جزء من العوائد في الأسواق العالمية (صناديق استثمارية، أسهم، سندات، مشاريع استراتيجية خارجية) لضمان تنويع مصادر الدخل على ان يتم اخضاع الصندوق لمراجعة حسابية سنوية من قبل شركة تدقيق دولية مع نشر النتائج للشعب و تخصيص نسبة من العوائد لدعم مشاريع صغيرة ومتوسطة لتشجيع ريادة الأعمال.
محاربة الفساد:
عدة تحديات تواجه إنشاء الصندوق السيادي على راسها الفساد والمحسوبية لذا فقد طالب الخبير الاستراتيجي بضرورة وضع معالجات للتحديات واعتبر الفساد الإداري والمالي أحد أخطر التهديدات لأي كيان اقتصادي، وللتغلب عليه يجب تبني أنظمة رقابة تقنية متقدمة، مثل استخدام تقنيات (Blockchain) لتوثيق جميع المعاملات، إلى جانب إخضاع الصندوق لعمليات تدقيق دولية مستقلة ونشر تقارير الأداء بشكل دوري للرأي العام لتعزيز الشفافية
كما وتتسبب النزاعات وعدم الاستقرار في عرقلة الإنتاج وتسهيل التهريب، لذا من الضروري إشراك القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في حماية الموارد ومناطق الإنتاج، مع إنشاء وحدات متخصصة للأمن الاقتصادي.
تنويع الاستثمارات:
واشار قرشي لتاثرالموارد الاولية التي يعتمد عليها السودان بأسعار الأسواق العالمية وقال يجب تنويع الاستثمارات داخليًا وخارجيًا لتقليل المخاطر، مع الاحتفاظ باحتياطي مالي في أصول مستقرة لمواجهة الصدمات الاقتصادية.
كما وتعاني بعض مناطق الإنتاج من نقص في الطرق والكهرباء والاتصالات، وهو ما يحد من القدرة على استغلال الموارد بكفاءة، لذلك ينبغي تخصيص نسبة من عوائد الصندوق في مراحله الأولى لتمويل مشاريع البنية التحتية التي تخدم القطاعات الإنتاجية.
رقابه وطنية:
وقطع بان إنشاء (الصندوق السيادي لحماية وتعظيم الثروات السودانية) ليس مجرد مشروع اقتصادي، بل هو خطوة استراتيجية لحماية مستقبل السودان وتأمين مكانته الاقتصادية إقليميًا وعالميًا
وقال ان نجاح هذا الصندوق يعتمد على الشفافية، الاستقلالية، والإدارة العلمية، مع دعم شعبي ورقابة وطنية صارمة.