إيران تعيد هيكلة قواتها وتحذر: “حرب جديدة” وشيكة مع إسرائيل

قال المستشار العسكري البارز للمرشد الأعلى علي خامنئي يحيى رحيم صفوي، إنه من الضروري الحفاظ على أعلى درجات الاستعداد، مضيفاً: “قد تندلع حرب جديدة مع إسرائيل في أي لحظة. يجب أن نكون أقوياء وجاهزين”، وفق ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.
تأتي هذه التصريحات، حسب موقع الدفاع العربي، في وقت تسعى فيه طهران إلى تجاوز تداعيات هزيمتها الأخيرة، والتي حاولت وسائل الإعلام الموالية للنظام تفسيرها باعتبارها جزءاً من “استراتيجية طويلة الأمد”. فقد ادعى المسؤولون أن إيران كانت تحافظ على قواتها وتخطط لهجمات صاروخية من أجل معركة ممتدة. غير أن محللين يؤكدون أن أي مواجهة مقبلة ستشهد على الأرجح ضربة إيرانية أكثر قوة منذ البداية، لتبديد الانطباع بأنها قابلة للردع أمام التفوق العسكري الإسرائيلي.
وبالتوازي مع ذلك، تواصل وسائل الإعلام الإيرانية التأكيد على أن طهران أطلقت برنامجاً نشطاً لتحديث وتعزيز قواتها المسلحة. وفي هذا السياق، كثرت الشائعات بشأن احتمال حصول إيران على مقاتلات متطورة ومنظومات دفاع جوي من روسيا والصين. ولتوضيح الحقائق، أجرى موقع Defence Blog مقابلة مع بابك تقوائي، الخبير البارز في الشؤون العسكرية الإيرانية.
وفي ما يخص ملف المقاتلات، قال تقوائي: “قبل عامين، تم إبرام عقد لشراء 25 مقاتلة من طراز Su-35SE كانت مخصصة لمصر من روسيا. وضمن هذا الاتفاق، خضع عدد من الطيارين والمهندسين الإيرانيين لدورات تدريبية في روسيا. لكن الصفقة أُلغيت بأمر مباشر من المرشد الأعلى علي خامنئي في فبراير أو مارس 2025. وقد أدى إلغاء الصفقة إلى بيع 15 طائرة من هذا النوع إلى الجزائر، حيث زار مسؤولون عسكريون جزائريون إيران في يناير 2025 لبحث المسألة.”
وأضاف أن الشائعات المتكررة حول توجه إيران لشراء مقاتلات J-10CE من الصين لا أساس لها من الصحة، موضحاً: “الحكومة الصينية تبدو غير راغبة في بيع هذه الطائرات إلى إيران، كما أنه لا توجد ميزانية كافية أو إرادة سياسية داخل النظام لمتابعة هذه الصفقة.”
أما في ما يتعلق بالدفاع الجوي، فأوضح تقوائي أن كلاً من قوة الدفاع الجوي للجيش الإيراني (IRIADF) وقوة الجو-فضاء التابعة للحرس الثوري (IRGCASF) اعتمدتا أساليب جديدة بعد صراع يونيو. وقال: “استناداً إلى الدروس المستخلصة من الحرب، تبنت القوتان سياسة إعادة نشر منظومات الدفاع الجوي المتنقلة قصيرة ومتوسطة المدى بشكل منتظم. وحتى بعد انتهاء الحرب في 25 يونيو 2025، استمرت عمليات إعادة التموضع اليومية والأسبوعية لهذه المنظومات، وهو ما تؤكده صور الأقمار الصناعية.”
وأشار أيضاً إلى تغييرات في تأمين المواقع الحساسة، مضيفاً: “تمت إعادة هيكلة نشر وتوزيع منظومات الدفاع الجوي حول المنشآت النووية. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أنه لم يعد هناك أي بطاريات من طراز S-300PMU-2 تعمل في إيران، كما أن المنظومة الوحيدة من طراز باور-373 بعيدة المدى فقدت راداراتها. لكن منظومات الدفاع قصيرة ومتوسطة المدى لا تزال مستخدمة بنشاط لحماية المواقع النووية.”
ويعكس تحذير صفوي، إلى جانب الحملة الإعلامية الإيرانية والتغييرات العملياتية التي كشف عنها تقوائي، مساعي طهران لإظهار الجاهزية رغم الانتكاسات التي تعرضت لها في الأشهر الأخيرة. ومع إصرار إسرائيل على أنها ستتحرك بشكل حاسم ضد أي تهديد، يبقى المشهد الإقليمي متوتراً، وسط احتمال اندلاع مواجهة جديدة في أي وقت.