
العاصمة الإدارية الجديدة
الوان الحياة
أبيض :
*ولعل من فوائد الحرب التي ليس لها فوائد, لا أحد يذكرها بالخير ولكنها تفرض واقعا جديدا في بعض الحالات, وهو القرار الذي اخذته لجنة إعمار وتأهيل الخرطوم وتهيئتها لعودة المواطنين, وهو نقل الوزارات والمؤسسات الحكومية من وسط الخرطوم إلى الاطراف والمناطق الأقل ازدحاما, وهوقرار حكيم اتخذ أكثر من مرة ولكن لم تستطع أي من الحكومات تنفيذه.
*التكدس الذي حدث في وسط الخرطوم وشارع النيل من المؤسسات الحكومية موروث من أيام الاستعمار هذه المباني شيدها الانجليز بدءً بالقصر الجمهوري والوزارت الاخرى مثل المالية والحكم المحلي ومجلس الوزراء والقضائية والعدل والداخلية وغيرها,ولذلك كان من الصعب ترحليها وايجاد بدائل لها في مناطق أخرى .
* وضع مخطط هيكلي لإعادة تخطيط الخرطوم كان أولها واهمها هو تفريغ وسط الخرطوم من المؤسسات الحكومة وللأسف وجد صعوبة في التنفيذ والتمويل.
*ولذلك يجب أن نفرق بين تفريغ الخرطوم وبناء عاصمة إدارية جديدة وهي ليست بدعة لأن نقل العواصم الإدارية دائما يتم بعد أن يحدث ازدحام يؤثر على حركة وعمل المؤسسات بل يعطل الحياة تماما ويجعل من الصعب الوصول إليها,وفى حالة الخرطوم تكدست المؤسسات والوزارات في وسط العاصمة مما خلق ازدحاما مروريا قاتلا
*لكل هذا من الأفضل أن نقفز إلى إنشاء عاصمة إدارية جديدة تضم الوزارات الاتحادية ورئاسة الحكومة بل لو استطعنا أن ننقل القصر او مقر لمجلس السيادة لكان أفضل.
*التجارب في العالم كثيرة التي نقلت أما العاصمة برمتها أو المؤسسات الإدارية, في الحالة الأولى نقلت نيجيريا العاصمة برمتها إلى ابوجا وفي مصر نقلت العاصمة الإدارية فقط وفي ماليزيا أيضا نقلت العاصمة الادارية فقط.
*الشاهد أن الضرورة والظروف المهيئة الآن تستدعي بناء عاصمة إدارية جديدة بدلا من نقل الوزارات إلى مقار جديدة ربما يواجه هذا المشروع التمويل ولكن ما يصرف على الانتقال لو وظف بطريقة صحيحة لغطى تكلفة إنشاء مقرات جديدة يختار في مكان آمن, ولقد اثبتت تجربة تأمين مقرات الحكومة كان صعبا جدا مما سهل عملية تدميرها واحتلالها بسهولة.
*إذن ضرورة إنشاء عاصمة إدارية جديدة ليس بسبب تكدسها في وسط العاصمة وإنما أيضا لأسباب أمنية.