والي الخرطوم : الحرب في خواتيمها..هكذا عشنا الأيام الأولى للحرب بمنزلنا المجاور لبرج الدعم السريع,,ورشة بورتسودان للإعداد لما بعدها
بورتسودان – عابد سيد أحمد :
بترتيب من مدير اعلامه النشط الاستاذ الطيب سعدالدين قمت مع الصحفيين الكبيرين الاستاذين جمال عنقرة وعاصم البلال الطيب بزيارة والى الخرطوم الاستاذ احمد عثمان حمزة بمقر اقامته بفندق بلس ببورتسودان التى وصلها قادما من أم درمان لورشة اعمار ولاية الخرطوم التي التأمت بالعاصمة الادارية بورتسودان، وبرغم انه كان فى غرفته إلا أننا وجدناه مرتديا الزي العسكري الذي اعتاد عليه طوال فترة الحرب الماضية لم يخلعه خلالها وهو يصمد بولايته لأكثر من عام ونصف وسط الرصاص والدهانات.
ساعات ما قبل الحرب:
وكان آخر لقاء لي به كان قبل الحرب لفتتني آثار الحرب التي بدت ترتسم على وجهه و لم يسلم منها رأسه الذي اشتعل شيبا إلا أن روحه لم تتغير فقد عانقنا الثلاثة عناقا حارا وجلس الينا وهو يجتر ذكريات أيام عصيبة عاشها بالولاية عقب انطلاقة الرصاصة الأولى
ويقول : كنت قبل الحرب بيوم احس بتحركات مريبة ووجود ملفت للدعم السريع بالمنطقة التي أسكن فيها في ظل الاحتقان الذي كان موجودا حينها وقد تحدثت عن ذلك مع بعض الجهات المختصة، وفي لحظة اندلاع الحرب كنت موجودا مع أسرتي بمنزلنا المجاور لبرج الدعم السريع، فكان الرصاص ينهمر على منزلنا كالمطر من تبادل القذف وكانت الدانات تقتلع ابواب المنزل الذي نحن فيه، فوضنا أمرنا لله و مضينا على هذا الحال أربعة أيام، وكانت المليشيا تعرف انني الوالى ولم انكر لهم ذلك ولم يأذوني باعتباري مدنيا وكانوا حينها يستهدفون الجيش.
وقد شهدنا خلال وجودنا قصف برج الدعم السريع و كنت أتابع ذلك مع أبنائي الذين كانوا ينظرون الى ذلك المشهد المروع من خلف الستارة.
واستمرينا على هذا الحال حتى قيض الله لنا الفرج وخرجنا من المنطقة التي لم يبق فيها غير الطيب ابن العلامة الراحل فراج الطيب وأسرته، وتوجهت فور خروجي إلى محلية الخرطوم أباشر عملى من هناك إلا أن تصاعد الاحداث منع ذلك، ولم انسى ابن فراج الطيب وأسرته، وارسلت السائق لاجلائهم وقد تم، ثم توجهنا إلى ام درمان وباشرت عملي من هناك
قناة الخرطوم :
ثم مضى بنا الحديث في الجلسة عن قناة الخرطوم وقال له الأستاذ جمال عنقرة بمناسبة وجود الأخ عابد الذي كنا معه في تأسيس فضائية الخرطوم، كيف اعدتمونها فحكى لنا الوالي عن تحدى إعادتها وكيف تم استجلاب الأجهزة الجديدة والاعداد للانطلاق من مكان آخر، وارجع اهمية عودتها لحاجة الناس لمتابعة ما يدور بالخرطوم في ظل الأحداث الحالية، وأعرب عن سعادته بعودتها.
ثم عرج بنا في الحديث عن الحرب فقال الوالي بكل ثقة إن الحرب في خواتيمها، وان ورشة بورتسودان قصدنا منها الترتيب لمرحلة ما بعد الحرب.