آخر الأخبار

تورط مسؤولين جنوبيين بشبكاتٍ سرية وتحويلات بملايين الدولارات لعلاج جرحى الميليشيا بجوبا

كشفت وثائق حصرية مسربة تلقتها قناة العنوان 24، الأحد، عن شبكاتٍ سرية وتحويلات بملايين الدولارات لعلاج جرحى ميليشيا آل دقلو الإرهابية في 8 مستشفياتٍ في مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان.

 

وكشفت الوثائق المسربة بالأسماء والتفاصيل عن تواطؤ مسؤولين جنوبيين وقيادات بالميليشيا في إدارة وتمويل منظومة طبية كاملة لعلاج جرحى ميليشيا آل دقلو داخل أراضي جنوب السودان.

 

وأكدت المعلومات المسربة فرضية دعم جوبا للميليشيا بإرسال المرتزقة والسماح بدخول السلاح من أراضيها وإقامة معسكرات للميليشيا ومستشفيات ميدانية، بجانب تهريب الآثار لعمق إفريقيا والذهب من السودان عبر الحدود.

 

وأشارت الوثائق إلى أن الميليشيا أنشأت منظومةً متكاملة لعلاج الجرحى في مستشفيات جنوب السودان بدعم وتمويل من الخارج، بينما وصل عدد المستشفيات المتعاقدة رسميًا مع الميليشيا إلى 8 مستشفيات.

 

وكشفت المعلومات المسربة نقل مئات الجرحى من محوري النيل الأزرق والدمازين إلى جوبا، حيث يجري تسيير رحلتين أسبوعيا من مقاطعة الرنك للمصابين تحت إشراف لجنة طبية بقيادة المدعو نور الدين نورين، فيما تعمل اللجنة بتنسيق مباشر مع لجنة طبية عسكرية مقرها جوبا يرأسها الميليشي الهادي مهدي موسى الأستاذ في جامعة جوبا والمنحدر من قبيلة الرزيقات.

 

وأكدت وثائق العنوان 24، أن منسق اللجنة العليا المدعوة هنادي موسى زوجة شقيق وزير خارجية جنوب السودان الأسبق برنابا بنيامين، فيما يتولى مستشار القائد العام لشؤون الجرحى في ميليشيا الدعم السريع ياسين جيفارا متابعة عمليات نقل المصابين.

 

ونقلت اللجنة الطبية العسكرية للميليشيا أكثر من 800 جريح من بينهم قادة إلى مستشفى “برومس” في العاصمة جوبا، حيث أُجريت هناك العمليات الأكثر تعقيدًا من الجرحى للقيادات المهمة.

 

وأظهرت الوثائق كذلك، تحويلات مالية بملايين الدولارات وصلت من الإمارات إلى جوبا بإشراف وليد موسى قائد غير شقيق للقائد الميليشي إدريس مدلل، تجاوزت الـ 3 مليون دولار، تم تحويلها عبر مكاتب صرافة ومؤسسات مالية في جوبا لتمويل عمليات العلاج في 8 مستشفيات.

 

كما كشفت الوثائق المسربة، تأسيس مشروعات استثمارية في مجالات الدواجن وتصدير اللحوم لتكون مصدر تمويل مستدام لعمليات الميليشيا الميدانية، بإشراف مباشر من نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار وممثلين عن الدعم السريع.

 

وأفصحت الوثائق عن تواطؤ صريح لقيادات حكومية رفيعة من بينهم زوجة رياك مشار التي أشرفت شخصيًا على عملية التعاقد مع مستشفى “كوش”، فيما منحت الميليشيا تسهيلاتٍ طبيةٍ وإدارية ولوجستية كاملة.

 

في المقابل، قدمت ميليشيا آل دقلو ما وصفته الوثائق بالدعم العيني الذي شمل وقودًا، وقطع غيار سيارات، ومبالغ نقدية لمسؤولين جنوبيين مقابل استمرار الخدمات والطبية والعسكرية.

 

وأكدت الوثائق إغلاق أقسام كاملة بالمستشفيات أمام المدنيين وتخصيصها لعلاج جرحى ميليشيا آل دقلو، فيما كشفت الوثائق عن وجود تنسيق مالي مباشر بين قيادة الميليشيا ومكتب نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار عبر شركاتٍ وهمية ووسطاء محليين.