بوادر انهيار اقتصادي بسبب تطور الاحداث بالفاشر
متابعه_ناهد اوشي
توقع الخبير الاقتصادي د. هيثم محمد فتحي حدوث ندرة ونقص في الغذاء والمياه والخدمات بمناطق دارفور مع تراجع المساعدات الإنسانية بعد احداث الاجتياح من قبل المليشيا للفاشر
وقال في حديثه ل “اصداء سودانية “هناك علاقة وثيقة بين الاستقرار الأمني و الاستقرار الاقتصادي وما حدث بالفاشر والمناطق المحيطة بها في ولاية شمال دارفور خصوصاً وإقليم دارفور عموماً ينبئ ببوادر انهيار اقتصادي ستشهده هذه الـمناطق، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، مع زيادة ملحوظة في معدلات التضخم وانخفاض القوة الشرائية للمدنيين
وأوضح أن الأوضاع الآن ستلقي بظلالها السالبة على أغلب الاسر بشكل عام وعلى نازحي المخيمات بشكل خاص، ويجعلهم غير قادرين على تأمين المستلزمات الأساسية وفي مقدمتها المواد الغذائية الضرورية
وقال ستواجه هذه المناطق مشاكل اقتصادية حادة فهي من أكثر المناطق كثافة سكانية، وجُلّ سكانها يعيشون دون خط الفقر، وفضلاً عن ذلك فهي منطقة دُمرت فيها البنية التحتية خلال السنوات بسبب عدم الاستقرار السياسي والأمني فيما تعاظمت فيها الاحتياجات في السنوات الأخيرة، كما أنها منطقة لا تملك موارد ذاتية كافية وتعتمد بشكل كبير على الخرطوم العاصمة والمدن الإنتاجية الأخرى .
وحذر من ان الاستثمار الوطني وحركة التجارة السودانية في السودان عموماً ودارفور خصوصاً وشمالها بالأخص سيواجه الكثير من المشاكل مما يجعل مسيرته متعثرة
وقال بأن أهم المشاكل التي تدفع المستثمرين لتجنب الدخول في استثمارات متوسطة أو كبيرة هو غياب الأمن الذي يتجلى في العمليات العسكرية وغياب الأمن الداخلي
مبينا ان سيطرة المليشيا على دارفور تمثل تحولا استراتيجيا بالغ التأثير في ميزان الصراع نظرا لموقع الإقليم الذي يربط السودان بتشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان خاصة وان هذا الامتداد الحدودي يمنحها منفذا سياسيا وعسكريا واقتصاديا خارج سيطرة الحكومة ويفتح أمامها فرصا لتأمين خطوط إمداد والحصول على دعم أو ملاذات من جماعات مسلحة في تلك المناطق الهشة.
وقال إن فرض المليشيا حصاراً خانقاً على الفاشر أغلقت خلاله الطرق ومنعت وصول البضائع والمساعدات وخلق ذلك أزمة إنسانية طاحنة ونقصاً حاداً في الغذاء والدواء والوقود، وتحولت المدينة إلى جزيرة معزولة، بلا اتصالات ولا إمدادات، وتدور في أطرافها المعارك بشكل يومي والآن ستزيد هذه الأزمة الانسانية.
مبينا ان مدينة الفاشر وماحولها قد تعرضت لتدمير ممنهج على مدى السنوات وباندلاع حرب 15 ابريل خرجت عن الخدمة منشآت حيوية تضم مستشفيات
ومدارس نتيجة القصف والاستهداف المتكرر، ودُمّر عدد من الأحياء السكنية أو أصبحت غير قابلة للسكن
فيما يعيش عدد كبير جداً من السكان على المساعدات الإنسانية، نصفهم من الأطفال والنساء وكبار السن ، وقد زادت الاحتياجات الإنسانية في المنطقة بنسب كبيرة جداً خلال هذه الحرب