يوم (البعبعات)

كتابات ممنوعة_ الشيخ يوسف الحسن  

 

لمن تكن تظن نفسها داخل دائرة الاتهام، حيث خرج أهل سوق الخضار والفواكه والملابس والنعلات وغيرهم من أهل السوق وصوتهم يزمجر (باعْ باعْ) يتبعهم السماسرة وبتاعين إيصالات المحليات وبتاعين الطبالي والدرداقات وبياعين الموية والحاجة الباردة وبين (باعْ باع) تعالت أصوات البعض بأنها مكيدة من الحكومة دبرتها للمواطنين.
وتحت هتاف بعض ممن تمالكوا نفسهم وهتفوا بأن هذه مؤامرة طفيلية ضد الكادحين، أخرجت النفخة الثانية أهل الكافتيريات والمشاريع الوهمية الممولة من البنوك وأهل المرابحات ذات الرهون المزورة وكبار وجوه المدينة ممن يجلسون على أموال البنوك وما دايرين يرجعوها وخرج الأغنياء المدعومين وأسياد المطاعم الفخمة والفنادق والشركات والمصانع وجميعهم يصرخ (باعْ باعْ).
وكانت في كل نفخة هناك شاشة مضيئة توضح ما يدخله هؤلاء (المبعبعين) في خزائنهم وجيوبهم من أموال الناس دون أي وجه حق، ثم جاءت النفخة الثالثة بالبنوك التجارية والشركات الكبرى من اتصالات واستيراد ومياه غازية ومعدنية وأغذية وتعليم وصحة وخدمات، فكانت (البعبعة معاها برطعة وجري)، وهكذا توالت النفخات ومعها الخروج في جماعات والأصوات المتعالية (باعْ).
واشتبك سالم الراوي الذي بنى من أمواله التي نهبها من البنوك التي يضمنها جيب المواطن مركز تعليمياً دينياً وسط المدينة، والذي قال إنه نجا من البعبعة لأنه استفاد من خبرته في الخندقة (وخندق تحت كرعين الفكي)، مع طاهر الذي نجا لأن شركته الأم فكت شفرة البوغ وأحاطته بسياج يحميه من النفخ، حول لماذا لم يخرج أهل الحكومة مع هذه النفخات التي صنفت كل أنواع (اللَبِعْ).
(سالم قال اشتروا الفكي)!!
(طاهر قال فكوا الشفرة)!!
(لكن الفكي رايو تاني)!!