بقيادة أحمد جلكسة..ناشطون يقومون بتأهيل (10) مدارس بالدويم
- المبادرات تحرج الحكومة ورسالة عاجلة للوالي بشأن دار الأمل المغتصبة
- ناشط : ثقة الناس في (جلكسة) وراء تدفق الدعم والنجاح
الدويم – هيثم السيد:
تعرضت غالبية مدارس مدينة الدويم لأضرار كبيرة خلال احتضانها للوافدين الهاربين من جحيم الحرب بالعاصمة والمناطق الأخرى ،حيث تحولت مقار المدارس إلى مراكز إيواء لفترة زادت عن العامين قبل إعلان برنامج العودة الطوعية للوافدين إلى مناطقهم الشهور الماضية ،وإنطلقت بعدها المناشدات الرسمية والشعبية للجهات المختصة لإجراء المعالجات اللازمة لتهيئة المدارس لاستئناف الدراسة بعد حوالي عامين من التوقف،لكن الجهات المختصة لم تعر الأمر الاهتمام اللازم متجاهلة كل المطالبات بالتدخل لاصلاح حال المدارس التي تحول بعضها إلى خرابات بسبب الاستخدامات السيئة للفصول واتلاف الأثاثات الخشبية كبديل للفحم ،وإزاء هذا التجاهل انطلقت المناشدات من أبناء الدويم بعد أن فقدوا الأمل بتدخل حكومة الولاية ووزارة التعليم ومحلية الدويم ،فكانت مبادرة شباب الدويم التي وقفت على صيانة مدرسة الدويم النموذجية للأساس ،وشملت الصيانة اعادة بناء وترميم عدد من الفصول وبناء أربعة حمامات ،ودعمت مبادرة مجلس عمدة الدويم ، وتقود هي الأخرى مبادرة العودة للمدارس الحكومية من خلال تأهيلها وتهيئتها ،وعقدت إجتماعا مثمرا بالمدرسة النموذجية خرج بنتائج إيجابية منها تبرع إدارة جهاز الأمن والمخابرات بالدويم بأجهزة كمبيوتر دعما للدراسة الالكترونية بالمدرسة.
مبادرة جلكسة:

وفي جانب آخر أطلق أحمد موسى (جلكسة) الناشط في أعمال الخير والمبادرات الإنسانية مبادرة لإعادة بناء سور المدرسة الأميرية الثانوية للبنات الذي انهار متأثرا بمياه الأمطار ، وخلال أسابيع قليلة نجح في بناء السور كاملا وزاد على ذلك بالبياض والطلاء بدعم كامل من الخيرين ،وتوجه أحمد جلكسة ومجموعته بعدها إلى مدرسة صفية الثانوية للبنات وقاموا ببناء السور الجنوبي بمساحة 20 مترا، والسور الغربي بمساحة 110 مترا بالطوب البلوك والأسمنت، وساهمت المحلية بالطوب والأسمنت والبلوك وغيرها من مواد البناء رغم أن كل مدارس الثانوي خارج تغطية المحلية في مجال صيانة المدارس ،وينتظر أن يتواصل العمل في السور الجنوبي المنهار منذ عامين تقريبا بمدرسة (صفية الفنية) فور توفر معينات البناء من الخيرين.
توسع المبادرات:
الناشط أحمد موسى (جلكسة) أطلق (مبادرة إعمار مدارس الدويم) وتلقت المبادرة نداءات من جهات عديدة لصيانة عدد من المدارس الأخرى بالدويم، من بينها مدارس أساس انهارت مراحيضها وآخرى أصبحت آيلة للسقوط وتشكل خطرا على حياة الطلاب، وتوسعت المبادرة وواصلت أعمالها بمدرسة ابوجابرة الثانوية بنات
ومدرسة حفصة المتوسطة بنات و روضة الرحمة النموذجية ومدرسة ابوجابرة الثانوية بنات ومدرسة النهضة أساس بنات ومدرسة النهضة أساس أولاد.
أيضا عملت المبادرة على سد النقص الكبير في الاجلاس بعدد من المدارس من خلال صيانة الأثاث عبر فنيين في مجال الحدادة والنجارة منها مدرسة تاج السر الحضري المتوسطة بنات و مدرسة أسماء للبنات والمدرسة الاميرية الثانوية بنات وروضة الرحمة النموذجية.
دعم خجول من المحلية:
كل أعمال مبادرة إعمار المدارس كانت بدعم الخيرين من أبناء الدويم داخل وخارج السودان وبعض المؤسسات الأخرى ،في الوقت الذي وقفت فيه محلية الدويم تتفرج على سير المبادرة خلال شهورها الأولى التي استمرت لأكثر من عام ونصف قبل أن تتحرج مؤخرا من إنجازات أحمد جلكسة وقدمت مساهمة خجولة بتوفير بعض مواد البناء لعدد من مدارس الاساس والمتوسطة من بينها مدرسة النهضة وحفصة أساس ومتوسط ،أما بقية المشروع فقد تم تنفيذه كاملا بدعم شعبي خالص.
الثقة ثم الثقة:
يجمع الناشطون في مجال الأعمال التطوعية أن نجاح مثل هذه المبادرات مرتبط بثقة المجتمع فيمن يقفون عليها ،وهذا ما توفر للناشط أحمد جلكسة ،حيث ظلت مبادراته و مناشداته تحظى بتفاعل سريع خاصة المتعلقة بحوجة المعدمين والمتعففين من المرضى، وذلك لثقة مجتمع الدويم به ،بعكس ماكان في السابق حيث كان بعض ضعاف النفوس يقومون على مبادرات مماثلة من منطلقات شخصية بحتة لم تخل من شبهات الفساد ،و حاول بعضهم الالتفاف حول مبادرات احمد جلكسة القائمة منذ فترة ،لكنهم لم يجدوا القبول والتجاوب.
لذوى الاحتياجات الخاصة قضية:
عدد من أبناء الدويم بالخارج أطلقوا مؤخرا مبادرة لبناء قطعة الأرض الممنوحة لمعهد الأمل لتعليم وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بحي أبوجابرة، وبعد أن تواصلوا مع ادارة المعهد أكتشفوا بأن قطعة الأرض قد تم التغول عليها ،حيث تم بيعها كقطع سكنية لمواطنين دون علم إدارة المعهد التي قامت بفتح بلاغ لدى الجهات المختصة، وقالت الأستاذة سيدة عبدالحميد، الرائدة في مجال التعليم أن الجهات المختصة صدقت للمعهد بقطعة أرض بالرقم ١٨ بمساحة ١٢٠٠ متر بأبوجابرة مربع (٥)وذلك في العام ٢٠٠٩ بشهادة بحث ،ولكن فوجئنا قبل شهور بالتعدي على القطعة وتم بيعها بواسطة سماسرة، وقمنا بعمل الاجراءات التي تحفظ لنا حقوقنا ووصلت القضية الآن أمام المحكمة الإدارية بكوستي ،وأضطر المعهد لتجميد نشاطه التعليمي ،لذلك نجدد مناشدتنا لوالي النيل الأبيض ولكل الجهات المختصة بالوقوف إلى جانب المعهد في قضيته العادلة لأسترداد حقوقه المسلوبة.
جلكسة يشكر الشركاء:

يقول الناشط أحمد موسى أن الفضل في نجاح مبادراته يعود للمولى عز وجل الذي يكتب لهم التوفيق في كل خطوة بحمدالله
وقال إن مبادرة إعمار المدارس
حظيت بتجاوب كبير لقناعة أهل الدويم بأهمية التعليم وأرتباطهم بالمدارس ،فمنهم من درس بها وغير ذلك ،مشيرا ان من اسباب النجاح بعد الله مايسميهم بشركاء النجاح وهم جمعية أم الفقراء الخيرية التي تقف عليها الاستاذة عاطفة سيد هباني وجمعية كلنا خير د.ريان مصطفى والمتطوعة فائزة كوة.. واخيرا انضمت لنا ساماسو للاعمال الخيرية (مستر إدريس إبراهيم طه ) في شراكة تعود بالنفع الكبير على المنطقة.
إلى جانب عدد كبير من الخيرين واخوتي المتطوعين في أعمال البناء والطلاء والكهرباء والحدادة ،وكذلك محلية الدويم وعدد من الجهات الأخرى وفاعلي الخير الذين يرفضون ذكر أسمائهم.
أسئلة وأدوار منتظرة:
ما يحدث في الدويم يعبر عن التفاعل الكبير لمجتمع مدينة العلم والنور مع قضايا التعليم في ظل غياب الدعم الحكومي عن المؤسسات التعليمية ،حيث يقوم المجتمع بمهام الجهات الرسمية المختصة ويحمل عنها أعباء كبيرة في وضع يشبه بالمقلوب ،ولاتزال هناك العديد من المدارس تنتظر أن تمتد اليها مبادرات الاعمار في ظل تضاؤل الداعمين من الخيرين الذين قدموا ولم يبخلوا طوال الشهور الماضية ،فهل تتولى محلية الدويم ملفات صيانة وتأهيل المدارس المتبقية أم تكتفي بالدعم العيني لمبادرة إعمار المدارس ؟.