آخر الأخبار

عبد العاطي في بورتسودان..هل تبحث القاهرة عن مسارت أخرى لوقف الحرب بالسودان؟

تقرير- الطيب عباس:
وصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أمس الثلاثاء، إلى مدينة بورتسودان وسط أزمة متصاعدة بالفاشر بشمال دارفور فجرت حركة نزوح جديدة استدعت وصول وكيل الأمين العام للأمم المتحدة توم فيتشر لمدينة بورتسودان بالتزامن مع زيارة الوزير المصري.

وقالت الخارجية المصرية، في بيان، إن عبد العاطي وصل إلى مدينة بورتسودان وكان في استقباله نظيره السوداني محيي الدين سالم.
وأفاد مجلس السيادة الانتقالي، بأن وزير الخارجية المصري أكد لرئيس المجلس، عبد الفتاح البرهان وقوف مصر إلى جانب السودان ودعمها لمؤسساته الوطنية والجيش
وتستهدف زيارة عبد العاطي، وفق البيان، دعم الجهود الرامية إلى تعزيز العلاقات المصرية- السودانية وبحث مستجدات الأزمة في السودان في إطار الموقف المصري الثابت الداعم لوحدته واستقراره.
وتأتي الزيارة في سياق تحركات دبلوماسية نشطة تقودها مصر لإحياء المسار السياسي في السودان،
وأوضحت مصادر أن الوزير حمل رسالة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تتصل بـ المبادرة الأميركية الساعية إلى إنهاء الصراع الدائر منذ أكثر من عام ونصف بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، في إطار الجهود الإقليمية والدولية لإعادة الاستقرار إلى السودان.
تحركات مصرية مكثفة:
تقود مصر تحركات سياسية ودبلوماسية مكثفة لإنهاء الحرب في السودان، وقالت الخارجية المصرية في بيان، إن عبد العاطي أكد لرئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، مواصلة مصر جهودها لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، والانخراط بصورة فاعلة في الجهود الهادفة لوقف إطلاق النارووضع حد لمعاناة الشعب السوداني الشقيق.
زهد مصري في الرباعية:


فيما يبدو وفقا لبيان الخارجية المصرية، فإن القاهرة تسعى عبر مسارات مختلفة لحل أزمة السودان وليس الرباعية فقط، في وقت تكثف فيه الولايات المتحدة وعدد من الدول جهودها لإحياء مسار جدة التفاوضي بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، وهو المسار الذي تعطل أكثر من مرة بسبب استمرار العمليات العسكرية وعدم التزام المليشيات بتنفيذ بنوده.
وقالت مصادر دبلوماسية سودانية لقناة الشرق، إن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أجرى مباحثات مع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان تناولت سبل دعم المبادرة الأميركية لإعادة استئناف العملية السياسية في السودان ووقف الحرب الدائرة.
وتأتي هذه الزيارة ضمن جهود إقليمية ودولية متواصلة للبحث عن تسوية سلمية للأزمة السودانية، في ظل تصاعد الضغوط الغربية والأممية على الأطراف المتحاربة لدفعها نحو وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات مباشرة.

توقعات بإحياء مبادرة القاهرة:
الخارجية المصرية في بيان أمس، أشارت إلى سعي القاهرة لحل الأزمة السودانية، وذلك سواء في الإطار الثنائي أو المحافل الاقليمية والدولية وفي مقدمتها الرباعية الدولية، مضيفة أن مصر على تواصل مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية لتعزيز الجهود الرامية للوصول لتسوية شاملة للأزمة السودانية بما يصون مقدرات الشعب السوداني ويحقق تطلعاته في الأمن والاستقرار.

وكانت القاهرة قد طرحت في وقت سابق مبادرة لحل الأزمة السودانية تقوم على مبدأ الحوار السوداني–السوداني، إلا أنها لم تحقق تقدماً ملموساً بسبب الخلافات حول آليات التنفيذ والتنسيق مع المساعي الأميركية والسعودية.
وتأتي زيارة وزير الخارجية المصري الحالية إلى بورتسودان بحسب مراقبين في محاولة جديدة لإعادة ربط المسارات الدبلوماسية، وتقديم رؤية متكاملة تدعم جهود وقف الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية في البلاد.
ويُتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز التنسيق بين المبادرات الإقليمية والدولية، بما يضمن فاعلية أي مسار تفاوضي محتمل وسط استمرار المعارك وتدهور الأوضاع الميدانية.
مسارات أخرى:
وفق بيان الخارجية المصرية، فإن الرباعية لم تعد الوسيط الوحيد في حل الأزمة السودانية، سيما بعد الرفض المشدد للحكومة السودانية من وجود الإمارات بالرباعية، وفي مسعى لتجاوز هذه المعضلة فإن مراقبون يرجحون لجوء القاهرة لإحياء اتفاق جدة بمشاركة الولايات المتحدة والسعودية، بينما تحدث بيان الخارجية عن مسار ثالث وهو حل الأزمة في الإطار الثنائي بين البلدين، ما يعني عمليا إمكانية إحياء مبادرة القاهرة، ويرى مراقبون أن فرص نجاح مبادرة القاهرة هى الأكبر نظرا للعلاقة الوثيقة بين الخرطوم والقاهرة والخيوط التي تربط مصر مع العديد من القوى السياسية السودانية.
واقعيا بحسب مراقبين، فإن الرباعية اصطدمت بعناد سوداني مبرر، ما دفع الوزير المصري لزيارة بورتسودان لإحياء المسارات الأخرى في إطار حلحلة الأزمة السودانية، وهى المسارات التي عبر عنها بيان الخارجية المصرية بالقول تسعى مصر لوضع حد لمعاناة الشعب السوداني سواء في الإطار الثنائي أو المحافل الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الرباعية، ما يشير إلى أن الرباعية ليست وحدها وأن كانت في مقدمة المسارات.

الخيارت التي عرضتها القاهرة، لحل الأزمة السودانية تضمنت عدة مسارات، من بينها بالطبع الرباعية الدولية، لكن البيان المصري لم يفصل هذه المسارات وإنما اكتفى بالقول بحل الأزمة في الإطار الثنائي أو المحافل الدولية، التي تمثل الرباعية جزاء منه وليست حكرا عليه، ما يعني إن الخيارات المرجحة وفق مراقبين اللجوء لتطوير اتفاق جدة أو توسيع مبادرة القاهرة لتشمل الولايات المتحدة والسعودية وتركيا وربما قطر، مع إبعاد الإمارات.
ويقول مراقبون أن لجوء القاهرة للاعتماد على مسارات متعددة يعكس حرصها على حل الأزمة السودانية سلميا وإغلاق هذا الملف الذي سيخلق تبعات أمنية سالبة على حدود مصر.