آخر الأخبار

أصداء سودانية داخل مستشفى النو قلعة الصمود والتضحية

  • فوز دكتور جمال الطيب على أكثر من (900) طبيب بجائزة اورورا لدعم الانسانية
  • جائزة اورورا منحة لمشاريع مقترحة من الفائز بمليون دولار
  • دكتور جمال الطيب: كوادر مستشفى النو هم ابطال الجائزة الحقيقين وكنت فقط ممثلهم

أمدرمان – محمد توم عوض الكريم:
مستشفى النو التعليمي كواحدة من قلاع الجيش الأبيض التي وقفت في وجه القذائف الثقيلة في أيام الحرب تتحدى صعاب الموت تسوقها الأقدار ويثبت فضلها من بعد الله الأخيار من شعبنا السوداني الذي صبر على ويلات الحرب المفروضة وهاهي تقدم نموذج الفداء والتضحية لكادرها عموما والطبي خصوصا الإنسان الفذ دكتور جمال الطيب العبيد المدير العام للمستشفى
تم اختيار الدكتور جمال الطيب، وهو طبيب سوداني، انساني ابن بلد أصيل ليكون الفائز بجائزة أورورا لإيقاظ الإنسانية لعام 2025
لماذا فاز بالجائزة؟:


الشجاعة والقيادة الاستثنائية: تم تكريمه لـشجاعته وتفانيه الثابت في تقديم الرعاية الطبية المنقذة للحياة في خضم الحرب الأهلية المدمرة في السودان والانهيار شبه الكامل لنظام الرعاية الصحية في البلاد.
صحيفة أصداء سودانية اقتحمت مكتبه رغم مهامه الجسام وازدحام زمنه الذي يقل أمام أعماله فكان كما قيل عنه صمود وثبات وأدب اللقيا هدوء الطبع مرحبا بنا رغم عدم الموعد المسبق من اجل إظهار مدينة النو الطبية نسميها كما نتمنى لها
وسألنا دكتور جمال الطيب سؤالا واحدا وكفانا بقية اللقاء… دكتور جمال ماذا تعني لكم ولمستشفى النو الفوز بجائزة ارورا العالمية 2025 ؟
فبدأ الحديث بتواضعه الجم حيث قال الدكتور الانسان.. هنالك جنود مجهولون من الجيش الأبيض طيلة فترة الحرب قدموا الكثير بتجرد وتفان لأهلهم وشعبهم السوداني مبتغاهم مرضاة الله
كنت حريصا طيلة أيام الوغى الا أتحدث عما قمنا به وكوادرنا اعلاميا ولا في الوسائط خوفا من المن والرياء راجين من الله القبول والثبات وغيري من الزملاء نماذجهم كثر في مواقع متعددة في تلك الأيام كانت غايتهم مرضاة الله
الحرب كانت وقفة محاسبة لانفسنا وقد وجهت سؤالا بعد الحرب نفسها لكل شخص صاحب ضمير هل حياتك قبل الحرب كانت حقيقة مع واجبك مع الله وعون عبيده ام حياة يحفها الخداع والنفاق؟
وأفاض دكتور جمال بجميل الكلام حيث قال.. هذه الحرب اختبار حقيقي لانسانيتنا جميعا.. لأي شخص في مجاله.
الانسانية حتى في الحرب واثناء المعركة شرعا تتجسد في معاملة عدوك الأسير.. التطوع الطبي والخدمي في الأزمات .. وغيرها
إذا ركز الاعلام عموما لنعيد لهذا الشعب السوداني الطيب لمجتمعه البسيط واخلاقه السمحة وتسامحه لخرجنا بأقل الخسائر من تلك الحرب.

 

 

الحديث عن الجائزة:
بعد هذه المقدمة التي قالها دكتور جمال وهو يعتصره ألم ذكريات الحرب اللعينة التي وقف على شظايا مآسيها تحدث عن جائزة اورورا وهي جائزة تتعلق بالعمل الإنساني بالمجهود الشخصي.. وهي جائزة دعم مشاريع مقترحة من الفائز وليست هدية مادية تملك له
جائزة اورورا جائزة معنوية لخدمة انسانية في المقام الأول حيث تسمح للفائز باقتراح مشاريع إنسانية مستعجلة لانقاذ النازحين من آثار الحرب في مخيمات علاجية متكاملة بكل كوادرها ومعداتها وادويتها كذلك في المجال التعليمي للنازحين مدارس متكاملة بكل كوادرها وفي مجال الاطعام (التكايا).
كل هذه المشاريع يقدم مقترحها الفائز بالجائزة على مدى ثلاثة أعوام في حدود ٧٠٪ من قيمة الجائزة وهي مليون دولار حيث تقوم الجهة المانحة للدعم بتنفيذ المشاريع.
أبطال وراء الفوز بالجائزة:


وختم دكتور جمال الطيب حديثه عن الجائزة حيث قال ان ثمرة الفوز بهذه الجائزة وقف وراءه ابطال حقيقيون من عمال في المستشفى من حراسة الأبواب وعمال نظافة وإداريين بالمستشفى وكوادر طبية من تمريض واطباء واختصاصيين واستشاريين من كوادر المستشفى والمتطوعين في كافة مجالات العمل في المستشفى كل هولاء كنت فقط وبتسهيل وتيسير من الله وتوفيقه كنت مسلطا الضوء عليهم بهذه الجائزة وهم حقا الأبطال بمختلف وظائفهم.. ومن خلال صحيفة أصداء سودانية اتوجه لهم بالشكر والاحترام والتقدير وأقول لهم مكررا انتم الأبطال الحقيقيون واهنئكم جميعا بجائزة اورورا لأنكم انتم اصحابها الحقيقيين.
تتويج لنضال طويل:
والتقت أصداء سودانية بالمدير الطبي لمستشفى النو دكتور ابو القاسم محمد بشير وعن ما يعنيه لهم وصول جائزة اورورا إلى مستشفى النو حيث افاد مشكورا.. قائلا :الجائزة تتويج لنضال طويل من الجيش الابيض اثناء الحرب وصمود لكوادر مميزة تستحق كل خير.. نشكر القائمين على امر الجائزة وتعتبر بمثابة اضاءة للطريق لمزيد من الصمود والعطاء وللاجيال القادمة مزيد من الإبداع والتفرد وان نرى السعادة في وجوه الآخرين وعلامات الرضا والاستحسان.
تكريم مستر جمال الطيب تكريم صادف اهله وهو بمثابة تكريم لكل كوادر المستشفى خصوصا ووزارة الصحة عموما.
كذلك قابلنا دكتورة ناهد محجوب مدير طبي أول حوادث الطوارئ مستشفى النو كان لها حديث آخر عن فوز دكتور جمال بجائزة اورورا.
العمل في الميدان:


حيث تحدث عن انسانية مستر جمال الطيب وهي في واجهة الحوادث وما ادراك ما الحوادث حيث الدماء تسيل كالماء والمرضى في الطرقات امام المستشفى كالاشلاء والاطفال يفترشون الأرض الجرداء فكان لا بد من قبطان يقود الركب في موج العدم وتلاطم الاهوال الهوجاء.. فكان دكتور جمال الطيب المدير العام الذي مكانه الاشراف والتوجيه للكوادر عبر الإدارة الطبية من مكتبه.. ولكن هيهات ان يقبع دكتور جمال في مكتبه فكان يعمل في الميدان مع الممرضين في تركيب الفراشات والدربات في طرقات المستشفى للأطفال الذين لم يجدوا سريرا لاكتظاظ المستشفى بأهوال المصابين وكانت الدموع لا تفارق عيون دكتور جمال عندما تعجزه الإمكانيات لإنقاذ طفل والرصاص يتساقط عن يمناه ويسراه بالمستشفى فكنا نرى الالم يعتصره في وجهه فنذهب له مواسين بالصبر على العدم القهري.
مائة عملية انقاذ في اليوم:
كنا نعمل في اليوم احيانا اكثر من مائة عملية انقاذ جراحية وكان مستر جمال يتصدر قائمة المناوبة دون الاكتراث للعدد او زمن الدوام وكان الهم هو إنقاذ المصابين.
كنا نتعجب بعد نهاية العمليات كيف أجرينا كل هذا العدد من العمليات الجراحية وما هي المعينات التي كانت بالمستشفى حتى نفي هذا العدد ؟
هذا السؤال إجابته بعد توفيق الله وفضله تلك القدوة الحسنة مستر جمال الطيب وتفاني كوادر المستشفى عموما في واجبهم.
أما عن الكوادر أفادت دكتورة ناهد فتلك رواية أخرى فكانوا يتدافعون حتى ولو لم يكن يوم خدمتهم ما أن سمعوا بوصول عدد كبير من المصابين حيث يفوق عدد الكوادر أحيانا الحوجة فيقوم بعض الاطباء بعمل التمريض والممرضيين والاطباء احيانا يقومون بغسل الدماء التي تسيل على الارض والكل همه انقاذ مصاب دون الاكتراث فيمن هو وما هي مهمته مستلهمين تلك القوة من قدوتهم في الميدان مستر جمال الطيب
دكتورة ناهد ختمت حديثها بالشكر لمانحي الجائزة والتوفيق والسداد لقائد الركب دكتور جمال الطيب طبيب الإنسانية وكذلك تقدمت بالشكر لكل كوادر المستشفى عامة والطوارئ خاصة متمنية لهم العون والتوفيق من الله