حميدتي لا يدري الأبعاد الاستراتيجية ل(مصر يا أخت بلادي يا شقيقة)
- القاهرة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي مهددات على حدودها الجنوبية مع السودان أو مياه النيل أوالبحر الأحمر
- أطلق قائد المليشيا بعض العبارات تنتقد مصر ففتح على نفسه (جهنم مواقع التواصل الاجتماعي المصراوية)
- هل يستوعب قائد المليشيا أن وحدة السودان (خط أحمر) عند مصر؟
- مشكلة حميدتي إنه مس الثوابت المصرية فلحقته أشرس حملة إعلامية أقواها شائعة مقتله قبل أيام
تقرير – دكتور إبراهيم حسن ذوالنون:
هل يا ترى أن قائد مليشيا الدعم السريع المتمردة محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد سمع انشودة( أسيا وافريقيا) التي كتبها الشاعر الدكتور الراحل تاج السر الحسن والتي غناها الفنان الراحل عبدالكريم الكابلي.. لا أظن أنه قد سمع بها ولا مناسبتها ولا حتى دول عدم الانحياز والتي رسم فيها الشاعر الخطوط العريضة لسياسة السودان الخارجية التي نادت بعدم الانحياز حيث شاركت الحكومة السودانية في المؤتمر لدول عدم الانحياز الذي انعقد فى يوغسلافيا في الفاتح من سبتمبر1961م حيث قال:
مصر يا أخت بلادي ياشقيقة
يارياضا عذبة النبع ياوريفة
ياحقيقة
مصر يا أم جمال وأم صابر
مل روحي أنت يا أخت بلادي
فلنجتث من الوادي الأعادي
فلقد مدت لنا الأيدي الصديقة
ففي هذا المقطلع من القصيدة جسد الشاعر عمق علاقة السودان مع مصر والتي تقوم على رؤى استراتيجية بحكم الجغرافيا حيث الروابط الحدودية ونهر النيل العظيم والبحر الأحمر وبحكم التاريخ.. فهما كانتا دولة واحدة حتى آثر السودانيون خيار( الاستقلال) بدلا عن خيار (الاتحاد) في النصف الأول من عقد الخمسينات من القرن الماضي لذلك كان من الطبيعي الابقاء على المصالح الاستراتيجية بينهما فذلك أمر حتمي ولا يتاثر بمتغيرات (ساس يسوس) التي يمر بها البلدان.. فالسياسات تتبدل من حين إلى حين لكن الاستراتيجية تبقى هي لأنها (ثوابت) متوافق ومتفق عليها.
الثوابت المصرية لا تتغير:

من المعلوم أن جمهورية مصر العربية دولة مؤسسات ثوابتها لا تتغير ولا تتبدل فعند القاهرة وحدة السودان واستقراره أمر حتمي وتعريضها للهزات( خط أحمر)لا يمكن تجاوزه حتى لو أدى ذلك لاستخدام القوة في سبيل استقرار السودان ووحدته.. ومصر تعتبر أي مساس بالسودان مساس بها إذ بينهما مشتركات منها حدود الجغرافيا وأزلية العلاقة التاريخية الضاربة في القدم والمجموعات السكانية المتداخلة على الحدود.. لذلك فان أي مهدد من المهددات فمصر لن تقف مكتوفة الايدي خاصة المهددات التي ارتبطت بالمشتركات بين البلدين .. فحدود مصر الجنوبية ستكون مهددة إن لحقت بالسودان أي مهددات داخلية لذلك كان من الطبيعي أن تقف مصر مع السودان في حربه الماثلة لتقلل أثارها الإنسانية ويكفي انها قد وقفت مع كل السودانيين الذين جاءوا إليها بكل الطرق بعد أن فعلت بهم المليشيا ما فعلت من انتهاكات.. فقدمت لهم الدعم اللازم في كل المجالات دون من أو أذى وعاملتهم مثل المصريين في كل خدمة تقدم للمصريين وربما يكون على حساب شعبها..لكل ذلك بمجرد أن اطلق حميدتي تهديدات لحدود مصر الجنوبية ودخلت المليشيا المتمردة المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان تعاملت مع الأمر بالجدية المطلوبة وكذلك الأمر بالنسبة لمياه النيل والتي كانت ومازالت محل أطماع بعض الدول.. فمصر وبتنسيق محكم مع السودان تتصديان كدولتي مصب لأي مهدد وفق ما بينهما من اتفاقيات وعبر آلية اللجنة الدائمة لمياه النيل وتتعامل مع الدول التي تهدد مياه النيل وفق المحددات التي حددتها القوانين والاتفاقيات الحاكمة لمياة النيل والتي تراضت عليها دول المنبع ودول العبور ودول المصب أوأن تتطلب الأمر يتم الاحتكام إلى القوانين وللاتفاقيات الحاكمة للأنهار العالمية.
(حميدتي ) وجبل مويه ومصر:

منذ أن حسم الجيش السوداني في سبتمر من العام الماضي مليشيا الدعم السريع المتمردة في أنحاء واسعة من ولايتي سنار والنيل الأبيض ثم كل ولاية الجزيرة ثم كل ولاية الخرطوم حيث مثل استرداد الجيش لقاعدة (جبل مويه)العسكرية أكبر التحولات الميدانية حيث أنهى الجيش تمركزات فيها قوة كبيرة من المتمردين بالإضافة لمخازن الاسلحة والتموين والوقود والمتحركات حيث كبدها أكبر الخسائر ..كانت هذه المتغيرات العسكرية هي التي أحدثت التحولات الكبيرة في خارطة السيطرة وتبدلت موازين القوة العسكرية لصالح الجيش وبعد ذلك خرج (حميدتي) وأرسل تهديدات لجهات كثيرة كان أكبرها لمصرولشعبها ووجه اتهامات بأن مصر هي التي تدعم الجيش والجيش (قلتنا عديل) ثم أطلق تهديداته الشهيرة والتي جددها أول هذا الاسبوع فانطلقت منه التهديدات والتي خص بها مصر فأنبرت له منصات الإعلام الرقمي ومواقع التواصل( المصراوية) حيث تناولت كل الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت في حق الشعب السوداني حيث خرج أكثر من عشرة مليون سوداني من منازلهم وقراهم ومدنهم بعضهم مرضى ماتوا في الحدود وفي المعابر.
(المصريون) في مواجهة حميدتي:
ما أن جدد المتمرد محمد حمدان دقلو تهديداته لمصر أول هذا الأسبوع حتى إنبرى له (المصريون) على اختلاف توجهاتهم السياسية والاجتماعية وفئاتهم العمرية حتى انطلقت شائعة قوية مفادها أن (حميدتي دنيا زايلي) وتجددت تلك الشائعة (حميدتي حي حميدتي مات ) من ترونه ده (روبوت) واستطرد أحدهم في شرح إمكانية استخدام بصمة أي ميت ليوهم أهله ومعارفه بأنه حي وقالوا إن نفس هذه التقنية قد تم استخدامها في تسجيلات حميدتي واستفاضوا في الحديث في هذا الجانب حيث أشار أحد المدونين أن الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة لم يعد مجرد أداة لتسريع الأعمال أو تعزيز الانتاجية بل دخل إلى مساحة تتقاطع فيها التكولوجيا مع أكثر المشاعر الإنسانية حساسية مثل الحزن والفقد حيث إعتاد الناس من خلال منصات الذكاء الاصطناعي على استدعاء أصوات الموتي وإدخالها في تسجيلات مسموعة ومرئية لكن اللافت للنظر ان مواقع مثل (HereAfterAi)الامريكية (DeepBrainAi)الكورية الجنوبية طورت تطبيقات تسمح بتخزين تفاصيل دقيقة عن حياة الشخص قبل رحيله من صوته واجاباته على الاسلئة الشخصية وصولا إلى ملامح وجهه ليتمكن اهله من التواصل معه لاحقا كأنه على قيد الحياة وبحسب تقارير نشرتهاMIT (TechnologygBBCRevew)فإن هذه التظبيقات بدأت تلقي رواجا بين بعض العائلات التي تبحث عن وسيلة لتخفيف وطأة الفقد وقال بعض المتداخلون إن هذه البرنامج من المرحج أن يكون قد تم العمل بها في حالة (حميدتي) لإيهام الناس بأنه حي يرزق مضيفين أن هذه التقنية تستخدم في إمارة دبي بإعتبار أن دولة الإمارات العربية من أكثر الدول العربية تقدما في استجلاب كل التطورات التقنية المتلاحقة وهي في الأصل داعمة لحميدتي في حربه ضد السودان.