الحلاقة للأطفال… مبادرة جديدة من أهل الدبة لنازجي الفاشر

إعداد – زلال الحسين

في مشهد يجمع الإنسانية والبساطة وعمق التضامن الشعبي، ظهرت مبادرات مختلفة لدعم نازحي الفاشر المُقيمين في مدينة الدبّة.. وبين المساعدات الغذائية والطبية وجهود المجتمع المحلي، برزت مبادرة لافتة ومختلفة بطريقتها الدافئة.

في الوقت الذي تنوّعت فيه أشكال المساعدات المقدّمة للنازحين من الفاشر إلى مدينة الدبّة- ما بين الغذاء، والدواء، والدعم النفسي- برزت مبادرات من نوع مختلف… مبادرات طالعة من قلب الناس، من المحلّيين البشوفوا وجع النازحين كأنه وجعهم

ومن بين هذه اللمسات الإنسانية، لفتت الأنظار مبادرة بسيطة لكنها غنية بالأثر.. مجموعة من الحلاقين في سوق مدينة الدبّة قرروا يقدّموا شيئا يشبه الفرح، شيئا يعيد للأطفال جزءا صغيرا من يومهم الطبيعي المفقود

خصص الحلاقون يومًا كاملًا للحلاقة المجانية لأطفال نازحي الفاشر بمركز الإيواء “أزهري المبارك” بمنطقة العفّاض. ما كانت مجرد حلاقة… كانت لحظة دفء:

ضحكات أطفال، ووجوه صغار بتتغيّر ملامحها بعد قصّة شعر جديدة، وحلاقة نظيفة تجعلهم يحسون بالاهتمام والرعاية.

المشهد كان بسيطا لكنه مليان حياة…

حلاق يمسح جبين طفل صغير، آخر يضحك مع ولد مرتبك، وطفلة بتعاين في المرآة لأول مرة من زمن وبتبتسم.

مبادرة أعادت الإحساس بالكرامة، وذكّرت الناس إن الإنسانية ما بتحتاج ميزانيات كبيرة… بس تحتاج قلبا.