آخر الأخبار

نهب ثروات السودان.. سيناريو الإمارات وإخراج المافيا العالمية (3-3)

  • الإمارات تصدر الذهب السوداني المنهوب بشهادات منشأ إماراتية مزورة
  • السودان يفقد 5 مليارات دولار العام الماضي بسبب تهريب الذهب
  • 4 مليارات دولار قيمة الذهب الذي سرقته الإمارات من السودان خلال 4 سنوات فقط
  • منصة الطاقة الأمريكية: 40 ألف موقع تعدين للذهب في السودان و85 شركة تعدين

(الصور)
-يا للحسرة.. الذهب السوداني يغزو العالم بشهادات منشأ مزورة
-ذهب سوداني منهوب يعرض بأسواق الذهب بالأمارات
-الذهب السوداني.. الثروة القومية الضائعة

تحقيق ــ التاج عثمان:
مافيا عالمية.. شبكات إجرامية.. مسؤولون فاسدون.. سماسرة جشعون.. مهربون محترفون.. جميعهم تجمعوا تحت راية الإمارات لهدف واحد هو سرقة ثروات الشعب السوداني بالتركيز على الذهب.. أطنان من الذهب السوداني عالي الجودة تم نهبها وتهريبها إلى الإمارات ليتم صقلها وتنقيتها وتعبئتها والتلاعب بشهادة المنشأ بواسطة موظفين إماراتيين فاسدين ثم تصديرها على أساس أنه ذهب إماراتي المنشأ.. نهب ثروات السودان مسرحية سرية سيناريو الأمارات وإخراج المافيا العالمية وعصابات تجارة وتهريب السلاح.. الذهب السوداني يهرب بالأطنان بواسطة مافيا إيطالية وروسية وغيرها لحساب الأمارات ويدفع جزءا من عائده لشبكات وعصابات تجارة السلاح العالمية والتي تورده للسودان في شكل أسلحة لإستخدامها في ترويع وقتل وإبادة الشعب السوداني.. جرائم مكتملة الأركان (تهريب ذهب وجلب أسلحة) تكشف تفاصيلها الموجعة (أصداء سودانية) عبر سلسلة تحقيقات إستقصائية مستقاة من مصادر موثوقة وتقارير أمنية وإعلامية عالمية
خسائر فادحة:


تقارير إقتصادية عالمية تثبت أن معظم الذهب السوداني المنهوب والمهرب يذهب للأمارات والتي تعد واحدة من أكبر المشترين للذهب السودان المنهوب والمهرب عبر تجار وسماسرة الذهب والمافيا العالمية التي لديها القدرة على تمويل إستخراج الذهب عبر الوسطاء العالميين والمحليين وبمساعدة الامارات بالطبع المستعدة دوما لشراء أكبر كمية من الذهب السوداني المعروف بجودته عالميا.. حيث إستوردت الامارات لوحدها (73) طنا من الذهب السوداني المنهوب بين عامي (2018 ــ 2022)، بقيمة (4.4) مليار دولار.. ولا أذيع سرا لو قلت ان معظم الذهب المنهوب من مناجم الذهب السودانية بدارفور وكردفان يهرب عبر الحدود مع ليبيا، مستخدمة شركات التعدين الأجنبية كغطاء لعمليات التهريب مستغلة حالة الفوضى الأمنية هناك.. وأصبح من المعلوم ان الامارات تتهافت على الذهب السوداني لتعزيز إحتياطاتها من الذهب، حيث إستوردت، وبعبارة أصح (نهبت) خلال العام الماضي 2024 (29) طنا من الذهب السوداني، و(17) طنا عام 2023، و(27) طنا من الذهب الذي إستخرجته عصابة آل دقلو بتمويل من الامارات نفسها.. ويقدر بعض الإقتصاديين المهتمين بتجارة الذهب ان إجمالي قيمة الذهب السوداني المنهوب من السودان والذي وصل الامارات تصل قيمته حوالي مليار دولار وبالتحديد (1.97) مليار دولار، بنسبة (1,06%) من إجمالي قيمة الذهب الذي إستوردته الامارات عام 2024 والذي بلغت قيمته (186) مليار دولار.. كما تم تهريب (18) طنا للأمارات عبر ليبيا، بجانب (9) طن عبر دولة تشاد، إضافة لكميات أخرى تم تهريبها عبر اوغندا ورواندا وتوغو.
وحسب إقتصاديين، تقدر خسائر السودان بسبب تهريب الذهب السوداني المنتج محليا، أي انه ذهب سوداني خالص، بحوالي (28,9) مليار دولار خلال العقد الماضي، بجانب (4,1) مليار دولار من النفط السوداني المهرب، بإجمالي خسائر للسودان تتراوح بين (38 ــ 40) مليار دولار حتى عام 2024.. إحصائية أخرى تشير ان السودان سنويا يفقد (3 ــ 5) مليار دولار بسبب الذهب المنهوب والمهرب من أراضيه.. وللعلم تهريب الذهب السوداني لا يتم من جبل عامر فحسب بل هناك مناطق أخرى تشهد تهريبا متواصلا للذهب من ولاية شمال دارفور عبر الحدود مع ليبيا، ومن ولاية جنوب دارفور التي يهرب منها الذهب عبر الحدود مع دولة جنوب السودان، وهناك تهريب للذهب من إقليم النيل الأزرق عبر الحدود مع أثيوبيا، كما تشهد ولاية كسلا تهريب للذهب عبر الحدود من اريتريا.
إحتياطي الذهب:
تقارير عالمية تتحدث: إحتياطي الذهب في جبل عامر فقط بالسودان يقدر بنحو (14,09) مليون طن، لو تم إستغلال هذا الإحتياطي الضخم لأصبح السودان واحدا من الدول العظمى.. حيث يعد جبل عامر ثالث أكبر منجم ذهب في افريقيا بإنتاج سنوي يصل إلى حوالي (50) طنا، علما أنه يحوي معادن أخرى مثل البلاتينيوم، والالمونيوم، والحديد.
ومعروف ان جبل عامر ظل تحت سيطرة قوات الدعم السريع المتمردة من عام 2017 إلى 2021 حيث إستولى آل دقلو على كل مناجم الذهب بعد إعتقال، موسى هلال، زعيم مجلس الصحوة الثوري السوداني.. وفي يناير 2021 سلمت شركة الجنيد المملوكة لآل دقلو مناجم الذهب بجبل عامر للحكومة السودانية، لكن البعض يشكك في ذلك ويرى ان الدعم السريع لا يزال يسيطر على مناجم الذهب هناك بشكل غير مباشر، بل ان بعض المعلومات تشيران آل دقلو إستعانوا بخبراء أجانب للتنقيب وإستخراج المزيد من الذهب من الجبل الذهبي مما عزز من قدراته في إستخراج كميات كبيرة من الذهب في فترات وجيزة وبالتالي تأمين موارده المالية.. والأن خرج الجبل من الخدمة لتخوف المعدنيين والشركات من الغارات الجوية.. وبجانب جبل عامر هناك مناجم ذهب أخرى بمناطق مختلفة من البلاد، منها مناجم: هنجتنغ بولاية البحر الأحمر.. ومنجم أبو حمد بولاية نهر النيل ــ ومنجم بير طويل شمالي ولاية شمال دارفور.. ومناجم أغبش وعددها يزيد عن 10 مناجم وتقع بمنطقة (سنقو) ولاية جنوب دارفور.. والمناجم المذكورة يهرب منها الذهب إلى مدينتي أدري وأبشي وانجمينا بتشاد، وهناك تستخرج للذهب السوداني شهادات منشأ تشادية مضروبة، ومنها يرسل إلى أسواق الذهب بابي ظبي ودبي.
معلومات مهمة إستقيتها من منصة الطاقة الأمريكية المتخصصة، ومقرها العاصمة الأمريكية واشنطن، كشفت وجود حوالى 40 ألف موقع تعدين للذهب في السودان.. و(85) شركة تعدين، وعشرات الالاف من العاملين في قطاع التعدين الأهلي.. والغنتاج السنوي (93) طن وذلك خلال العام 2018، إنخفض عام 2022 إلى (18,6) طنا.. وأشارت المنصة الامريكية ان السودان يحتل المرتبة الثالثة في افريقيا إنتاجا للذهب بعد جنوب افريقيا وغانا.
تزوير × تزوير:


ماذا يحدث للذهب السوداني المهرب عقب وصوله للامارات؟.. الإجابة: (تزوير× تزوير).. مصدر يعمل في مجال الذهب، يجيب على هذا السؤال الهام فإجابته تحمل في طياتها نوع آخر من أنواع التلاعب في الذهب السوداني وبيعه لأسواق الذهب العالمية بإعتبار انه ذهب من إنتاج الامارات.. يقول المصدر بإسهاب:
فور وصول الذهب السوداني المهرب من السودان عبر بعض الدول الافريقية، يتم إعادة تصفيته لإزالة الشوائب وتحسين جودته، ويتم تجهيزه حسب المواصفات العالمية لأسواق الذهب، ثم تعبئته وتغليفه وأخيرا تصديره لأسواق الذهب العالمية بالهند والصين وأوروبا.. وتوجد المصانع الإماراتية لتصفية وتغليف ذهب السودان المهرب بإمارة دبي، والتي تعد مركزا رئيسيا لعمليات الذهب من تنقية وتصفية وتعبئة.. وأبرز المصانع الإماراتية الخاصة بتجهيز وتوضيب الذهب السوداني بالامارات هي:
ــ شركة دبي للذهب: وتعد واحدة من أكبر شركات تصفية وتغليف الذهب ليس في الامارات فحسب بل في العالم.
ــ شركة الامارات للذهب: وتعمل أيضا في عمليات الذهب السوداني الخام المهرب من تصفية وتعبئة.
ــ شركة الخليج للذهب: وهي شركة إماراتية تقوم بتوضيب الذهب ونظافته من الشوائب وتعبئته وتحويله إلى سبائك بأوزان مختلفة.
وهناك العديد من مصانع الذهب خاصة المنطقة المعروفة بإسم (منطقة دبي للذهب)، بجانب مصانع أخرى صغيرة نوعا ما بالعاصمة أبو ظبي وإمارة الشارقة.
وتشير بعض التقارير العالمية ان الامارات تقوم بتصدير الذهب السوداني التي إستولت عليه عن طريق التهريب والمافيا العالمية المتخصصة، تصدره على أساس انه منتج أماراتي ، وبعض توضيبه في مصانع الذهب المشار إليها تقوم بتصديره، (بعين قوية)، ومن دون حياء إلى الاسواق العالمية على انه ذهب اماراتي وبالطبع لا تنسى إرفاق شهادات منشأ مزورة تفيد ان الذهب اماراتي، وذلك بهدف التهرب من العقوبات الإقتصادية المفروضة على السودان، وتحقق أرباحا طائلة تقدر بمليارات الدولارات من بيعه في أسواق الذهب العالمية.. أيضا يتم تجميع الذهب السوداني المسروق من الشعب السوداني بالامارات بهدف غسيل الأموال المتحصلة من جرائم أخرى.
وتشير التقارير العالمية الموثوقة، ان شهادات المنشأ التي تصدرها الامارات للذهب السوداني (مزورة).. وهنك تقارير عن تلاعب في شهادات المنشأ للتمويه عن مصدر الذهب الحقيقي وهو السودان.. وهناك تقارير تشير إلى التلاعب في السجلات والوثائق المتعلقة بمنشأ الذهب، بجانب فساد بعض المسؤولين الذين يعملون ببعض الجهات الحكومية الاماراتية بإصدار شهادات المنشأ التي تقوم بتغيير بيانات المنشأ في السجلات والوثائق لتظهر ان الذهب منشأ إماراتي، او من دولة أخرى بخلاف السودان.. كما يتم تزوير شهادات المنشأ للذهب السوداني بإضافة او حذف بيانات مهمة في السجلات والوثائق لتغطية مصدر الذهب الحقيقي، وتزوير الوثائق والشهادات لتظهر ان الذهب منشأ اماراتي.. وهناك شبكة إماراتية تقوم بالتلاعب في السجلات الإلكترونية لتغيير بيانات المنشأ او إضافة بيانات وهمية لها، منها بعض شركات الصرافة بالامارات، وكبار تجار الذهب، وبعض المسؤولين الحكوميين الاماراتيين الفاسدين كما ورد سابقا.. وهكذا أصبح العالم يتهافت ويتلاعب بذهب الشعب السوداني بقيادة الامارات والمافيا العالمية للذهب لعلكم تعلمون.
أعدادنا القادمة:
ــ صحفي مشهور يروي لـ(أصداء سودانية) تفاصيل غريبة عن إعتقاله وتعذيبه بواسطة المليشيا المتمردة.
ــ ما يحزنني وفاة إبنتي بماء بئر مسموم بالجثث ولم يسمحوا لي بوداعها ودفنها.
ــ هددوني بقولهم: سوف نكسر أصابعك التي تكتب بها وتسئ لنا.. وفعلا نفذوا تهديدهم.