آخر الأخبار

رحلات البــــــــــــرهان الخارجية.. «الدلالات والنتـــــــــــــائج»..!!

تقرير_ محمد عبد الحميد

زياراتٌ خاطفة وسريعة قام بها رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن ابتدرها بالمملكة العربية السعودية، ثم مصر، وأخيرا وليس آخرا تركيا.

ومن المتوقع أن يسجل البرهان زيارة إلى دولة قطر خلال الفترة المقبلة، وذلك لتنسيق المواقف بين دول «التحالف الخماسي»، ولإطلاع القيادة القطرية على آخر التطورات في الميدان.

السعودية تستشعر الخطر

وفي زيارته إلى السعودية، بحث البرهان مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الجهود المبذولة بشأن تحقيق الأمن والاستقرار في السودان. وغرّد القائد العام قائلاً: «تشرفت اليوم بزيارة البلد الشقيق، أرض الخير، المملكة العربية السعودية. شكرًا على حفاوة الاستقبال. شكرًا أخي الكريم، ابن الأكرمين، سمو الأمير محمد بن سلمان».

ويسبر أستاذ العلوم السياسية اللواء متقاعد د. عبد الحميد مرحوم أغوار زيارات الرئيس البرهان إلى السعودية ومصر وتركيا قائلاً: إن زيارة السعودية كانت موفقة ومطلوبة. ويشير مرحوم إلى أن السعودية استشعرت خطر تطويق الإمارات عبر ميليشياتها في اليمن والسودان وتعاونها مع بونتلاند.

يواصل د. عبد الحميد لافتًا، كذلك تركيا استشعرت أن المرحلة التي تجري في السودان هي الأولى، يليها التحرك نحو مصر في المرحلة الثانية، ثم السعودية ثم قطر، ومن بعدهم تركيا لأنها عقبة كؤود ولا يمكن الوصول إليها بدون إنجاز المهام في مصر والسعودية وقطر.

أضاف د. عبد الحميد أن هذه الدول شعرت بالخطر مؤخرًا ما عدا مصر التي شعرت بالخطر باكرًا، لذلك تآلفت تلك الدول وتحالفت مع السودان من أجل القضاء على المؤامرة غير المسبوقة والقرصنة التي حدثت بالسودان في مهدها حتى لا يحدث ما حدث في بلدانهم.

يُبين أستاذ العلوم السياسية د. عبد الحميد مرحوم أن هنالك من يرى بأن السودان هو الحلقة الأضعف في هذا التحالف الخماسي، ولكن الحقيقة هي أن السودان هو محور هذا التحالف وهو الذي يقوده باعتباره الذي يحقق الإنجازات على الأرض، وإنه هو الذي يستفيد ويوظف الدعومات العسكرية والمالية التي تقدم له بصورة متميزة.

ويرى أن مسألة حسم التمرد بصورة نهائية قد اقتربت، لذلك كان المنوط بالرئيس البرهان التحرك نحو هذه الدول ليوضح لهم الموقف على الأرض، لكي يشعروا بأن ما يقدموه من دعم للسودان والقوات المسلحة يتم استخدامه بطريق احترافية، وإنه دعم فعال ويعطيهم الشعور بالإنجاز وتحقيق ما دخلوا من أجله بهذا التحالف.

لوّح بيان الرئاسة المصرية عقب زيارة الرئيس البرهان باتفاقية الدفاع المشترك مع السودان، فيما حددت مصر وبحزم ما سمتها بـ«الخطوط الحمراء» في أمنها القومي الذي يرتبط ارتباطا مباشرًا بالأمن القومي السوداني، ورفضها القاطع لمحاولات تقسيم البلاد. وفي هذا الإطار، فإن السودان بهذه الاتصالات والزيارات ينقل مواقف بعض الدول لبعضها داخل التحالف، حسب اللواء متقاعد د. عبد الحميد مرحوم.

 

 

العلاقات السودانية التركية

 

وفي أنقرة، أجرى الرئيس البرهان مباحثات ثنائية مع الرئيس رجب طيب أردوغان تتعلق بترقية وتنمية العلاقات الثنائية ودفع آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، فيما تطرق الرئيسان للقضايا الإقليمية والدولية، لاسيما الأوضاع في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي.

تناولت المباحثات أيضاً مستجدات الوضع في السودان والجهود الرامية لإحلال السلام، كما تم استعراض الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لإرساء السلام والاستقرار في السودان. كما أكدت المباحثات على موقف تركيا الثابت الداعم لوحدة وسيادة السودان وسلامة أراضيه.

يجد المحلل السياسي د. عبد الحميد مرحوم العذر لعدم تدخل تركيا مُبكرًا، مشيرًا إلى أنها دولة كبرى في المنطقة ولها علاقات تاريخية مع السودان وتتعاطف منذ بداية الصراع مع السودان بشكل كبير، لكنها لم تتدخل بسبب التضليل الإعلامي الضخم الذي قامت به الإمارات بأن الصراع في السودان داخلي نتيجة غبن، ومشكلات، وتهميش، لذلك أسرعوا في تقديم العون العسكري والدعم الاستخباراتي والسياسي للسودان حتى يجتاز هذه المرحلة.

إعادة الإعمار

يشير د. عبد الحميد إلى أن البرهان مثلما ناقش هذه المواقف العسكرية الواضح منها أن التمرد حُسم، ناقش كذلك إعادة الإعمار مع الأتراك والسعوديين باعتبارهما من الدول القوية اقتصاديًا ولديها فائض أموال ضخمة ويحتاجون للاستثمار الحقيقي، والسودان أفضل من يقدم الفرص.

وكمثال في مجال الطرق، فيمكن لـ20 دولة أن تشترك في إنشاء الطرق بالسودان، لافتًا أن كل المجالات مفتوحة في السودان باعتبار أن هنالك عمل ضخم جدًا ويحتاج لأموال ومجهودات ضخمة لا تتوفر لدولة أو اثنتين أو ثلاثة.

وكشفت الأنباء الواردة اعتزام الرئيس البرهان زيارة دولة قطر، وذلك لتنسيق المواقف بين دول التحالف، والحديث عن إعادة إعمار السودان والعلاقات الثنائية.

يقول أستاذ العلوم السياسية د. عبد الحميد مرحوم إن قطر هي الدولة الأولى التي قدمت الدعم المالي والعسكري للسودان وللشعب السوداني. ولذلك، هي كعضو يجب إطلاعها بما يجري على الأرض من تقدم وعمليات عسكرية وخلافه، وأيضًا مناقشة مسألة الاستثمارات والحرب على أبواب الحسم والانتهاء، وأن السودان يرحب بكل ما ترغب فيه قطر باعتبارها دولة حليفة ومساندة وصديقة.

الدلالات والنتائج

يرى د. عبد الحميد مرحوم أن دلالات الزيارات نابعة من أهمية قيام السودان بالعمل العسكري على الأرض وهو من يوظف الإمكانيات التي تعطى له بصورة احترافية، ولذلك يحقق نتائج ضخمة حاسمة وسريعة. كما أنه يرد الجميل لهذه الدول بأن يفتح لها أبواب الاستثمار في كافة المجالات بالشروط المتعارف عليها عالميًا، بحيث تستفيد تلك الدول ويكون لها أسبقية على باقي الدول وهذا في مصلحة السعودية وتركيا أن تستثمر في السودان، وكذلك المجال موجود بالنسبة لمصر.

ولفت إلى أن الدول لا تتعامل بما يدور في الميديا أو الإذاعات العالمية ومحطات التلفزيون، إنما تبني مواقفها على المعلومات الرسمية الموثقة التي تُناقش في زيارات رؤساء الدول لبعضهم البعض أو عبر مندوبين أو مبعوثين يحملون رسائل رسمية لتلك الدول حتى تبني مواقفها على معلومات مثبتة، لذلك لا بد من القيام بهذه الزيارات الشخصية، فكلما كان الموضوع مهمًا يذهب الرئيس بنفسه، أما المواضيع الأقل أهمية أو متابعة المواضيع فيمكن عبر المبعوثين أو السفراء، لذلك كان لا بد من تحرك البرهان.

أضاف أن النتائج المباشرة هي قيام السودان بدور التنسيق داخل التحالف وما هو مطلوب من كل عضو والتنسيق فيما بينها ليستفيد كل عضو في هذا التحالف من إمكانيات العضو الآخر وهذه هي النتيجة المباشرة.

أما النتائج التفصيلية عادة ما تستغرق وقتا وتحتاج الدراسة وكل دولة تأخذ وقتها في الدراسة، وتوقع د. عبد الحميد مرحوم النتائج المثمرة بعد أن تضع الحرب أوزارها، مشيرًا إلى أنه لن تكون هنالك نتائج سريعة، عدا تدفق الدعم العسكري واللوجستي.