( أصداء سودانية ) مع الروائية بثينة خضر مكي (1 – ٢)

_________
(الأكف منزوعة اللحم، الغامقة السمرة، تمثل تضادا صارخا مع مظهر الآلات الموسيقية، الجميلة الفخمة، لكن اللحن يخرج عذبا رائقا ثم يشتد صاهلا متولها مثل ترنيمة جنية الصحراء، حين تنادي على معشوقها الإنسي.
تشتد حرارة المكان الموشى بألوان النيون ولمبات الزينة المتراقصة. يندفع الجميع نحو حلبة الرقص كهولا وشبابا وصبايا في عمر الزهور، جردتهم الغربة القاسية من حميمية عواطفهم.
وقفت تتجشأ عرق المباني الزجاجية اللامعة، وتتذكر الدروب التي لا تستطيع المشي فيها مع غيره، ذكرى لحظات حضوره طاغية لا تترفق) .
(حجول من شوك)
________

  • نشكر جمهورية مصر العربية لإتاحتها الفرصة للكثير من الكتاب والفنانين التشكيليين لعرض أعمالهم الأدبية
    _________
  • لايمكن أن ينجح الكاتب مالم يكن موهوباً
    _________

حوار/فائزة إدريس
________
بثينة خضر مكي روائية وكاتبة سودانية، مؤسس رابطة الأديبات السودانيات ومؤسس مركز بثينة خضر مكي للإبداع والتنوير والفنون وعضو مؤسس في الإتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين وعضو إتحاد الكتاب العرب، لها العديد من الروايات والكتب فعلى سبيل المثال وليس الحصر : رواية أغنية النار، صهيل النهر، حجول من شوك، إضافة لمجموعاتها القصصية النخلة والمغني، أشباح المدن، أطياف الحزن، رائحة الخريف.
نالت وسام العلم والفنون الذهبي عام ٢٠٠٣، وجائزة الشهيد الزبير للإبداع والتميز العلمي، كما كرمت من سفارة جمهورية السودان في المملكة العربية السعودية عام ٢٠١٨، حاصلة على بكالوريوس الآداب عام ١٩٧٨ من جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية.
إلتقت بها أصداء سودانية فرسمت لنا لوحة تشكيلية معبرة مابين شندي الخضراء الشامخة وردهات مكتباتها العتيقة وسحر الخرطوم وروعة الشارقة وجمال كيلوباترا، فكان هذا الحوار المضمخ بأريج رائحة الخريف.
**مارأيك في الحركة الثقافية في السودان عموماً، ولاسيما في زمن الحرب؟
إعتقد أن الحركة الثقافية في السودان عموماً كانت تعاني من إشكاليات كثيرة مثل المسائل المادية، الطباعة، الإنتشار الخارجي، عدم وجود المقدرة للمشاركة في المشاركات الأدبية خارج السودان وحتى في داخله أحياناً تتعذر للكثير من المبدعين المشاركة، مثلاً إذا كان المبدع يسكن شمال السودان أو شرق السودان فمن الصعوبة بمكان أن يحضر فعالية في الخرطوم مثلاً.
و لعدم الدعم الحكومي أو عدم الدعم القومي للمسائل الثقافية. الآن بعد الحرب أصبح الأمر مرعب ومريع. ولو أننا نأمل كثيراً في بعض الذين هاجروا لأماكن فيها وعي وإستنارة، مثلاً نأمل في الكتاب والأدباء والمثقفين الذين هاجروا لمصر أن يكون لهم دور بارز سواء في إثراء الحركة الثقافية ككل أو في إثراء الحركة السودانية. ونحن نشكر جمهورية مصر العربية لإتاحتها الفرصة للكثير من الكتاب والفنانين التشكيليين لعرض أعمالهم، الأدبية وتكون لهم دور خاصة بهم وليس هنالك مضايقات على الرأى الثقافي. وكذلك هنالك نهضة أدبية لبعض السودانيين في قطر، وأيضاًَ في الإمارات الحركة الثقافية نشطة فالكتاب والتشكيليين تركوا بصمة واضحة في الثقافة العربية هناك والثقافة السودانية بصفة عامة، عبر النشر والعرض والإعلام القوي، فنأمل فيهم كثيراً.
وبالطبع داخلياً لايوجد شئ فكل شئ أصبح دمار في دمار. نتمنى أنه ربنا يصلح الأحوال وتقف الحرب ويعود للسودان دوره الرائد في الثقافة العربية.
**ماهي معايير نجاح الكاتب بنظرك؟
معايير النجاح بالنسبة للكاتب بنظري هي الموهبة أولاً، فلابد أن تكون هنالك موهبة للكاتب بالرغم من أنه يقال أن هنالك دراسات وهنالك معاهد تدرس كيف تكون عندك موهبة لكن لاأظن ذلك، يمكن تنمية الموهبة لكن لايمكن
خلقها من جديد فهي بذرة يضعها الخالق سبحانه وتعالى في أشخاص معينيين ويضع فيهم بذرة الإبداع ويمكن تطويرها بالتدريب والممارسة والدراسة والقراءة لكن لايمكن أن ينجح الكاتب مالم يكن موهوباً.
كذلك الثقافات المتداخلة عبر الرأي الثقافي الآخر والمشاركات الأدبية عبر السفر وغيره لها تأثير كبير في صقل تجربة الكاتب بحيث تصل كتاباته للقارئ بصورة جيدة.
**ماسبب إختيارك لكتابة فن الرواية؟
إعتقد أنّ هنالك مواضيع بعينها تتركز فيها كتابة النص ولكن هي تكون عدة إهتمامات في ذلك الوقت أوقبله أو تكون عدة أشياء متداخلة في بعضها تتملك ذهن الكاتب أو المؤلف وتكون شبكة تدخل فيها أشياء كثيرة من ذكرياته وتصوراته في المستقبل والأخيلة الموجودة في داخل نفسه فهذه كلها يتكون منها نسج للنص الأدبي سواء كان في القصة القصيرة أو في الرواية.
بالنسبة للرواية يطول السرد أكثر من القصة القصيرة فالقصة القصيرة هي موقف ينتهي بحد ذاته لكن في الرواية تستمر الشخصيات بتفاصيل أكثر.