الحرب والاوبئة

الوان الحياة _ صلاح عمر الشيخ  

 

اسود : تصحب الحروب دائما الكثير من الاوبئة والامراض بسسب الجثث وتدهور البيئة لعدم النظافة ومكافحة نواقل الامراض وتعطل المؤسسات الصحية وانعدام الادوية وصعوبة الوصول لما تبقى منها واستحالة الحصول على الادوية .

الحرب فى السودان رغم اجتهاد الدولة ووزارة الصحة فى سبيل المكافحة والتطعيم والعلاج وتوفير الادوية والتطعيم الا ان الاحصائيات مخيفة جدا والانتشار واسع شمل كل انحاء السودان وزاد بشكل واضح فى مناطق العمليات .

اكثر الاوبئة انتشارا الان هومرض الكوليرا والحميات مثل حمى الضنك والملاريا. الكوليرا  تجاوزت 24 الف مصاب وتزداد يوميا بينما بلغت الوفيات 677 وفاة اما حمى الضنك فقد بلغت الاصابات 2075 وتوفى متاثرا بها 5 اشخاص .

هذه الاحصاءات مخيفة جدا بسبب سرعة انتشارها وبطء مكافحتها وعلاجها بسبب الحرب وشح الادوية والعلاج . ومع هذه المعاناة التى تسببت فيها المليشيا اضافت اليها سببا باعتدائها على المستشفيات والمراكز الصحية والتى بلغت 250 مستتشفى اخرجتها من الخدمة وحولت 15 منها الى سكنات عسكرية مما زاد من معاناة المرضى وصعوبة علاج الاوبئة والتى جعلت المواطنين يبحثون عن وسائل بديلة للعلاج منها الادوية البلدية بل ان كثير من المرضى توفوا بسبب عدم حصولهم على الدواء . المعاناة طالت ايضا اصحاب الامراض المزمنة وصعوبة الحصول على الدواء , قصص مؤلمة تحكى عن مرضى عانوا وتوفى البعض بعدم حصولهم على الدواء ولعل اكثرها الما تلك السيدة التى توفت لعدم حصولها على حبوب اسبرين كانت تساعدها فى تسييل الدم فاصيبت بجلطة توفت بسببها.

السؤال الذى يزعجنى ما هو دور المنظمات الدولية والاقليمية وعلى راسها منظمة الصحة العالمية واين المنظمات الانسانية التى ازعجتنا بالبيانت والبكاء على حقوق الانسان والمساعدات الانسانية التى تذكر فقط فى البيانات والادانات دون ان نرى منها شيئا بينما المواطن السودانى يعانى الامرين المرض وعدم العلاج الا من قلة مساعدات تاتينا من بعض الاشقاء بينما تتفرج علينا المنظمات الدولية .