العام لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور محمود الأمين ل (أصداء سودانية ) (1-2)

 

  • نعكف الآن على وضع خطة للتعافي الوطني والدفع بالجهود لحوار سوداني سوداني
  • الحرب جعلت كل السودانيين يتوحدوا من أجل صد هذا العدوان وتصبح كل خلافاتهم السابقة أقل درجة
  • الانتقال لمنظومة جديدة هي كلمة السر لوحدة المؤتمر الشعبي ووحدة الحركة الإسلامية

حاوره – أحمد عمر خوجلي:

مرّ حزب المؤتمر الشعبي بكثير من المنعطفات في مسيرته بعد مفاصلة الإسلاميين في العام 1999م والتي كانت نقطة مفصلية في تاريخ الحركة الإسلامية السودانية والتي انخرط فيها الحزب في صفوف المعارضة السياسية لحكومة الانقاذ الوطني ، ثم مرّ الحزب بمنعطف آخر هو الدخول في مبادرة الحوار الوطني بقيادة أمينه العام الدكتور حسن الترابي والذي تحول بعده الحزب إلى المشاركة في السلطة، وكانت المرحلة الأقسى على الحزب هي رحيل الدكتور الترابي مؤسس الحزب وزعيمه ، وكان من عقابيل ذلك مرحلة الفراغ الكبير الذي أحدثه غياب الشيخ الدكتور, لتجي بعدها تطورات أخرى اتصلت بالإطاحة بنظام الانقاذ ثم إندلاع خلاف كبير بين الأمانة العامة بقيادة الدكتور علي الحاج ومجلس شورى الحزب ، ثم دخول البلاد بكلياتها في تجربة عدوان مليشيا الدعم السريع الماثل الآن ، على هذه الخلفية جلسنا إلى الأمين العام للحزب الدكتور أمين محمود في هذه المقابلة.. فماذا قال؟..ط

لا نصبغ مشاركتنا في الدفاع عن السودان بأي صبغة وظلال حزبية

*نبدأ هذا الحوار بتعليق منكم على الانتصارات الآخيرة الكبيرة للقوات المسلحة القوات المساندة لها والمستنفرين على مليشيا الدعم السريع في عدد من المحاور ؟
-الشعب السوداني سعيد ومبتهج منذ بدء توالي الإنتصارات على مليشيا الدعم السريع في محاور العمليات, احتفل بجبل موية ثم سنجة وبعدها مدني ومحور الفاشر والصحراء, والآن الخرطوم بحري والتقاء متحركات أم درمان وسلاح الإشارة وتأمين القيادة العامة واسترداد المصفاة ، وكل ذلك يؤكد توفر العزيمة لدى الشعب السوداني لإبعاد هولاء الغزاة البغاة وتحرير البلد من دنسهم ، ولم يتبق إلا القليل والله سبحانه وتعالى وعد بنصر المؤمنين , ولاشك أن دفع العدوان عن ضعفاء الناس جزء من نصر العبد لله سبحانه وتعالى وهذه قيمة كبيرة ،المجتمع الذي فقد الدفاع عن الضعفاء غير جدير بالبقاء، السودانيون اختبروا بمجموعة كبيرة انحازت لهذه المليشيا وعاست في الأرض فسادا وعانت منها قطاعات واسعة من الشعب ، لكن طائفة كبيرة من أبناء الشعب السوداني هبت لصد عدوان هذه المليشيا ونصاروا المستضعفين وبذلوا دماءهم رخيصة، فنصروا الله فنصرهم ، بشرى للشعب وتحية للشهداء ولكل من انتظم دفاعا عن الدين والوطن.
*حزب المؤتمر الشعبي أين هو الآن وكيف حاله وحال قياداته وعضويته ؟
-القيادات التاريخية ثبتت مع المؤتمر الشعبي ولا يوجد تصدع كبير في صف الجماعة الإ بمن تأثر بعوامل قبلية وجهوية ولم يؤثروا في بنية وتركيبة المؤتمر الشعبي ولا توجهاته ، ويمكن القول أن حزبا بهذا الحجم والانتشار توجهه واحد ونظرته واحدة تجاه ما يجري في السودان, ويتدافعون مع السودانيين للدفاع عن البلاد.
*خلافات المؤتمر الشعبي (الأمانة العامة والشورى) هل ترى إمكانية لإحتواءها خصوصا أن الأحداث الراهنة في البلاد قد جمعت الكثير من الأضداد والفرقاء في السودان ووحدت بينهم ، فمن باب أولى أن يتوحد الشعبيون ؟
-المشروع الأساسي لحزب المؤتمر الشعبي قبل تغيير النظام في السودان كان هو الإنتقال لمرحلة جديدة يجمع فيها كل أهل السودان بالتركيز أولا بالأقرب ثم الأقرب، لذلك أملنا كبير بأن المؤتمر الشعبي يجمع صفه في المرحلة القادمة وأن نعمل مع بعضنا البعض مع كل السودانيين لبناء وطن جديد مستجيب للمتغيرات التي حدثت في الساحة السياسية السودانية وأي حزب يعتقد بإمكانية استمراره بنهجه القديم يكون قد حرم نفسه من ميزة التجديد, ولابد لأي حزب أن يثبت أنه قادر على تجديد أفكاره ووسائله ومواكبة دواعي ذلك مع الثبات في مبادئه ورؤاه الكلية.
*إذا سئلت عن كلمة السر لإسترداد وحدة حزب المؤتمر الشعبي ماذا تقول ؟
-الانتقال لمنظومة جديدة هي كلمة السر لوحدة المؤتمر الشعبي ووحدة الحركة الإسلامية ، فإذا اختلفنا مع اخوتنا في الماضي في مشروع آني ، فمشروع الانتقال هو مشروع قديم من قبل الحرب وقبل ما حصل من خلاف داخل المؤتمر الشعبي ، فإذا كان الانتقال هي نقطة اتفاق فالحاجة اشدّ الحاحا الآن.
*الحرب فرقت السودانيين باستجابة كثيرين إلى نداء القبلية ، لابد إنها انعكست على حزبكم ، فزاد على الخلاف حول الشورى واستقطاب المليشيا لبعض الاشخاص بنازع قبلي ؟
-الحرب بقدر ما فرقت الناس لكنها ساهمت في تقريبهم بشكل كبير جدا، في الماضي كانت الحركات المسلحة في دارفور لديها نظرة جهوية في نوع من الغلو, ونرى الحرب الآن وحدت الجميع وصاروا مدركين للهوس الذي يسوق هذه المجموعة المجرمة والخطر على وجود الوطن, وارتكاب المليشيا لكل المحظورات وعدم مراعاتها للقيم الإنسانية والاخلاقية ولا حتى العقلية جعلت كل السودانيين يتوحدوا من أجل صد هذا العدوان لتصبح كل خلافاتهم السابقة أقل درجة
*إذا سألنا عن نشاط المؤتمر الشعبي, فصحيح الظروف العامة لها تأثير واضح على الأنشطة الحزبية لكن هناك متسع لنشاط يشتمل على مبادرات ودراسات ربما لا تحتاج لقدرات اقتصادية ومالية وزخم برامجي ؟
-ما يحمد للحزب الآن أن اجتماعات أمانته العامة تمضي بشكل مكثف جدا ولائحة الحزب تقول أن الأمانة تجتمع كل اسبوعين مرة ، لكن تقريبا الآن تجتمع بمعدل ثلاثة اجتماعات خلال الإسبوعين وفي كل اجتماع تطرح قضايا مختلفة سماتها العمل على احتواء ما يمكن احتواؤه من آثار هذه الحرب ثم التفكير ووضع خطط لما بعد الحرب, فنحن نعكف على وضع خطة للتعافي الوطني والدفع بالجهود لحوار سوداني سوداني تحادثنا فيها مع أحد حكماء السودان سنة وخبرة ومكانة هو الإمام أحمد المهدي
*ماذا عن المشاركة في الدفاع عن الوطن وصد العدوان ؟
-لدينا توجيه من الحزب وتوجه بعدم اصباغ هذه المشاركة والدفاع عن السودان باي صبغة وظلال حزبية فقط كل مساهمتنا تأتي في اطار قومي وطني ضمن المجهود العام للسودانيين.
*الاسلاميون اشتهروا بالعمل الطوعي الإنساني طوال فترات تاريخهم ، هل لحزبكم الآن مثل هذا النشاط في ظل حاجة ماسة خلال فترة معاناة قطاعات من السودانيين من آثار الحزب ؟
-المساهمات موجودة لكننا كذلك لا ندرجها في اطار النشاط الحزبي ، لكننا كحزب نتواصل مع بعض الجهات والمنظمات التي يمكن أن تساهم في تقديم العون، ولدينا اتصال بمنظمة عالمية كبرى كانت تعمل في اطار بعثة الأمم المتحدة في غزة وبعد إنتهاء فترتها تواصلنا معها للعمل في السودان وتقديم ما يمكن من عون للمحتاجين بعد الاتصال بالسلطات السودانية وتنسيق هذا الأمر وتقديم ما يلزم من تسهيلات، إننا ماضون في ذلك من خلال الاستفادة من علاقتنا مع الكثير من المنظمات التي يمكن أن تقدم الخير والدعم والغوث للسودانيين.