في مؤتمر صحفي مشهود..رئيس الوزراء يرسم ملامح المرحلة المقبلة ويحدد المسار

تقرير- الطيب عباس:
عقد رئيس الوزراء كامل إدريس، أمس الأربعاء، مؤتمرا صحفيا، وذلك عقب عودته من نيويورك بعد مشاركته في اجتماعات الدورة الثمانين للأمم المتحدة.
المؤتمر الصحفي الذي عقده إدريس، تناول بالتفصيل ما دار من لقاءات ومباحثات في الأمم المتحدة، كما تطرق للعلاقات مع الاتحاد الإفريقي والمباحثات التي جرت لرفع تجميد عضوية السودان في المؤسسة الإفريقية، كما تطرق إدريس كذلك للعلاقة مع السعودية وزيارته مؤخرا للرياض، وأولويات حكومة الأمل، وتحدث عن قضية السلام ورؤية الحكومة وتطرق كذلك لملف سد النهضة وما ترتب عليه من أضرار مؤخرا عقب فيضان النيل بالسودان.
ثلاثة ملفات مع الأمم المتحدة:
بحث وفد السودان المشارك في الأمم المتحدة، ثلاثة قضايا رئيسية تعرض لها رئيس الوزراء في خطابه أمام الجمعية العامة، وتناوله بالنقاش خلال اللقاءات الثنائية.
وأكد رئيس الوزراء، في المؤتمر الصحفي، أمس، أن وفد السودان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الدورة رقم (80)، أجرى حراكا واسعا في سبيل فك الحصار عن مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور وبقية المدن المحاصرة، مشيرًا إلى تقديم الوفد مطالبات قوية في الجمعية العامة بالضغط على المليشيا المتمردة لوقف انتهاكاتها ضد المدنيين، مشيدا بالإسقاط الجوي الذي نفذه الجيش السوداني، يوم الثلاثاء الماضي.
وأوضح إدريس، أن كل المنظمات الدولية غير الحكومية جاهزة لعمليات الإسقاط داخل مدينة الفاشر وستعاقب أي جهة مليشيات أو تمرد تعارض هذا الإسقاط.
وشمل الملف الثاني، مطالبة الوفد السوداني، للجمعية العامة للأمم المتحدة بتصنيف مليشيا الدعم السريع تنظيم إرهابي والتعامل معها على هذا الأساس، سيما بعد عرض الوفد السوداني للجرائم والانتهاكات التي مارستها المليشيا بحق السودانيين.
وشمل الملف الثالث، تأكيدات كامل إدريس، تمسك السودان بقوة أمام المجتمع الدولي والاقليمي، بضرورة أن يحترم العالم سيادة السودان وسلامة أراضيه، وان الوفد دعا العالم والمجتمع الدولي إلى رفض جرائم وانتهاكات المليشيا المتمردة ضد المدنيين وضد الدولة السودانية.
وقال رئيس الوزراء انه تلمس خلال الزيارة وقوف الأمم المتحدة ومؤسساتها مع السودان، مشيراً إلى انه وجد تفاعلاً ودعماً كبيراً من المجتمع الدولي خلال الإجتماعات وعلى هامش إجتماعات الجمعية العامة.
وأشار كامل إدريس إلى تقديمه الدعوة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لزيارة السودان، ونوه إلى أن الأمين العام قبل الدعوة، ما يؤكد إهتمام المجتمع الدولي بالسودان وقضاياه المُلحة.
العلاقة مع السعودية:
دافع رئيس الوزراء، خلال المؤتمر الصحفي، عن زيارته إلى المملكة العربية السعودية مؤخرا، واعتبرها من أعظم الزيارات، مؤكداً أن العلاقة بين السودان والمملكة ستقوم على شراكة استراتيجية اقتصادية متبادلة ومنتجة، مشيراً إلى أن الوفد عرض 100 مشروع اقتصادي بقيمة 100 مليار دولار، وستظهر نتائج الزيارة خلال الأيام المقبلة.
وأضاف إدريس ان كنوز البحر الأحمر بين السودان والمملكة العربية السعودية يمكن ان تجعل الدولتين من أغني البلدان في العالم، لافتا إلى أهمية البحر الأحمر امنيا وتجاريا.
وأبان أن الوفد كان واضحا مع الجانب السعودي وذكر لهم أن السودان يرغب في شراكة إستراتيجية بين البلدين ولا يتسول.
وقال إدريس، إنهم ركزوا خلال زيارتهم للسعودية على المشروعات الكلية ذات الجدوى العالية، منوهاً إلى أن مخرجات الزيارة ستنعكس إيجاباً خلال الفترة المقبلة. مؤكداً حرص السودان على التعاون البناء مع دول الجوار الإقليمي خاصة التي ترتبط مع البلاد بمصالح حيوية.
وأشاد كامل إدريس بحسن العلاقات مع المملكة العربية السعودية، مؤكداً تطلع السودان إلى علاقات استراتيجية مع المملكة تقوم على الشراكة المنتجة والتعاون المثمر وتبادل المنافع بما يصب في مصلحة الطرفين وشعبي البلدين.
ودعا رئيس الوزراء إلى توحيد الصف الداخلي والتوافق على مشروع بناء الدولة وفقاً لتطلعات الشعب السوداني، ونادى الإعلام والإعلاميين من أبناء الوطن للعمل على إعلاء القيم الوطنية.
تفاهمات مع الاتحاد الإفريقي:
أوضح رئيس الوزراء، إن وفد السودان المشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تحصل خلال الاجتماعات واللقاءات التي عقدها على هامش المشاركة، على تفاهمات مع رئيس الاتحاد الأفريقي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وقادة عدد من الدول بشأن عودة السودان لعضوية الاتحاد الأفريقي.
وأشار إدريس، إلى أن الاتحاد الأفريقي هو الأحوج لعودة السودان وليس العكس، خاصة وأنه من الدول الرائدة والمؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية.
ونوه إلى أن هناك استجابة قوية من القادة الأفارقة بشأن الأمر وأن العودة ستكون مسألة وقت. وأوضح دكتور كامل بأن هناك تعهدات متفق عليها في إطار السودان القوي وليس المنكسر.
أولويات الحكومة:
تحدث رئيس الوزراء، عن أولويات حكومته، مشيرا إلى أن الأولويات في مرحلة ما بعد الجمعية العمومية للأمم المتحدة تتمثل في محاربة الفساد، وأكد في هذا الصدد أن كل الوزراء فى حكومة الأمل سيوقعون إقرارات ذمة لمكافحة الفساد المالي والإداري.
وأضاف أن من الأولويات، الاستشفاء الوطني والسلام في السودان القوي الذي لن ينهزم والحوار السوداني السوداني وإنهاء الحصار عن المدن المحاصرة في مقدمتها مدينة الفاشر، وبشر في هذا الصدد بتقدم الجيش في مدينة الفاشر.
وأضاف أن هناك العديد من الكروت الرابحة خاصة وأن السودان من دعاة السلام وليس من دعاة الحرب، مؤكداً أن السلام والتنمية وجهان لعملة واحدة وأنه لا يمكن العيش في حالة حرب مستدامة.
ملف السلام:
شدد كامل إدريس، على أن مربط الفرس لعملية السلام بالسودان هي خارطة الطريق التي تقدم بها السودان والتي تعتبر واضحة المعالم، بجانب أنها وجدت قبولاً واستجابة دولية كبرى. وأكد أن تلك الخارطة تعتبر الأساس لبناء السلام بالبلاد وأنه متى ما تمت الموافقة الكلية عليها حينها ستبدأ عملية المباحثات التي تشمل مرتكزات أساسية لبناء السلام.
سد النهضة:
أكد رئيس الوزراء، اهتمام السودان وحكومة الأمل المدنية بقضية مياه النيل وسد النهضة الإثيوبي، وأشار إلى متابعة الحكومة لملف سد النهضة ومياه النيل بشكل وثيق، وكشف عن تنسيق مع دولتي مصر وإثيوبيا بخصوص الملف لتحقيق المصالح المشتركة.
وأكد إدريس، أن الحكومة السودانية ستجرى دراسة معمقة ومراجعة تفصيلية للملف مع الدولتين، مشيراً إلى علاقات التعاون التي تربط السودان بالبلدين، منوهاً إلى حرص السودان على منع وقوع أي أضرار مستقبلية.
ووصل رئيس الوزراء، مدينة بورتسودان، أمس الأربعاء، قادما من نيويورك، وكان في استقباله بالمطار مئات المواطنين الذين اصطفوا على جانبي الطريق مرحبين به، رافعين علم السودان واللافتات الترحيبية، في مشهد يعكس دعماً واسعاً لجهود الحكومة في المحافل الدولية، وتأييداً للرسائل التي حملها رئيس الوزراء إلى المجتمع الدولي بشأن الأوضاع في البلاد.