آخر الأخبار

السلام الاجتماعي

الوان الحياة

 

رمادي :

*نظمت مبادرة إسناد السودانيين المتاثرين بالحرب بمقرها بالقاهرة ورشة بعنوان التعايش السلمي في السودان قدم فيها البروفسير عبد اللطيف البوني ورقة عن الجزيرة نموذجا.

*الورقة كانت دراسة عميقة حول الكنابي وسكانها ومشاكلهم التراكمية ودورهم التاريخي في مشروع الجزيرة وتكوينهم الاجتماعي واندماجه في المجتمع المحلي والتحول الذي حدث خلال السنوات الماضية . ثم دورهم فى الحرب واثرها عليهم والاتهام الذي طالهم بالانضمام لمليشيا الدعم السريع ومساعدتهم لهم في معظم جرائمهم انتهى باعتقال حوالي خمسة آلاف متهم بالتعاون مع المليشيا معظمهم من ابناء الكنابي.

*رؤية البروف البوني تقوم على التسامح والدعوة الى عدم التعميم  والسعي الى تضميد الجراح ورتق النسيج الاجتماعي وقدم العديد من التوصيات لمعالجة هذه المشكلة المزمنة.

*دار نقاش عميق حول الورقة شارك فيه عدد من المتخصصين الذين شاركوا في الورشة وقد اخذت مشكلات مشروع الجزيرة حيزا اكبر من النقاش باعتبار ان المشكلة اصلا اقتصادية ووجود الكنابي ارتبط بالمشروع وقد بدأت كمعسكرات لعمال موسميين ياتون في اوقات الحصاد ولقيط القطن ثم يعودون الى مناطقهم في غرب السودان او الى بلدانهم المجاورة ولأن المزارعين في الجزيرة تركوا الزراعة واجروا المزارع لعمال الكنابي الذين حلوا محلهم فتحولوا بعد حين الى ملاك ثم تحولت الكنابي المؤقتة الى مساكن دائمة.

*ما اريد ان انبه له ان مشكلة الكنابي هي فعلا نموذج  لمشكلة قبول الآخر والغبائن التي تراكمت عند بعض السكان الذين انتقلوا من مناطقهم الى مناطق اخرى ونقلوا معهم هذه الغبائن غير المبررة إذ أن مسالة الحواكير والاراضي ظلت من المشكلات التي تهدد النسيج الاجتماعي وترهقه والذي اصبح يواجه مشكلات عظمى بعد الحرب والتي زادت الغبائن بعد الجرائم التي ارتكبتها المليشيا ومن عاونها وأيدها مما جعل من الصعب جدا أن يتم التسامح مع المجرمين الذين وجهوا حقدهم وغبائنهم نحو قبائل ومجموعات سكانية فى دارفور وكردفان وشمال ووسط السودان.

*الأمر يحتاج الى كثير من الجهد والعمل لنشر ثقافة السلام والتسامح ولكنه ضروري وهام لاعادة إعمار النفوس وإخراجها من الآسى والغبن إذا تمت محاكمة المجرمين.