الميليشيا ترد على انتصارات الجيش بالانتقام من مواطني دارفور

الفاشر – أصداء سودانية
أفادت تقارير ميدانية وبيانات حقوقية بأن ميليشيا الدعم السريع شنت هجمات دامية على مناطق بإقليم دارفور، بالتزامن مع تراجع هذه القوات أمام الجيش السوداني في بعض المدن المهمة.
وأفادت مصادر لـ(الجزيرة نت) بأن الميليشيا اغتالت السبت نحو 20 مدنيًا وأحرقت 52 قرية في شمال محلية دار السلام بولاية شمال دارفور.
وذكرت المصادر أن هذا الهجوم جاء كرد فعل انتقامي على الانتصارات التي حققها الجيش السوداني والقوة المشتركة في منطقة (عد البيضة)، الواقعة جنوب شرق الفاشر.
وقال المتحدث باسم النازحين في مخيم (زمزم) محمد خميس دودة لـ(الجزيرة نت)، إن أكثر من 5 آلاف شخص فروا من المناطق الشمالية لدار السلام إلى مخيم زمزم نتيجة لهذه الهجمات.
وأوضح أن المخيم لا يزال يستقبل أعدادًا كبيرة من الفارين وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، مشيرًا إلى أن الميليشيا أحرقت العديد من القرى ودمرت المنازل، مما أدى إلى تهجير سكانها بالكامل.
وفي ذات السياق أفاد المركز الإعلامي لمخيم (زمزم) للنازحين بالفاشر بسقوط قتلى وتسجيل حالات اغتصاب في هجوم الميليشيا.
وحسب المركز فإن الميليشيا شنت على مدى يومين هجمات على 52 قرية جنوبي وغربي الفاشر.
وبحسب الناطق العسكري باسم القوة المشتركة المقدم أحمد حسين مصطفى، فقد استهدفت الميليشيات السبت قرى “قريود” و”برشم” و”كوشينق” وقوز بينة والقرى المجاورة لها، وارتكبت مجازر مروعة بحق المدنيين.
وأكد أن الميليشيا نهبت الألواح الشمسية الخاصة بمصادر المياه ودمرت بعضها، مشددًا على أنه “كلما ضاقت بهم الأرض، ينتقمون من المواطنين الأبرياء”.
بالمقابل أكد المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور آدم رجال لـ( الجزيرة نت)، أن مخيمات النازحين في دارفور تعاني، خاصة في الفاشر، من تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية.وأشار إلى أن هذا الوضع ناتج عن الحصار المفروض علي المدينة منذ أكثر من عشرة أشهر.
ومن جانبه، كشف الناشط في العمل الإنساني سليمان آدم عن استمرار الميليشيا في تنفيذ حملات انتقامية منظمة ضد القرى المحيطة بالفاشر على مدار عدة أشهر.
وأشار آدم إلى أن الميليشيا ارتكبت انتهاكات جسيمة بحق المدنيين على أساس عرقي، بما في ذلك عمليات قتل تستهدف أفراداً.
وذكر أن هناك حملات اعتقالات واسعة طالت عشرات الشباب في المنطقة دون أي مبرر.
وأكد أن هذه الانتهاكات ليست جديدة، بل هي جزء من سياسة ممنهجة تتبعها الميليشيا لفرض السيطرة على المنطقة من خلال الترهيب والتدمير.