الأمين العام لحزب المؤتمرالشعبي ل (أصداء سودانية) (2-2)

  • الحرب وحدّت مجموعات مختلفة من أهل السودان كانوا على تباين وأختلاف كبير 
  • الإبقاء على الدعم السريع  في المعادلة السياسية أشبه بالإستسلام لأهل السودان
  • أفراد المليشيا الآن يحاربون في اللا شئ وبدون  هدف إلا السرقة والنهب
  • السودان سوف يمضي نحو المستقبل الزاهر والاستقرار السياسي المطلوب
حاوره – أحمد عمر خوجلي
*لابد أن يتجه السؤال عن شباب الحزب ونرى مجموعات من القيادات الشبابية في المؤتمرالشعبي أو الحركة الإسلامية بشكل عام إتجهت إلى تأسيس تكوينات جديدة ؟
الشباب محل اهتمام والمستقبل نفسه يؤطر لمصلحة الشباب والأجيال الجديدة ، في السنوات الآخيرة نجد أن كثير من الشباب زهدوا في العمل العام وفي ذات الوقت كانوا هم وقود الثورة وحملة لواء الدعوة للتغيير وقد حدث استغلال من قوى (قحت)  لهذه الطاقات, ومثال ذلك كان ظاهرة (تتريس) الشوارع والطرقات التي شكلت هدما لقيم كبيرة, فالإسلام يأمرنا بإماطة الأذى عن الطريق وليس العكس، بعض هؤلاء الشباب منعوا حتى مرور سيارات الإسعاف التي تحمل المرضى للمشافي وذلك فيه توجيه سيئ لطاقات الشباب، وانتهت مرحلة الصدمة بعملية 25 أكتوبر 2022م  الاصلاحية وبدأت مرحلة جديدة كانت تهدف إلى تثبيت الأوضاع وعدم السماح لها بالرجوع والتقهقر إلى الخلف ،لكن للأسف حدث تراجع سريع ومريع للأوضاع.
*وشباب الشعبي الذين إختاروا تكوينات جديدة هل ما زالوا أعضاء في الحزب ؟ 
-الشباب الذين ذهبوا إلى تكوين كيانات جديدة لم يعودوا تابعين للحزب لكن هناك تنسيق وعمل مشترك معهم على عدد من المستويات.
*وشبابكم في ظل الحرب الدائرة الآن وصد عدوان مليشيا الدعم السريع ؟
-ما يحدث في السودان الآن غير كل ذلك التوظيف  والتوجية السالب لطاقات الشباب، فقطاعات واسعة منهم الآن تدافع عن الوطن والمواطنين وهذا انقلاب كبير في التوجهات السابقة, ونحن كحزب نشجع شبابنا على ذلك ليصطفوا مع كل السودانيين في خوض هذه المعركة وبعدها نحو البناء والتنمية وبالفعل هم يشاركون في صد عدوان المليشيا في العديد من المحاور.
*كان رحيل الدكتور الترابي برمزيته وكارزميته المعروفة مرحلة جديدة في تاريخ الحزب وفي تاريخ الحركة الإسلامية السودانية ككل، لاشك أن هذا الرحيل خلّف فراغا عريضا في وقت عصيب من عمرالسودان وعمرالحركة السياسية السودانية والتحديات الماثلة الآن ؟
-لم يكن رحيل الشيخ الدكتور الترابي فقدا للحركة الإسلامية في المؤتمر الشعبي فقط ، لكنه فقد لكل السودان, هو شخص مثل شخص أعار بقرة حلوب لأسرة والأسرة لم تحسن توظيف فوائد البقرة وأتى  الشخص وأخذ البقرة, عندها ستكون العاقبة هي الندم للأسرة التي لم تستفد من هذه البقرة المعارة لها، هذا مثل حال الشيح الترابي وحال العالم والأمم والشعوب عندما لا تستدرك قيمة العلماء والمفكرين ويعقب رحيلهم الحسرة والندم، والسؤال هل استفاد السودان من هذه الوديعة ؟ أم أعقب رحيله حسرة وندم ـ انا أعتقد أن الحسرة موجودة.
*وماذا فعلتم لتعويض وسد هذا الفراغ الكبيرعلى مستوى الحزب؟ 
*إن شاء الله تجارب الحياة والناس تهيئ  سد وملء الفراغ من خلال العمل الجماعي والتفكير في تعويض النقص الكبير, وهذا ما نحن كسودانين وكمسلمين  ماضون فيه الآن وندعو الله أن تكلل المساعي بالتوفيق والنجاح وأن تحتشد كل الطاقات الجماعية للمضي نحوالهدف.
*بمناسبة ذكر الشيخ الراحل الترابي نستفسرعن أبناءه وبناته هل هم بعدين عن الحزب ؟
-الحمد لله فهم قريبين ويقدمون مجهودا كبيراً ومتواصلاً في شغل ونشاط المؤتمرالشعبي ولم يتأخروا على الإطلاق بدعم مسيرة المؤتمرالشعبي إلى الأمام, فهم كاسرة أحرص الناس على ذلك.
*الزلازل والخراب الواسع الذي احدثته مليشيا الدعم السريع في السودان وبعد تجربة الحرب هل تعتقد أن الأمورعلى المستوى السياسي  بعد إنهاء وجود هذه المليشيا ستعود كما كانت ؟ 
-لا أعتقد أن تعود الحياة السياسية كما كانت ولابد أن تكون هناك فرص لتجمعات جديدة مختلفة في أطر جديدة ، وكل من ينظر بعمق لما يجري الآن يرى أن المستقبل سيكون مختلفا, وتجربة الحرب وحدت مجموعات مختلفة من أهل السودان كانوا على تباين كبير بين بعضهم البعض، فالمصائب تجمع المصابين ، واعتقد أن هذه فرصة كبيرة لتعديل الواقع الحزبي والسياسي، فليس معقول أن يكون بالسودان هذا العدد الضخم من الأحزاب, ما يقارب المائة وخمسين حزب وكيان سياسي وحركات مسلحة ومطلبية, فهذه ليست ظاهرة صحية ولا ظاهرة رشيدة لممارسة الديموقراطية ، وكانت فكرة الشيخ الترابي تقول : إذا تعذرت وحدة كل السودانيين أن تقوم وحدة على الأفكار التي يمكن أن تقلص عدد المختلفين وتصنع كتل كبيرة وجبهات متوافقة فكريا، كجبهة يتلقي فيها المؤمنون ويلتقوا من هم غير ذلك، عندها لا يوجد ما يمنع بأن يتحدوا وبعد ذلك تبدأ ممارسة ديموقراطية بحزبين أو ثلاثة  تتوزع بحسب التوجهات الفكرية وهذه الرؤية يمكن أن تقرب وتجمع بين الناس في حيّز واحد ، ونتمنى أن يثمر مشروعنا الموسوم بالمنظومة الخالفة ورؤيتها لتوحيد أهل السودان أو غالبيتهم, وأعتقد أن السودان سوف يمضي نحو المستقبل الزاهر والاستقرار السياسي المطلوب
*وماذا عن مستقبل مليشيا الدعم السريع السياسي في البلاد بعد الحرب ؟ 
-مع نهايات الحرب لا أتصور أبدا أن تحصل تسوية لوضع السودان, بحيث يتم الابقاء على مليشيا  الدعم السريع  في المعادلة السياسية لأن هذا الأمر سيكون أشبه بالإستسلام لأهل السودان،  وعسكريا وحسب توقعاتي إن مليشيا الدعم السريع انتهت من يوم فقدت  الهدف هو الوصول للسلطة عبر الانقلاب, حدث هذا الفقدان من وقت مبكر كانوا يسعون لقتل الرئيس وأسر القيادات وإستلام السلطة ، منذ ذلك الفشل بدأإ العد التنازلي واستحال وصولهم للسلطة عبر القوة وكذلك عبر الانتخابات ، وأرى أن وصف الحرب بالعبثية من خلال هذه الحرب التي  تقودها المليشيا  ضد أهل السودان فهم الآن يحاربون في اللا شئ وبدون هدف اللهم إلا السرقة والنهب، وهذه ظاهرة  قديمة, ففي ثمانينيات القرن الماضي، وقبلها أيام المهدية فنجد أن نفس هؤلاء الأعراب ظلوا يؤدون نفس وظيفة النهب والقتل, لكن رأيي أن كبح جماحهم وكفهم مقدورعليه،  ففي تاريخ دارفور وصل بهم الإجرام إلى حالة صعبة لدرجة إذا إرتدى الإنسان ثوب جديد وقيم من الدمور يقمون بمطاردته ونهب الثوب من على جسده ، وفي زمن من الأزمان انعدمت كل أنواع  الماشية لأنهم نهبوها وافقروا الناس.
*وكيف القضاء على هذا التحدي الذي يبدو انه سوف يستمر بعد الحرب في ظل كثرة السلاح والعصابات ؟
-عندما جاء السلطان على دينار وأستلم السلطة  انتهت كل هذه المصائب, وهناك قصة في عهده تشير إلى إمكانية القضاء على حالة السرقة والنهب تمّ إطلاق (تيس) في وسط المدينة وعلقت على رقبته السكين ومعها الملح و(الشطة) حتى يتجرأ أي شخص ويسرق هذه (الشية) الجاهزة  فلم يحدث ذلك, وهي قصة تشير إلى أهمية عملية الردع والمحاسبة التي اتبعها السلطان على دينار، لذلك أقول إننا في حاجة للقضاء على هذه الظاهرة إلى أخذ المجرمين بشدة حتى يتركوا النهب والجريمة, وإذا لم يحدث ذلك فأرض الله واسعة خاصة أن غالبية هؤلاء النهابين المجرمين وافدين وغرباء، فلابد للحكومة أن تدرك ذلك وتقوم بواجباتها بشكل قوي لحفظ الأمن  ومكافحة الجريمة بالقضاء العادل والناجز، وإذا لم تقم بذلك فهذا يعني أن معاناة الناس سوف تستمر.