العلاقات السودانية المصرية.. عمق استراتيجي وتحديات مستمرة

شئ للوطن _م.صلاح غريبة 

 

*تعتبر العلاقات السودانية المصرية من أقدم وأعمق العلاقات في المنطقة العربية والإفريقية، تربط بين البلدين روابط تاريخية وجغرافية وثقافية متشابكة، حيث يشكلان معًا وحدة جغرافية متكاملة تمتد من البحر المتوسط إلى أعماق أفريقيا،هذه الروابط العميقة، بالإضافة إلى المصالح المشتركة المتعددة، تجعل من هذه العلاقة ركيزة أساسية للأمن والاستقرار الإقليمي.
*أبعاد العلاقات تتمثل في الأبعاد التاريخية التي تمتد جذورها إلى عصور قديمة، وتشكلت عبر التاريخ نتيجة للتفاعلات الحضارية والسياسية والاقتصادية بين الشعبين، والأبعاد الجغرافية، فيشارك البلدان في حدود جغرافية طويلة، ويتقاسم السودان ومصرالعديد من الموارد الطبيعية، أبرزها مياه نهر النيل الذي يمثل شريان الحياة لكليهما، والأبعاد الثقافية، في تشابه الشعبان في العديد من العادات والتقاليد والقيم، مما يساهم في تقوية أواصر الأخوة والتعاون بينهما، والأبعاد السياسية، كما مرت العلاقات السياسية بين البلدين بمراحل متعددة، شهدت أوجًا من التعاون والتنسيق في بعض الفترات، وتوترًا في فترات أخرى، والأبعاد الاقتصادية والتي تشكل محورًا هامًا بين البلدين، حيث يسعى البلدان إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، والاستفادة من الموارد المتاحة في كلا البلدين.
*أهمية العلاقات السودانية المصرية تتمحور في الأمن القومي، ويعتبر السودان ومصرعمقًا استراتيجيًا لبعضهما البعض، وأي تهديد يواجه أحدهما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي للآخر، وتساهم العلاقات الثنائية القوية في تحقيق الاستقرار في المنطقة، والحد من التوترات والصراعات، ويمكن للتعاون بين البلدين أن يساهم في تحقيق التنمية المستدامة في كلا البلدين، من خلال الاستفادة من الموارد المشتركة وتبادل الخبرات.
*التحديات التي تواجه العلاقات قضية حلايب وشلاتين والتي تعتبر من أبرز القضايا الخلافية بين البلدين، ويمكن علاجها بذكاء دبلوماسي وقضية مياه النيل والتي تشكل تحديًا آخر، حيث تسعى الدول التي تقع على ضفاف النيل إلى تأمين حصصها من المياه، كما تسعى بعض القوى الخارجية إلى إثارة الخلافات بين البلدين، بهدف تحقيق أهداف سياسية خاصة بها.
*آفاق التعاون المستقبلي في تعزيز التعاون الأمني، فيجب على البلدين تعزيز التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات المشتركة، مثل الإرهاب والتطرف والتنسيق الاقتصادي، فيجب على البلدين العمل على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، من خلال إقامة مشاريع مشتركة في مختلف المجالات، والتعاون الثقافي ويجب على البلدين تعزيز التبادل الثقافي والفني، من خلال تنظيم الفعاليات والمؤتمرات المشتركة، كما يجب على البلدين العمل على حل القضايا الخلافية بينهما، من خلال الحوار والتفاوض، وبروح من التعاون والمصالح المشتركة.
*إن العلاقات السودانية المصرية هي علاقة استراتيجية عميقة، تتجاوز المصالح الضيقة إلى مصالح مشتركة أوسع. ومن خلال التغلب على التحديات وتعزيز التعاون، يمكن للبلدين تحقيق المزيد من الإنجازات وتحقيق التنمية المستدامة لشعبيهما.

توصيات:
*إنشاء مجلس تعاون أعلى بين البلدين، لمناقشة القضايا الثنائية واتخاذ القرارات بشأنها.
تفعيل الاتفاقيات الثنائية القائمة بين البلدين، والعمل على إبرام اتفاقيات جديدة في مجالات مختلفة.
*تشجيع التبادل التجاري والاستثماري بين القطاع الخاص في البلدين.
*تعزيز التعاون في مجال الطاقة والمياه، والاستفادة من الموارد المشتركة.
دعم التعاون الثقافي والفني بين البلدين، وتعزيز التبادل الطلابي والأكاديمي.
تحقيق التنمية المستدامة في ظل التحديات المناخية المتزايدة؟
*تعميق دور المجتمع المدني في تعزيز العلاقات بين البلدين؟