لعنة النفط والذهب

الوان الحياة _ صلاح عمر الشيخ

أسود :
*بداية نحمد الله كثيرا على نعمه التي لا تحصى، فلقد وهب الله بلادنا السودان خيرا كثيرا أرضى شاسعة وخصبة وانهار تمتد من جنوبه إلى شماله تجرى طوال العام وأمطار تهطل معظم شهور السنة ومياه جوفية حتى في الصحراء .
*مما جعل بلادنا تزخر بالخضرة الطبيعية غابات وأشجار ومزارع على مد البصر،
وفوق ذلك ثروة حيوانية 5 أضعاف السكان لا تقل عن 150 مليون رأس .
*كنا نعيش على هذه النعم بسلام وأمان ليس بيننا جائع أو فقير إذ من السهل جدا أن تزرع في أي بقعة في السودان ما يسد رمقك دون أن تذهب بعيدا عن منزلك .
*أما أصحاب المواشي والرعاة فهم يعتمدون على ما تجود به ماشيتهم من ألبان ولحوم وما يجدونه من زرع دون أن يبذلوا جهدا كبيرا .
*هذه النعم جعلت بعض اشقائنا يصفوننا بالكسل لأننا لا نبذل جهدا في الحصول على الطعام والشراب ونترك هذه النعم من الأراضي والمياه دون أن نستغلها .
*حتى جاءتنا لعنة النفط حينما تدفق فى دول الخليج وبدأت إغراءات الهجرة وحلم الاغتراب وما يجنيه المغترب من مال وحياة مرهقة استهلاكية جعلته يترك الأرض والزرع ويلهث وراء المال السهل في دول الخليج .
*وهكذا كبر الحلم واللعنة حينما بحثنا منذ السبعينات عن النفط والغاز في بلادنا حتى استخرج في التسعينات وتدفق معه المال الذي لم يستخدم استخداماً جيدا .
*وكان أكبر مصائب هذه اللعنة أن اجج الصراع بيننا كأشقاء شمال وجنوب السودان حتى انفصل الجنوب ومعه 90‎% من مناطق البترول رغم أنه مازال يصدر عبر موانئ البحر الأحمر وحتى هذه لم تسلم من التآمر إذ كلما حدث خلاف لوح بعض مسؤوليها بالتصدير عبر دول أخرى كينيا أو اثيوبيا إلى جيبوتي وهي آخر التهديدات التي عبر عنها سلفاكير مع الصينين في المؤتمر الأخير .
*امًا لعنة الذهب فهي الاسوأ لأنها تحولت من نعمة إلى نقمة ايضًا إذ أننا حمدنا الله كثيرا حينما ظهر الذهب فجأة وبكميات كبيرة عبر التعدين الأهلي ثم الشركات واتضح أننا نعيش فوق أطنان من الذهب في معظم مناطق السودان وكالعادة ترك المواطن الزرع والضرع ولهث وراء الكسب السهل وأحلام الثراء من الذهب الموجود على سطح الأرض .
*أما اللعنة الكبرى فهي استيلاء حميدتي على مناجم الذهب في عدة مناطق وظهر من خلفه الطامعين من الدول الأخرى وجهات اجنبية عديدة جعلت الحصول على الموارد السودانية الهدف الاساسي لها حتى لو تفكك السودان وقتل نصف سكانه وانفرط أمنه، وكانت النتيجة هذه الحرب اللعينة التي قضت على الأخضر واليابس .
*نقول لهم خذوا الموارد واذهبوا واتركوا لنا الوطن الآمن .