مدير إدارة الأمن الغذائي بوزارة الزراعة لـ(أصداء سودانية): “الحديث عن وجود مجاعة (هراء)” (1-2)

 

  • الحديث عن وجود مجاعة غير منطقي ولا يستند على وقائع صحيحة
  • الولايات التي لم تمتد لها يد التمرد استوعبت الصدمة واستقبلت المواطنين وقدمت الغذاء

حاورته – ناهد أوشي
نفى مدير إدارة الأمن الغذائي بوزارة الزراعة مهندس عمار حسن بشير الحديث حول وجود مجاعة وبالسودان قال إن الحديث عن شبح المجاعة في السودان حديث ممجوج وحرب اقتصادية, مبينا أن ما يحدث الآن عباره عن فجوات غذائية طبيعية جراء الحرب الدائرة الآن, وتطرق للعديد من الملفات الزراعية خلال الحوار التالي.
*كثر الحديث عن تعرض السودان إلى شبح المجاعة ما رأيك فيما يقال.. هل هو محض إفتراء أم حقيقه ماثله؟
-بالفعل قد كثر الحديث عن شبح المجاعة في السودان وهو حديث ممجوج ومكرر يظهر كل فترة وأخرى ومنذ 2022 نواجه هذه الموجات من الحديث عن حدوث مجاعة في السودان, وهو حديث تردده وتكرره منظومة محددة بصورة دقيقه لتناسب أوضاع السودان والحرب الاقتصادية التي تجاري الحرب العسكرية الدائرة الآن في السودان ضد قواته المسلحه الباسلة وضد الشعب.
أما فيما يلي الأمن الغذائي فإن البلاد بدخولها حالة اشتباكات مع قوات التمرد واجهت إنكسار العديد من سلاسل التوريد الغذائي والتي كانت تقوم بتوفير الغذاء في البلد, وقد تاثرت هذه السلاسل بتداعيات الحرب, وما حدث في مشروع الجزيرة وتاثر المخزن الاستراتيجي للمزارعين, هذه الموجه عبارة عن فجوات غذائية وليست مجاعة, وهناك فرق كبير ما بين المجاعة والجوع, وهو المقترح الذي تعمل عليه هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في مجال الغذاء, بينما لفظ المجاعة هو لفظ غير مستخدم في هذا المجال وليس من الدقة بمكان إستخدام لفظ المجاعة مكان لفظ الجوع, لأنها فجوات غذائية نتجت عن تعرض الإنتاج المحلي للبلاد لهزه صادفت مستوى عال من الاستهلاك مما أظهر مستويات العجز المتوقعه في أن تكون هنالك طلبات عاليه على الاستهلاك الغذائي.
*إذن ماذا يمكن أن نسمى هذه الأزمة؟
-فجوات غذائية طبيعيه وتقوم وزارة الزراعة عبر إدارة الأمن الغذائي بقياس هذه الفجوات بكل ولايات السودان بصورة دورية, والحديث عن وجود مجاعة (هراء) وحديث غير منطقي ولا علمي وغير مستند على وقائع صحيحة ولا يستخدم اللغة العلمية الصحيحة, ويمكن أن نستخدم بعض المصطلحات العلميه في التعبير عن الأوضاع الحالية, وما يحدث الآن في السودان حركة النزوح من الخرطوم (والتي تعتبر من أكبر المراكز) من حيث النموء الحضري ومناطق الضغط السكاني ومعدلات النموء السكاني وبالتالي فإن النزوح من الخرطوم إلى داخل الولايات الأخرى أو بعض دول الجوار انخفض مستوى الاستهلاك وهذا الانخفاض يجعل وضع الأمن الغذائي طيب وجيد برغم الحرب, والولايات التي لم تمتد لها يد التمرد استوعبت الصدمة وأمتصتها واستقبلت الجموع الهائلة للمواطنين وقدمت الغذاء والماوئ وبالتالي فإن الصدمة الكبيرة التي كان يتوقعها العالم من قيام الحرب وهي النتائج الطبيعية للحروب (الخيام معسكرات النزوح الداخلية, معسكرات اللجوء ) لم تكن واضحة بصورة كبيرة في السودان لأن السودان له وضعيه مختلفة عن دول العالم, وصحيح هنالك آثار سلبيه للحرب وقد تحملها كل المواطنين السودانيين من فقد للأرواح وفقد للمتلكات ووقف الشعب إلى جانب قواته المسلحة وقفه قويه ضد التمرد.
وهل ما يحدث الآن هي موجات من فجوات في الغذاء يمكن أن تحدث في أي ظرف.
ما يحدث عندنا الآن كما قلت هو فجوات غذائية عادية وعالميا عدد السكان الجياع في تزايد مستمر لذا نقول بانها فقط فجوات غذائية تحدث من حين لآخر, ومؤكد حدوثها في حالة الحروب والدولة يجب أن تحرك آلية العون الإنساني وآلية التجارة البينية والهبات والمعونات الغذائية وتستخدم المخزون الاستراتيجي القوي في هذا الجانب, ولا ننسى الإنتاج خاصة وأن الولايات الآمنه قد انتجت رغم الظروف الصعبة خلال الموسم الصيفي والشتوي إلا أن الولايات استطاعت أن تواجه النقص الحادث في مشروع الجزيرة والنيل الأبيض وكردفان.