
ضغوط نفسية
صمت الكلام _ فائزة إدريس
*تمتد ألسنة لهب ويلات الحرب وما أفرزته من نتائج ليست فقط فيما يختص بالنهب والسلب والقتل والتشريد والدمار والانتهاكات المختلفة، إنما تشعبت تلك الألسن لتطال البعض من دواخل الأنفس البشرية ولاسيما تلك التي تمتاز بالهشاشة فكانت منبت خصب ومتلقي جيد لتلك السياط النارية مما قاد لتأثير شامل كبير عليها في مناحي متعددة من الحياة، وذلك التأثير بلاشك، لايأتي من فراغ وإنما نتيجة لتلك الأحداث وماآلت إليه وماقادت إليه من دمار شامل.
*وقد يكون البعض سلم من ذلك الدمار حتى ولو جزئيا وهنا تختلف تلك الجزئية، فهنالك من فقد بيته وممتلكاته وغيرهم من فقد زمرة من ذويه وغير هذا وذاك، هنالك من تجلد بالصبر والقناعة بأن يبقى في بيته ولايتحرك شبرا منه حتى وإن عانى من فقدان أساسيات الحياة التي تدير دفتها، غير أولئك هنالك من حزم أمتعته وغادر دياره إلى بلدان الله الواسعة سواء في الداخل أو الخارج.
*تلك المتغيرات طرأت على الكثير من الناس لحقتها متغيرات أخرى، مثل فقدان الوظيفة وتحمل أعباء الحياة بالبحث عن عمل ليعول الواحد منهم أسرته، هذا إن وجد ذلك العمل، لذا فالكثير يعاني من عدم حصوله على عمل ليقتات منه وأسرته، وهنالك من تم إقتطاع مرتبه فجاهد مع الحياة لتكون طوعه لكي يستطيع العيش وتلك النقود البسيطة.
*غير ذلك هناك من يتكفل بمعيشته من كانوا مهاجرون منذ أمد ولمثل أولئك ترفع القبعات حيث لهم الفضل الأكبر في تحمل مسئوليات ذويهم.
*وفي خضم تلك اللوحة ذات الألوان المتعددة يبرز الضغط النفسي الملم بالكثيرين نتيجة تحول حياتهم من حياة لأخرى كانوا يستنشقون تفاصيلها شهيقا وزفيرا، وفجأة تغيرت تلك الحياة لحياة غريبة عليهم فيجاهدون ويجتهدون لإستكشافها، فيعتريهم القلق والكآبة والملل والضجر والسأم تلك المشاعر التي تموج في دواخلهم، ممزوجة بالحياة، الجديدة، أيا كان موقعها تتسبب في ضغوط نفسية للفرد الواحد منهم فينقلب حاله للأسوأ ويفقد بريقه السابق، ولايشعر بمذاق حلو للحياة، فاليوم مثل البارحة لديه، يكتنفه التشاؤم ولا يجد التفاؤل سبيلا إليه، فينزوي داخل نفسه ويتملكه الإحباط الدائم، وتصل إجتماعياته مع الآخرين درجة الصفر.
* الضغط النفسي له أثره البالغ في حياة الإنسان ولاسيما إن كانت إرادته مسلوبة وعزيمته ضعيفة في مجابهة خطوب الحياة.
*نهاية المداد
سماحة الحياة فوق أهلنا
وبلادي تقرقر وئام
(محمد الحسن سالم حميد)