![](https://asdaasudania.com/wp-content/uploads/2024/08/IMG-20240708-WA0000-720x430.jpg)
كيفما رأيت الحياة كانت لك
صمت الكلام_ فائزة إدريس
* يتسرب الأمل والإحساس بطيب الحياة رويدا رويدا من بين ناظري ثلة من الناس ولاسيما في هذه الظروف الراهنة التي يمر بها الوطن العزيز، وكما أسلفنا فالضغوط النفسية ترمي بتلابيبها على أعناق زمرة كبيرة منهم، فحينئذ يعثر التشاؤم على ضالته المنشودة، فيتخذ دواخل البعض محرابا يتبتل فيه!…
فالتفكير المستمر لأي شخص عما ألم به في الفترات الماضية من أهوال ومايلم به حاليا سواء من أوضاع غير مستقرة أو غير ذلك من الأحوال والظروف أينما كان موقعه وأيما كانت الأرض التي ساقته إليها قدماه، بلاأدنى شك سوف يملأ نفسه بأحاسيس مكثفة من التشاؤم، ويرى الحياة بمنظار حالك السواد…
فإن إنقاد وراء تلك الأحاسيس القاتمة الكئيبة فهي لن تفارقه، بل ستتخذ لها سكنا في دواخله ومن ثم تسري تلك المشاعر السوداوية إلى المحيطين به، فهكذا الأحاسيس تنتقل عدوتها بشدة، فإن كانت تشاؤمية يصاب الغير بعدوى التشاؤم، وإن كانت أحاسيس زاهية جميلة مفعمة بالتفاؤل تسري عدوى التفاؤل في وجدان وثيقي الصلة بالفرد وهنا يزهو ويختال شعر إيليا أبوماضي الذي قال: قلت:الليالي جرعتني علقما
قلت:إبتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما
طرح الكآبة جانبا وترنما
وحينما يعتاد الفرد على التشاؤم بكافة تفاصيله في كافة تفاصيل الحياة، فإن حياته تستمر كذلك خالية من كل ماهو جميل لايراها إلابعين يمر الحزن والأسى من أمامها في كل زمان ومكان، وهكذا الحياة تسير بذات النمط وبذات الخطوط التي لونها بها، فتضحى كئيبة أيامها متشابهة، مريرة المذاق…
أما إذا رسم الفزد لنفسه خريطة حياة متدثرة بالتفاؤل والأمل رغما عن الظروف الغير طيبة التي يمر بها وكأن لسان حاله يقول ماقاله الشابي :خذ الحياة كماجاءتك مبتسما
في كفها الغار أو في كفها العدم
أو كما قال الطغرائي : أعلل النفس بالآمال أرقبها
ماأضيق العيش لولا فسحة الأمل
فإن حياته بلاريب سوف تكون مزدانة بالفرح، مشرقة، جميلة، خالية من الكآبة والهموم…
إذا في الحالتين فإن الحياة عجينة طيعة في يد الفرد وكما يرسمها ويشكلها ويراها فهي تمتثل له وتبقى طوع أمره..
إذا التشاؤم والتفاؤل يسيران في الحياة بجانب بعضهما البعض ووفقا لما يجدا من درجات الترحيب والمعايشة من قبل البني أدميين فإنهما يبنيان أويبني أحدهما حصنا في أعماق الفرد أما من التفاؤل، أومن التشاؤم.،وعليه تسير الحياة دفة سفينتها على مر الأيام.
نهاية المداد
لاتشرق الروح إلا من دجى ألم
هل تزهر الأرض إلا إن بكى المطر؟
(جلال الدين الرومي)