
زيارة مدير منظمة الصحة العالمية للسودان: نداء عاجل لإنقاذ قطاع صحي منهار
شئ للوطن _ م.صلاح غريبة
*شهد السودان في الآونة الأخيرة تدهوراً حاداً في وضعه الصحي، وذلك نتيجة للنزاع الدائر وتأثيره المدمر على البنية التحتية الصحية. وقد زادت حدة الأزمة مع انتشار الأمراض والأوبئة ونقص المياه النظيفة، مما أثر بشكل مباشر على حياة المواطنين، خاصة الفئات الأكثر ضعفاً. في هذا السياق، تأتي زيارة مدير منظمة الصحة العالمية للسودان لتسليط الضوء على حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوداني، والدعوة إلى تضافر الجهود الدولية لتقديم الدعم العاجل واللازم لإنقاذ القطاع الصحي.
*أظهرت التقارير الواردة من السودان حجم الدمار الذي لحق بالقطاع الصحي نتيجة للنزاع. فقد تعرضت العديد من المستشفيات والمراكز الصحية للتدمير أو النهب، مما أدى إلى نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية. بالإضافة إلى ذلك، يعاني العاملون الصحيون من نقص في التمويل والتدريب، مما يزيد من صعوبة تقديم الخدمات الصحية للمواطنين.
*في ظل هذه الظروف الصعبة، يلعب المجتمع المدني والمنظمات الدولية دوراً حيوياً في تقديم المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالنزاع. فقد قامت هذه المنظمات بتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وإقامة العيادات المتنقلة، وتقديم الدعم النفسي للمصابين. ومع ذلك، فإن هذه الجهود تبقى غير كافية لمواجهة حجم الأزمة.
*تثير الأزمة الصحية في السودان العديد من التساؤلات حول المسؤولية القانونية والأخلاقية، فمن الواضح أن استهداف المنشآت الصحية وتعطيل تقديم الخدمات الطبية يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني. وبالتالي، يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة.
لتجاوز هذه الأزمة، يجب اتخاذ مجموعة من الإجراءات العاجلة والطويلة الأمد، من بينها إنهاء النزاع ولمعالجة الأزمة الصحية، وجب على المجتمع الدولي تقديم الدعم المالي والعيني اللازم لإعادة تأهيل البنية التحتية الصحية وتوفير الأدوية والمعدات الطبية، ويجب العمل على بناء نظام صحي قوي ومستدام يعتمد على التخطيط السليم والإدارة الفعالة، ويجب دعم دور المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين، كما يجب محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المرتكبة ضد القطاع الصحي وتقديمهم للعدالة.
إن زيارة مدير منظمة الصحة العالمية للسودان هي بمثابة جرس إنذار يدعو المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنقاذ حياة الملايين من السودانيين. يجب على جميع الأطراف المعنية التعاون من أجل وضع حد لهذه الأزمة الإنسانية، وتقديم الدعم اللازم لإعادة بناء القطاع الصحي