سرقة الآثار وبيعها… تطمينات من ( أهل مكة)

 

  • مديرة إدارة المتاحف : هناك استهداف لطمس هوية السودان وعمليات الاسترداد تتم ب(سرية)
  • الدكتور الباقر بدوي: تم تبليغ الجهات العالمية المهتمة وستقوم بعملية الحماية الممكنة

 

القاهرة – ناهد أوشي :

كشفت مديرة إدارة المتاحف بالهيئة العامة للآثار والمتاحف، رئيسة وحدة متابعة الآثار المسروقة الدكتورة إخلاص عبد اللطيف، النقاب عن توقيت سرقة الآثار السودانية ومقتنيات المتحف القومي، وقالت إن ذلك تم عبر شاحنات كبيرة في أغسطس من العام ٢٠٢٣ عن طريق امدرمان، وأن تلك الشحنات اتجهت نحو الغرب، وتم توزيع المسروقات على مناطق بالحدود، ومناطق في جنوب السودان، وأشارت إلى تعرض متحف نيالا بدارفور ومتحف الخليفه عبد الله التعايشي للسرقه والتدمير.

نهب متحف السودان :

وفي ردها على سؤالنا عما إذا كانت مقتنيات المتحف القومي قد تمت سرقتها، قالت كل ما تناولت أجهزة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول هذا الأمر صحيح، وأن متحف السودان القومي تعرض لعملية نهب كبيرة عبر شاحنات كبيرة محملة بكل المواد الأثرية المخزونة بالمتحف عن طريق امدرمان واتجهت نحو الغرب وتم توزيعها على مناطق الحدود خاصة جنوب السودان.
وقالت الدكتورة اخلاص في حديث ل (أصداء سودانية أننا فقدنا جراء الحرب الكثير من الآثار والتراث والمجاميع المتحفية التي يرجع تاريخها إلى العصور التاريخية القديمة منذ العصر الحجري وحضارة كرمة ونبتة ومروي وما قبل دخول المسيحية، وأشارت إلى أن مخازن متحف السودان القومي تعتبر المستودع الرئيسي لكل اثار السودان.

أضرار المباني :

وحول ما إذا كانت المباني الخاصة المتاحف قد تعرضت إلى التلف، قالت حتى الان لم تصلنا معلومات عن تأثر المباني، لكنها لم تستبعد أن تكون قد تاثرت مثلما تاثر من قبل متحف نيالا ومن بعده متحف بيت الخليفة عبدالله التعايشي

المتاحف الأخرى:

ومضت مديرة إدارة المتاحف في حديثها ل (أصداء سودانية) مشيرة إلى أن هناك العديد من المتاحف بالبلاد تعرضت أيضا للنهب والتدمير منها متحف نيالا دارفور، كما تم نهب متحف الخليفة عبدالله التعايشي بامدرمان حيث تعرض للسرقة وتدمير اجزاء من المبني

طمس الهوية:

قالت الدكتورة إخلاص هذا النهب الذي حدث للاثار القصد منه تدمير الوطن من خلال استهداف وطمس هويته، وأشارت إلى أن
وضع الدولة السودانية الحالي وتدهور الوضع الاقتصادي نتيجة للحرب يصعب معه إعادة ما تم من تدمير وإعادة المسروقات، ولكنها قالت إن المجتمع الدولي والمنظمات العالمية إذا ما طلب منها المساهمة في ذلك، ونفت ما تردد من اتهامات لإهمال الآثار أو سرقتها بواسطة أجانب وباحثين، وقالت إن الأجانب الذين يعملون في مجال الآثار هم علماء ومكان ثقة، وانهم يعملون معنا الآن على كيفية استرداد هذه الآثار والحفاظ على المواقع الأثرية، وأكدت أن عمليات السرقة التي حدثت
هي سرقة ممنهجة القصد منها أن يفقد السودان هويته وتاريخه العريق، وأكدت أن هذا لن يحدث، وقالت يكفي ذكر كوش وابطالها وملوكها وملكاتها في كل أنحاء العالم و ذكرها في الكتاب المقدس

تبليغ الجهات العالمية:

أما الخبير والباحث في مجال الآثار
الدكتور الباقر بدوي، أشار في إفادات خاصة ل (أصداء سودانية) إلى أن الحديث عن دخول قوات الدعم السريع للهيئة العامة للآثار والمتاحف ظهر في أيام الحرب الأولى، عبر فيديوهات مصورة في أحد المعامل الخاصة بالهيئة حيث ظهرت مومياء يتم العمل فيها وليس في المتحف لا في المعارض ولا المخازن، وقال أننا علمنا حينها أنه تم التواصل مع قادة في قوات الدعم السريع بصورة شخصية من بعض الآثاريين وتمت عملية سحب القوات.
وأكد البدوي أنه طيلة الفترة السابقة لم يتم التطرق للموضوع حتى ظهور القوات المسلحة في متحف بيت الخليفة في أم درمان والتي أظهرت حجم الدمار الذي تعرض له المتحف بعد دخولها منطقة أم درمان القديمة، وقال إن بعض الآثاريين تناقلوا الخبر في( قروباتهم) لفترة قصيرة وتم تبليغ الجهات العالمية و المهتمة بالآثار مثل اليونسكو والايكوم و الايكروم والايسيسكو حتى تقوم بما يليها في عملية الحفظ والحماية الممكنة حسب الاتفاقيات الموقعة لصون التراث الحضاري في النزاعات والحروب

إتلاف المجاميع المتحفية:

وحول ما رشح من أخبار تناقلتها منصات التواصل الاجتماعي والعديد من الموقع الاخبارية عن سرقة محتويات المتحف القومي وعرضها للبيع عبر النت، وإفادة د.غالية بأنها لها علم من فترة بهذا الأمر ولكن السلطات طلبت منها عدم البوح لكي لا يأخذ اللصوص فكرة عن اكتشاف السرقة، قال إن ذلك يمكن أن تؤثر على المجاميع المتحفية من أن يتم اتلافها .