حزمة من الدهشة (١-٢)

صمت الكلام _ فائزة إدريس

(١)
*ألجمته الدهشة وهو يراها في قلب العاصمة تقود عربة بيضاء اللون وقد أمست على درجة عالية من الملاحة وبجانبها طفلتان في غاية الجمال، عادت به الذاكرة إلى الوراء عندما رآها لأول مرة برفقة أخته في المنزل، فقد كانت زميلة دراستها وهما تعملان سويا، تكررت زيارتها، من بعد ذلك مع أخته والتي كان ينتظرها بفارغ الصبر.
*لم يسلم من مداعبات أخته في إنها إكتشفت حبه لها.. فاتحها بمشاعره تلك واخبرها إنه ينوي الإرتباط بها.
*لم ترفض ولم تقبل، طلبت منه إعطاءها مهلة للتفكير ففعل ذلك، إختفت من حياة أسرته وقطعت علاقتها بأخته بعد أن تركت العمل وتقطعت أسباب الوصل بها من بعد ذلك، فطوى صفحة من حياته لم يقرأ غير أسطر منها.
(٢)
*أصيبت بالدهشة عندما تناهى إلى سمعها خبر إنفصالهما دون أن يعرف أحد السبب، وهما زوجان سعيدان ارتبطا بعد قصة حب عاصفة، ولهما طفلين، فمن غير المعقول أن ينفصلا من دون دافع قوي لذلك، ولكن لم يجد أحد إجابة شافية، ومازالت الدهشة والفضول يحاصرانها ويدفعانها لمعرفة الأسباب.
(٣)
*صعقته الدهشة وهو يكتشف أن صديق عمره يتودد إلى من تعلق قلبه بها، وقد أخبرته هي بذلك وطلبت منه أن يقطع علاقته به مميطة اللثام عن خيانته التي أنكرها الصديق في بادئ الأمر، والذي لم يملك سوى الإعتذار بعد ذلك وعلامات الندم مرتسمة على وجهه، لم يعاتبه بعد ذلك أبدا ولكن علاقتهما أصابها الذبول.

*نهاية المداد
مازلت أنظر في عيون الشمس
علك في ضيائها تشرقين
وأطل للبدر الحزين لعلني
ألقاك بين السحب يوما تعبرين
أهفو إلى عينيك ساعات
فيبدو فيهما قيد وعاصفة وقلب سجين
(فاروق جويدة)