الشافنا راجعين لي ديارنا

مشاهد وشواهد_محمد الامين مصطفي

مدخل أول

الشافنا راجعين لي ديارنا
أصلو ما كضب قريب
عما قريب الهمبريب
صدقني يا محجوب بعود
ويفتح شبابيك الحبيب
الخلوق لي جميل صلاتا
المساجد لي صلاتا
الكنايس والصليب
الشافنا راجعين لي ديارنا
اصلو ما كضب قريب
صدقني يا محجوب بعود
لا معابر لا في عابر
لا جوازات لاتذاكر
لافي زول عايش غريب
الشافنا عايشين نص ديارن
اصلو ما كضب قريب
الصغار لي رياضا تاني
الأناشيد والأغاني
الحكايات والحليب
بكرة تنطلق الإذاعة
بي ثقافاتا وفنونا
بي اغانيها الحنونة
بكرة صوتك وردي يصدح
بكرة صوت العندليب

عبد الوهاب هلاوي

*حركة شارع الوادي بأم درمان تضج
بالحياة أصوات الباعة وحركة المركبات الخفيفة الثقيلة وناقلات الجنود، البشر من مختلف الأعمار ومختلف الحسنات، وكل واحد يحمل قصة كل واحد يحمل رؤية مكتملة الفصول، وحركة المواصلات تنساب من أقصى الريف الشمالي إلى أعماق أم درمان القديمة بنسق عجيب، وإقبال طاغي للعودة للحياة، شعب بقامة أمة كاملة، حركة الناقلات والبصات القادمة من البعيد، ربما من وراء الأفق ومن وراء البحار ومن خلف المحيطات تحمل العائدين إلى حضن الديار.
*البنوك فاتحة أبوابها وكذلك شركات الاتصالات لتسهيل خدمات الجمهور هي
في منظومة متكاملة تشكل لوحة عودة الحياة تدريجيا الى ام درمان.
*في السبعينيات من عمرها وخط الشيب
راسها وخط الزمن رسما على جبينها يحكي قصة إنسانة تحب بلدها وتحب شعبها وتحب جيشها وتحب طين هذا الوطن الحبيب.
*كانت هذه المسنة تمتطي المواصلات المتجهة
إلى المهداوي، من منطقة الواحة وكانت تفتش في حقيبتها الصغيرة، ودموعها منهمره،
سألتها، بتبكي في شنو يا حاجة٠دموعك غالية علينا٠إجابت قروشي (مالامة فيها) دايرة أدفع حق المواصلات ماشة بيها٠ولكن سرعان ما تهلل وجهها وابتسمت، الحمد لله لقيت قريشاتي مدسوسات في قعر الشنطة، ودار هذا الحوار:
يا حاجة ماشه وين؟ حي العمدة، لي حي العمدة عديل كدة، وما شة بي شنو؟ المواصلات شغالة، وماشة براك؟
البجيني شنو يا ولدي الحمد لله الناس بدت ترجع، جيرانا رجعو من الشمالية قاعدين ماكلين شاربين والحمد لله، وجيشنا قاعد حارسنا شباب زي الورد ربنا يغطي عليهم ينصرهم، وماشة براك؟ أي يا ولدي البجيني شنو، ما شا اشوف بيتي اعقرو، عشان راجعين ليهو، الوضع كيف؟ الحمد لله إلا يغلبك قرشك
والحتة آمنة، والمويه والكهرباء دخلت الحمد لله، إلا في حتات ناسا ما جو ومواسيرها
مكسورة قطعو منهم الموية اي والله،
وناس ابو روف وودنوباوي وبيت المال، وكل
امدرمان القديمة الناس بدت ترجع.

مدخل الختام

عبد الوهاب هلاوي

والشافنا راجعين سوقنا تاني اصلو ما كضب
قريب
صدقني يا محجوب بعود وافتح شبابيك الحبيب
كلو أول ليهو آخر
وكلو باكر ليهو باكر
والشوارع قلب حاضر
اصلو لا يمكن يغيب
الشافنا نايمين في ديارنا اصلو ما كضب قريب
عما قريب الهمبريب صدقني يا محجوب يعود ويفتح شبابيك الحبيب